غادرت رئيسة كوريا الجنوبية المعزولة بارك غوين-هاي، اليوم الاحد، القصر الرئاسي بعد يومين من تأييد القضاء قرار البرلمان بعزلها من منصبها. ووصلت بارك، التي لم تعلق حتى الآن على الحكم القضائي، إلى منزلها الواقع جنوبي العاصمة سيول وسط هتافات تأييد من أنصارها. ونظم معارضو بارك، الذين يطالبون باعتقالها، ومؤيدوها مظاهرات في سول السبت. وخسرت بارك حصانتها وقد تواجه إجراءات جنائية بسبب اتهامها بالسماح لصديقتها تشوي لابتزاز أموال من بعض الشركات مقابل الحصول على امتيازات سياسية. وانتقلت الرئيسة المعزولة في موكب ضخم باتجاه منزلها في حي سامسيونغ جنوبي سول. وكان المئات من أنصار بارك في انتظارها لدى خروجها من القصر وهم يلوحون بالأعلام الوطنية وإطلاق الهتافات المؤيدة لها وسط انتشار نحو ألف من قوات الشرطة. واضطرت فرق الحماية دفع الحشود بعيدا عن بارك بينما كانت تصافح عددا من حلفائها السياسيين. وقال ستيفن ايفانز مراسل بي بي سي في سول إن بارك بدت متفائلة ومبتسمة، ولم يظهر عليها أي سلوك لسياسية موصومة ونادمة. ويتولى "هوانغ كيو آن"، المقرب من بارك، منصب القائم بأعمال الرئاسة لحين انتخاب رئيس جديد للبلاد. وأعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات أن انتخابات "حرة ونزيهة" ستجرى، في موعد أقصاه التاسع من مايو المقبل. وكان البرلمان قد صوت لصالح عزل بارك في ديسمبر الماضي ومنذ ذلك الحين كانت المحكمة الدستورية تبحث القضية للنطق بالحكم؟ وجاء في حكم المحكمة التي تضم 8 قضاة إن "أفعال الرئيسة بارك أفسدت روح الديمقراطية وروح القانون في البلاد". وقالت المحكمة إن بارك خرقت القانون بسماحها لتشوي سون-سيل بالتدخل في شؤون البلاد، كما أنها خرقت قواعد السرية بتسريب وثائق رئاسية مهمة. ورفضت المحكمة تهم انتهاك حرية التعبير وقمع الصحافة. وكانت بارك بالفعل موقوفة عن أداء مهامها الرئاسية منذ أن أقر البرلمان عزلها، وسلمت السلطات لرئيس الوزراء. ويذكر أن «بارك» تعد أول رئيسة منتخبة بطريقة ديمقراطية في تاريخ كوريا الجنوبية.