بداية أسجل حبى وتقديرى واحترامى واعتزازى بجماعة "الإخوان المسلمين" وأثمن لهم بذلهم وعطاءهم وجهادهم وكفاحهم طيلة سنوات طوال, وقد أكرمنى الله بصداقة بعض الإخوة المنتمين لجماعة الإخوان، والذين أكن لهم كل حب وتقدير واحترام, وقد أتفق أو أختلف معهم، ولكن الخلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية، وهذا هو الأصل الذى لا ينبغى لنا أن نختلف فيه أو نحيد عنه, فإنى أؤيد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وأرى فى تقديرى الشخصى، أن الواضع الراهن فى مصر وضع استثنائى يحتاج إلى مشاركة وتوافق وتغليب للمصلحة العليا للأوطان، وأن أبو الفتوح هو الأنسب لهذه المرحلة, وفى المقابل إخوانى فى جماعة الإخوان يرون أن الدكتور محمد مرسى هو صاحب مشروع النهضة الإسلامى، الذى نسعى إليه كإسلاميين, ولكنى أقول إن أبو الفتوح هو ابن الحركة الإسلامية عامة وجماعة الإخوان خاصة, فضلا عن وجود تساؤلات منطقية أين كان مشروع النهضة عندما أعلن الإخوان أنهم لن يرشحوا أحدًا منذ البداية, وأين كان المشروع الإسلامى عندما أعلنت الجماعة أنها لن تؤيد مرشحًا إسلاميًا أصلا, وهذه التساؤلات خصمت كثيرا من رصيد الإخوان بل ورصيد الحركة الإسلامية كلها لعدم وجود إجابات مقنعة عنها فى تقديرى, وهكذا يظل السجال بيننا، وهذا أمر طبيعى وكل هذه أمور اجتهادية وتقديرية لا ينبغى بحال أن تجعلنا نتنازل عن إخوتنا أو نفقد الود بيننا فكل يختار ما يراه أصلح للدين وللوطن وإن اختلفت الآراء وتنوعت الاجتهادات وحقيقة لقد لاحظت خلال الفترة الماضية عنفا شديدًا فى تعليقات الزوار على المقالات المنشورة فى جريدة "المصريون"، والتى تنتقد موقف جماعة الإخوان وترشيحها للدكتور محمد مرسى خاصة مقالات الأستاذ جمال سلطان، وللأسف وجدت اتهامات للأستاذ جمال بالفلولية ولصحيفة "المصريون" أنها أصبحت من الصحف الصفراء وغيرها من الاتهامات التى لا ينبغى أن تكون بيننا فى مثل هذه الأمور الاجتهادية، التى عنوانها كما قال الإمام الشافعى – رحمه الله – "رأى صواب يحتمل الخطأ ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب". فأقول إن حبنا جميعًا للدين وللوطن لا ينبغى أن يكون محل اتهام أو شك وأنا شخصيًا رغم تأييدى لأبو الفتوح لكنى لن أكون حزينا إذا فاز الدكتور محمد مرسى، بل أكون سعيدا لأن منصب الرئاسة ذهب لشخص أثق فى دينه ولا أشكك فى حبه للوطن رغم اختلافى معه, ولم يذهب إلى أحد الفلول, وكما أنكر التعليقات العنيفة من إخوانى فى جماعة الإخوان، كذلك أنكر التعليقات العنيفة، التى تهاجمهم وتتهمهم دون مراعاة لحدود الانتقاد وأدب الخلاف وختامًا أقول إن الانتخابات ستنتهى فى خلال أشهر قليلة, ولن يبقى لنا فى النهاية إلا الإخوة فى الله التى تجمعنا, والحب فى الله الذى يحوطنا وهو أعظم ما يجمع بيننا, فديننا واحد ووطننا واحد وهمنا واحد وآلامنا واحدة، وكذلك آمالنا واحدة, فماذا لا ندعو الله تعالى "اللهم أكرم مصر بأيهما أصلح لقيادة البلاد أبو الفتوح أو محمد مرسى". أسأل الله أن يقيض لبلدنا حاكما عادلا وواليا صالحا يجمع عليه القلوب ويقود البلاد لما فيه صلاحها.