وددت ألا أكتب يوماً حرفاً واحداً عن دولة الكيان الصهيوني ولكن لا مناص من ذلك فقد كبرت الكذبة فصارت دولة ثم تفحشت حتى أوشكت أن تبتلعنا ولن أعيد عليك معلومات قديمة ولكني سأحرص على توجيه الضوء لجانب مهم ربما أفادنا .. توضيح أولي: دولة الكيان المسماه زوراً بدولة اسرائيل واسرائيل هو نعت لنبي الله يعقوب وبني اسرائيل هم أبناؤه يوسف -عليه السلام -وإخوته دخلوا مصر في وزارة يوسف الصديق وخرجوا مع نبي الله موسى-عليه السلام- بعد حوالي ثلاثمئهعام قصة بقرة بني اسرائيل كما هو معلوم للجميع هي البقرة التي تنطع اليهود في ذبحها زمن التيه في أرض سيناء مع نبى الله موسى– عليه السلام - فعسروا على أنفسهم بكثرة السؤال والتنطع وضربه الله مثلاً خالداًفي سورة البقرة . أما بقرتهم الجديدة فهي ما ذكره رئيس وزراء دولة الكيان أثناء زيارته لاثيوبيا وفي البرلمان الاثيوبي ألقى كلمة جمع فيها كل أكاذيب التاريخ والجغرافيا والسياسة وسأنقل لكم بعضاً مما قاله " نتنياهو " بعد عاصفة من الترحيب من أعضاء البرلمان الاثيوبي فيقول : " جئت أحمل لكم التحيات من أورشليم القدس العاصمة الأبدية للشعب اليهودي من ثلاثه آلاف عام .. تجمعنا روابط تاريخية من أيام الملك سليمان .. لدينا شارع في اسرائيل اسمه شارع اثيوبيا لما لنا من تاريخ متشابه في الكفاح والتمسك بأرض الآباء والأجداد ومقاومة الاحتلال .. عدونا المشترك هو الاسلاميون المتطرفون الذين يقتلون المدنيين .. اسرائيل عادت لافريقيا وسنساعدكم في تحسن استغلال المياه .. نحلم بأن تكون لنا سفارة في كل دول افريقيا .. البقرة الاسرائيلية هي أفضل بقرة في العالم وقريباً ستصبح البقرة الاثيوبية .. " إنتهى الإقتباس . وحين ذكرت - في مقال سابق- أن أبحاث الدكتور محمد بديع في الطب البيطري أهم من طرحه السياسي ظن البعض أني أردتأن استنقص من الرجل - وهو سجين- بما ينافي المرؤة. والحقيقة أنني كنت أتكلم عن قناعاتي, فالرجل -كما هو معروف- رئيس هيئه الأبحاث البيطرية في جامعة بني سويف. وأتمنى أن يخرج من سجنه لا ليتوجه لمكتب الإرشاد ولكن ليتوجه للمعمل فربما قدم لمصر البقرة المصرية التي تنافس البقرة الاسرائيلية وهو ما نحتاجه الآن وطبعاً أنا لا أعفي الدولة فهو بحكم عمله موظف في احدى مؤسسات الدولة . وأضيف لك معلومة ربما تفيدك في فك الخيوط المتشابكة هل تعرف ما هو أول قرارات دولة الكيان الصهيوني بعد قيامها؟ لقد كان دمج الجماعات اليهودية المسلحة في الجيش الاسرائيلي لأنها تعلم أن دورها انتهى ولو بقيت لحملت السلاح على الدولة أو لتقاتلت بينها فكان دمج هذه الكيانات في الدولة هو الحل, وهو القرار التي غفلت أو تغافلت عنه لبنان مع حزب الله فصارت الدولة برأسين وتذكر أن أحد تعريفات الدولة بأنها الكيان الذي يحق له استخدام السلاح. وأنا كنت واحداً من أشد المناصرين لحق الأحزاب الدينية في التأسيس ولكني كل يوم يتضح لي أنها تجربة محكوم عليها بالفشل لأنها تحمل بين طياتها بذرة فنائها وستصير لغماً في قلب الدولة فهي حتماً ستتصادم مع المؤسسة الدينية الرسمية والمؤسسة العسكرية فضلاً عن تفتتها لكيانات متصارعة عند كل خلاف لنعيد تجاربنا الفاشلة ونكرر مآسينا . بل لعلي استطيع الآن أن أفهم سر دعم بعض الدول لبعض هذه الكيانات رغم عداء هذه الكيانات الشديد لهذه الدول.. إنهم يزرعون الألغام ويخططون لانفجارها في قلب أوطانها ولو تفلتت بعض هذه اللألغام لترتد لقلوب من زرعوها وممولوها تقوم الدول الممولة بحشد العالم لنزع اللألغام التي زرعتها أو تتدخل بنفسها لجوف الأوطان لتنزع ألغامها .. [email protected]