أبدت "جبهة الحرس القديم" داخل جماعة "الإخوان المسلمين"، المحسوبة على القائم بأعمال المرشد محمود عزت، رفضها للتقييمات والمراجعات التي أعلنها تيار الشباب مؤخرًا، نافية علاقتها بأي مراجعات في هذا الإطار. أعلنت "الجبهة الشبابية" بجماعة "الإخوان"، أول مراجعة ل"مواقف الجماعة" منذ ثورة 25 يناير 2011 حتى يناير 2017، تتضمن خلاصات لدراسات وأبحاث وورش عمل قام بها عدد من المتخصصين في علوم الاجتماع والسياسة والقانون والشريعة، بمشاركة بعض قيادات وكوادر الإخوان بالداخل والخارج - على حد قولها- وهو ما اعتبره محللون يستهدف "توريط جبهة العواجيز". وقالت الجبهة، إنها ستعرض مراجعاته، على ثلاثة مسارات متوازية كالتالي: "أولاً: التواصل مع ما يزيد على ال100 من المفكرين والسياسيين وأصحاب الرأي والشخصيات العامة والعلماء والمهتمين بالشأن الإخواني خاصة الإسلامي عامة، والقضية الوطنية المصرية وتسليمهم نسخًا من هذه التقييمات للمشاركة الفعالة بالرأي والمشورة والنقد البناء". وثانيًا - بحسب الجبهة – "يكون ذلك بالتوازي مع عرض تلك التقييمات لعموم الصف الإخواني للإسهام فيها بالرأي والمشورة وفقًا للتجربة التي خاضها أبناء حركتنا المباركة"، وثالثًا: "تعرض هذه المراجعات للشأن العام في المسارات الإعلامية المختلفة يوم الثلاثاء المقبل، بعد الانتهاء من تسليم النسخ لأعضاء الجماعة وللنخب والمفكرين، ومن ثم ستُجمع كل الآراء لتنقيح هذا المنتج وإفراغه في وثيقة علمية متكاملة". الدكتور محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة"، والقيادي البارز بجماعة "الإخوان المسلمين"، أبدى عدم معرفته بما تسمى مراجعات جبهة الشباب قائلاً: "ليس لدى معلومات عن أصل هذه الورقة"، في إشارة غير مباشرة لرفضه لما طرحته الجبهة المحسوبة على الدكتور محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد الراحل. وأضاف ل"المصريون": "الجماعة سترد على هذه الورقة (مراجعة الشباب)"، مستشهدًا بالرد الرسمي الذي صدر ببيان الدكتور طلعت فهمي، المتحدث باسم جماعة الإخوان (جبهة محمود عزت). كان فهمي قال في بيان له، إن "جماعة الإخوان المسلمين تؤكد أنه لم يصدر عن أي من مؤسساتها أي أوراق بشأن مراجعات أو تقييم لأحداث". وأكد فهمي: "عدم صلتها (الجماعة) بالبيان الصادر عن البعض والذي تناولته بعض وسائل الإعلام بهذا الخصوص". من جهته، رأى سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، أن "سر رفض العواجيز لمراجعات الشباب هو تلميح الجبهة الأولى بتبني العنف وحمل التقييمات اعتذارًا على عدم انتهاج العنف ضد النظام، بعد إعلانها الانحراف عن منهج حسن البنا الثوري وتبنيهم للمنهج الإصلاحي". وأضاف عيد ل"المصريون": "الجبهة الشبابية هاجمت الدولة وتحدثت عن عدم ثقتها بما أسمته ب "العسكر"، معتبرًا أن مراجعتهم حملت رسائل سلبية وعدم تراجع عن العنف، وهذا ما فسر رفض طلعت فهمي لها. وتابع: "إخوان عزت ملتزمون وفقًا للاتفاقيات الدولة والإفريقية بالمسار السلمي، لتلاشي أي قرارات خارجية تصب في غير صالح الإخوان، أو أي شيء من شأنه تأجيج الخلاف مع النظام". وقال خالد الزعفراني، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "كل ما يثار عن وجود مراجعات من الشباب الثوري الإخواني ليس له قيمة من بعيد أو قريب ما لم تتخل الجماعة عن الفكر القطبي". وأضاف: "أي مراجعة لا بد أن تبتعد عن هذا الفكر وأساسيات "السمع والطاعة" والشعور بالاستعلاء والنظر إلى أن المجتمع جاهلي وأي شيء مخالف لن يفيد". وانقسمت جماعة الإخوان المسلمين إلى جبهتين بنهاية 2015، أولاهما جبهة القيادات التاريخية بقيادة محمود عزت، نائب مرشد الجماعة، والأخرى جبهة شباب الجماعة وشملت عددًا من القيادات الوسطى، وترأسها محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد وأنصاره من بعده، وتتحدث كل جبهة باعتبارها جماعة الإخوان الأصلية وما دونها منشقون عن الجماعة.