وصف تقرير أمريكي، قطع شركة أرامكو إمدادات النفط عن مصر، بأنها تصعيد للضغوط من المملكة العربية السعودية على مصر، خاصةً في ظل الإجراءات التقشفية التي تتبعها مصر حاليًا من أجل الحصول على قرض صندوق النقد الدولي، وهو الهدف الذي قررت مصر من أجله تنفيذ قرار تعويم الجنيه الأسبوع الماضي، وإلغاء الدعم على مصادر الطاقة لتشهد مصر أزمة اقتصادية جديدة فيما يخص ارتفاع أسعار الوقود. وأعلنت مصر الاثنين الماضي أن شركة "أرامكو" السعودية أوقفت شحنة البترول المقرر إرسالها لمصر للمرة الثانية وهذه المرة لأجل غير مسمى، وذلك في أعقاب الخلاف الممتد بين البلدين بعد تأييد مصر للمشروع الروسي بالنسبة للأزمة السورية. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة البترول والطاقة، حمدي عبد العزيز، إن شركة "أرامكو" أكبر شركة نفط بالعالم، قررت حجب شحنة البترول عن مصر بدون إبداء أسباب أو جدولًا زمنيًا للتراجع عن حجب الشحنة. وأضاف التقرير أن السعودية وافقت في شهر إبريل الماضي على إمداد مصر ب700 ألف طن من النفط شهريًا لمدة 5 سنوات بشروط دفع ميسرة، ولكن أعلنت مصر توقف "أرامكو" عن إمدادها بالبترول ورفضها الأخيرة التعليق على هذا الموضوع. وفسرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، هذه الخطوة بتصعيد السعودية لخلافها مع مصر بشأن الأزمة السورية التي ناقش مجلس الأمن الدولي سبل وضع حلول لها، فمع دعم السعودية لمعارضي نظام الرئيس السوري "بشار الأسد"، وخوف مصر من سيطرة المعارضة السورية على مقاليد الحكم، حال الإطاحة ب"الأسد" ظهر الاختلاف بوضوح في مصالح كلا البلدين فيما يخص الأزمة السورية. وذكرت الوكالة أن السعودية داومت على دعم مصر بملايين من الدولارات منذ الإطاحة بالرئيس "محمد مرسي" إلا أنه من الواضح أن المنح قاربت على النفاد، وبعد توقف "أرامكو" عن إرسال شحنات الوقود، لجأت مصر لتوقيع اتفاقية مع العراق المعروف عنها تحالفها القوي مع إيران لإمدادها بالنفط، إلا أن "عبد العزيز" ووزارة الخارجية الإيرانية نفيا خبر زيارة وزير الطاقة لإيران.