توافد المئات من أهالي مدن وقرى بني سويف على ضريح الشيخ رمضان الجنيدي بعزبة عمرو التابعة لمجلس قروى صفط الخرسا مركز الفشن، بعد أن قام أهالي القرية باستخراج جثمان الشيخ من قبره بعد دفنه ب73 يومًا، وإعادة دفنه بمنزله بناءً على طلبه في رؤيا منامية وسط هتافات الرجال والأطفال "الله أكبر – مدد يا محمد"؛ تمهيدًا لبناء ضريح له باعتباره "أحد الأولياء الصالحين". فيما زار العشرات من قيادات وأعضاء الطرق الصوفية ليتباركوا بالولي الجديد، ونصبت المراجيح والألعاب وتمركز رجال الموالد بالعزبة، وانتشر باعة الحلويات والمسليات والترمس والمكسرات والطراطير وألعاب الأطفال؛ لبيعها للمترددين على ضريح الشيخ وامتدت موائد "الكشك باللحمة" وسط حلقات الذكر. قال طلعت نجل المتوفى "رمضان": "والدي توفى قبل 80 يومًا وشيعنا جنازته وصلينا عليه كأي شخص عادي وأجرينا "الخمستاشر" و"الأربعين" له ولم يكن في الحسبان ما سيحدث ورغم أن والدي شيخ فقير ومزارع بسيط؛ إلا أنه كان يعلم دينه جيدًا، وكان حافظًا لكتاب الله، ويصلي ويقرأ الأوراد كاملة، وكانت نشأته دينية بكتاب القرية، وكان يتبع الطريقة البيومية كأجدادي، فجدي الأكبر له ضريح بالميمون بمركز الواسطى، وهذا ليس بجديد على أسرتنا فنحن من عائلة محافظة".
وأضاف أن ما حدث لم يكن في الحسبان حيث أبلغنا أهالي القرية بأنهم شاهدوا رؤيا صالحة لوالدي، حيث كان يرتدي لباسًا أبيض وكأنه ما زال على قيد الحياة، وطلب منهم إخراجه وإعادة دفنه بطريقة مختلفة، وتعددت هذه الأقاويل من أناس مشهود لهم بالتقوى والورع حتى أتتنا الرؤيا نفسها نحن أهله، وسألنا في الأمر وكان الرد من بعض مفسري الأحلام، بأن نفتح المقبرة ونستخرج الجثة تلبية للرؤيا، وبالفعل فعلنا ذلك واستخراجنا الجثة من القبر لنفاجأ بنور يشع من القبر لم نشهده مثله من قبل، ودار الطبل والزمر من أهل البلد وسط صيحات التهليل والتكبير. وتابع: لم يكن في مخيلتنا أن ما نفعله شعوذة أو شيء نتكسب منه المال كما قيل عنا، مضيفًا أننا لو كنا دجالين ما كانت الأجهزة الأمنية سمحت لنا باستخراج الجثة، مشيرًا إلى أن شقيقه تم استدعاؤه من قسم الشرطة، وتم التحقيق معه قبل الإفراج عنه بدون ضمانات. ويقول محمد على أحد أهالي العزبة: الشيخ رمضان ممن يشهد لهم بالتقوى والورع، وما عهدنا عنه ما يشين، فلم يترك فرضًا في حياته وكان ضمن المتصوفين وممن يحضرون حلقات الذكر وموالد الصحابة، ومعروف عنه فتح منزله للفقراء وأصحاب الحوائج وما تقوله الصحف والقنوات عن محاولة الدجل؛ من أجل كسب المال بعد إنشاء ضريح له ادعاء كاذب، فنحن عزبة من الفلاحين والقبائل منازلنا عامرة بالخير، وأبوابنا مفتوحة أمام كل إنسان، مضيفًا أن أهل القرية متعلمين وأصحاب فكر ولسنا جهلة حتى نتهم بالغزعبلات وغيرها. كان اللواء عادل التونسي، مدير الأمن تلقى إخطارًا من اللواء خلف حسين مدير البحث الجنائي، بطلب مقدم من طلعت رمضان جنيدي، 49 سنة، صراف بالضرائب العقارية، مقيم بعزبة عمرو البحرية بمركز الفشن؛ للموافقة على نقل جثمان والده رمضان جنيدي محمد عضو بالطرق الصوفية، وينتمي إلى الطريقة البيومية، متوفي منذ 73 يومًا من مقابر العائلة بعزبة عمرو البحرية، ودفنه بمنزله بناء على رؤيا ورغبة الكثير من الأهالي. من جانبه أكد الشيخ محمد نور، وكيل وزارة الأوقاف بالمحافظة، أن ما فعله أهالي القرية ليس له أي أساس في الشرع الإسلامي "خزعبلات وليست من الشرع الإسلامي وتفتح باب الفتن"؛ لأن الإسلام حرم نبش القبور، وإخراج جثث الموتى بعد دفنهم، إلا لضرورة شرعية مثل "شبهة جنائية في الموت أو ظروف الزلازل والسيول والمياه الجوفية أو دفن مسلم في مقابر غير المسلمين"، لافتًا إلى أن الواقعة لم تحدث في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة والتابعين.
وأشار وكيل وزارة الأوقاف، إلى أنه إذا ترك هذا الأمر ستفتح أبواب الفتن لن يكون للموتى قدسية وأن الاستناد إلى روايات أو أقاصيص من الناس بأنهم رأوا رؤيا في المنام بنقل الجثث هو ليس من الشرع في شيء إنما هو خزعبلات لا يعتد بها.