كشفت تقرير بريطاني، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وراء عودة شحنات شركة آرامكو للنفط إلى مصر بعد توقف دام شهور دون إبداء أسباب، مشيرًا إلى أن تمسك الأخير بحلفائه مصر والمملكة العربية السعودية في المنطقة كان سببًا وراء تجاهل الاثنين لخلافاتهما. وتابع التقرير الذي نشرته صحيفة فاينانشال تايمز، أن "ترامب" يعتبر كلًا من السعودية ومصر حليفًا قويًا وهامًا في الشرق لمساعدته في استراتيجيته ضد تنظيم داعش، كما أن السعودية تضع نصب أعينها أهمية مصر لمؤازرتها ضد تأثير نفوذ إيران المتزايد في الشرق الأوسط، وبالتالي كل هذه الأسباب ووجود عامل "ترامب" كان سببًا في حالة النسيان والتسامح التي اعتمدها الطرفان. وأيد الدبلوماسي السعودي السابق عبد الله الشمري، وجهة النظر السابقة، واصفًا العلاقات بين السعودية ومصر ب"دبلوماسية الطوارئ"، فالسعودية في الوقت الحالي تحتاج للتحالف مع مصر ضد إيران. ورأى المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية زياد عقل، أن كلًا من السعودية ومصر لن يتحملا خلاف طويل الأمد، فالمصالح الكثيرة التي توجد على المحك بين البلدين لا تسمح بذلك، علاوةً على وجود مصالح روسية، وأوروبية، وأمريكية، أيضًا مستثمرة في التحالف المصري- السعودي، فمنذ عام 1980 انخرطت كلتا البلدين في كل خطوة إستراتيجية إقليمية تخص المنطقة. يذكر أن وزارة البترول والثورة المعدنية أعلنت أنه من المتوقع استئناف شركة "آرامكو" السعودية لإمداداتها البترولية بنهاية هذا الشهر، أو بداية شهر إبريل على أقصى تقدير؛ مشيرًا إلى أن الصفقة التي عقدتها الشركة مع مصر نصت على تسليم 700 ألف طن من النفط شهريًا على مدار 5 أعوام، كمحاولة منها لمساعدة مصر في خطتها للتعافي اقتصاديًا، إلا أن الصفقة توقفت في شهور أكتوبر الماضي دون إبداء أسباب رسمية، تاركةً وسائل الإعلام للإدلاء بتكهناتها وتفسيراتها لما يحدث خلف الكواليس، معتبرين أن فشل تسليم تيران وصنافير بسبب أمر قضائي هو وراء توقف شحنة البترول. ولفت التقرير النظر، إلى أن السعودية كانت حليفًا قويًا لمصر منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم، في أعقاب ثورة 30 يونيو التي أطاحت بالرئيس السابق محمد مرسي، إلا أن العلاقات بينهما مرت بلحظات "مُرة" كثيرة مؤخرًا، أبرزها أزمة تيران وصنافير الشهيرة، وأزمة الحل الفرنسي- الروسي الذي طرحة مجلس الأمن للقضية السورية، والتي صوتت فيها مصر لصالح الثاني بسبب علاقاتها الجيدة مع الرئيس بشار الأسد، على حد قولهم. واستطرد: أن موقف مصر كان من أسباب قلق السعودية، كون الأخيرة ترى أن إيران تستغل الصراع الدائر في سوريا لبسط نفوذها في المنطقة، مشيرًا إلى أن إعلان السيادة المصرية لجزيرتي تيران وصنافير بأمر محكمة القضاء الإدارية زاد الطين بلّة بين البلدين، بعد خروج مظاهرات محتجة على قرار الحكومة تسليم أراضي مصرية للسعودية، ليعتبر الخبراء السياسيين أن كلا البلدين يعتمد حاليًا على سياسة المماطلة.