*استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور احمد محمد الطيب شيخ الأزهر ونخبة من علماء الأزهر" أعضاء مجمع البحوث – وعمداء الكليات العربية والشرعية"الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي رحب فضيلة الإمام الأكبر بسمو الأمير الحسن بن طلال والوفد المرافق له بالأزهر وأكد فضيلة الإمام الأكبر على ضرورة استعادة المواطن العربي لعزته وكرامته ، التي صانها الشرع وجعلها شعارا للمسلم القوي . وأهاب فضيلته بأهمية عودة الروح لوجدان أبناء الأمة حتى يعودوا إلى ريادتهم والي خيريتهم التي اصطفاهم المولي عز وجل بها بين الأمم, لأنه لو كانت هذه الخصيصة موجودة بيننا الآن ما استمر شلال الدم علي ارض سوريا الشقيقة قائلا"لو كان هذا الدم لحيوانات لانتفض الضمير العالمي, فما بالنا باسمي مخلوقات الله " هذا الإنسان الذي كرمه ربه,ونفخ فيه من روحه,واسجد له ملائكته وجعل هذه الحياة معبرا إلي الآخرة" أليس من العار علي أبناء الأمة أن ينظروا إلي تلك المشاهد التي تقشعر لها الأبدان دون ان يتحرك الضمير العالمي بصورة فعالة لإيقافه" وأكد الأمير الحسن بن طلال أن الأزهر الشريف المرجعية الدينية الكبرى للمسلمين , وذلك نظرا لعطائه المستمر في جميع المجالات الإنسانية , وانتشار خريجيه في جميع بلدان العالم ولدوره المحوري في بلورة الفكر الإسلامي الوسطي المعتدل ,وترسيخ مفاهيم وقيم المحبة والتسامح بين الناس ووضع أسس لمنظومة الحريات وبناء المؤسسات الدستورية و ولقد تجلي هذا الدور في مبادرته التي قام بها بعد الثورة المصرية حيث دعا إلي إقامة الدولة الدستورية الديمقراطية الحديثة . وأضاف أن الأزهر وفق في مساعيه لتفعيل دور المؤسسة الدينية في الواقع الإسلامي الراهن خصوصا في ظل التغيرات الجذرية التي تمر بها منطقتنا العربية والاسلايمية . وأشار إلي أن الأزهر قدم عبر التاريخ صيغا حضارية للعلاقة بين المواطنين المصرين بجميع أطيافهم مسلمين ومسيحيين أكد بذلك أهمية وجوده كمرجعية إسلامية وحضارية جامعه تتجاوز الطروحات الطائفية والرؤى الفئوية وهو موقف يسجل للأزهر الذي يعبر عن موقف الإسلام الوسطي المعتدل . وأوضح أن الأزهر يقدم أنموذجا للدور المرجو من المؤسسات الدينية والعلماء الذين يفهمون الدين حق الفهم ويتحملون توجيه الأمة وترشيد طاقتها وتهذيب سلوكياتها وتقويم حركاتها التغيرية ومحاربة الفساد السياسي والاقتصادي والإداري الذي يتعارض مع القيم السلامية والمشاركة الفاعلة في بناء الأمة وإعلان هوية الوطن لاسيما في هذه الأيام التي تشهد حراكا سياسيا وتطرفا كبيرا في الخطاب الديني وقيام جماعات عديدة باستخدام الدين استخداما خاطئا. ودعا الأمير الحسن إلي تفعيل دور الفقه الإسلامي بحيث تؤدي مؤسسة الاجتهاد دورها في معالجة قضايا المجتمع المعاصر ومشكلاته علي مختلف الاصعده وتنظيم شئون الفتوى من خلال مؤسسات مؤهلة قادرة علي الحد من فوضي الفتاوى لمواجه ما نشهده هذه الأيام من تطرف في الخطاب الديني وقيام جماعات عديدة باستخدام الدين استخداما خاطئا. وطالب بضرورة إعداد جيل فاعل من الدعاة والأئمة وعلماء الدين والارتقاء بفكرهم وكفاءتهم ليسهموا في بناء مجتمعاتهم وتوجيه العقول والطاقات لتحقيق مضامين التعارف والاستخلاف ومحاربة الفتن والنزاعات التي راح ضحيتها أكثر من 92 مليون شخص منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية "وما يزيد الألم أن الدول الإسلامية كانت طرفا رئيسيا ولا زالت في النزعات والفتن !!!!!! وأشار في كلمته إلي عدد من المشكلات التي تواجه الدول العربية والإسلامية ومنها مشكلات الفقر البطالة والأمية ونزيف العقول"هجرة العقول"والتي كانت سببا رئيسيا في الحراك العربي الأخير. كما طالب بضرورة إيجاد خطط عربية محكمة لمواجهة كل هذه التحديات وبناء أنموذجا حضاريا بعيد عن الاستعلائية والاستغلالية ,فقد آن الأوان لان يكون للمؤسسات العربية والإسلامية دورا رائدا في إقامة المشاريع الاستثمارية والبرامج التنموية التي تنهض بالأمة . واقترح إنشاء " المؤسسة العالمية للزكاة والتكافل- إقامة صندوق الحج –مؤسسة تنمية أموال الأيتام – تفعيل دور الأوقاف الخيرية - " داعيا الأزهر إلي المشاركة في إخراج مشروع صندوق الزكاة العربي والإسلامي إلي النور لكي يساهم في تنمية المجتمعات العربية والإسلامية. وحذر من الأطماع والمشاريع التي تستهدف منطقتنا لتقويض المحاولات الجادة للإصلاح السياسي والاقتصادي ومن هنا تظهر أهمية التفاعل الفكري وتكامل الخبرات بين أبناء الأمة العربية والسلامية التي يجمعها الهم والأمل والمصير المشترك . ودعا الأمير الحسن إلي إطلاق مبادرة مشروع الميثاق الاجتماعي العربي الذي يتفق مع وثيقة الحريات التي أطلقها الأزهر والتي كانت مرجعا أساسيا لمشروع الميثاق , داعيا الأزهر للمشاركة في الاجتماع الموسع القادم الذي سيقر وثيقة الميثاق بشكلها النهائي . كما اقترح إنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان كمؤسسة تضمن النزاهة والمراقبة لجميع المؤسسات في الدول العربية والإسلامية . واختتم الأمير الحسن كلمته قائلا " إن العالم العربي اليوم أصبح أكثر استعداد وتحفزا للاجتهاد والتقدم والإسهام الفعال في الحضارة الإنسانية , ومصر الكنانة وأزهرها الشريف يقفون في صدارة المشروع العربي الحضاري الذي طال انتظاره من أمد بعيد. ومن جانبهم أشاد علماء الأزهر الشريف الذين حضروا اللقاء وفي مقدمتهم الدكتور نصر فريد واصل والدكتور محمد المختار المهدي والدكتور إسماعيل الدفتار والدكتور محمد رأفت عثمان والدكتور الأحمدي أبو النور أعضاء مجمع البحوث الإسلامية والدكتور حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية والدكتور أسامه العبد رئيس جامعة الأزهر وعمداء الكليات الشرعية بالقضايا التي طرحها الأمير الحسن في كلمته والتي شخصت الداء بين أبناء الأمة وبينت كيفية الخروج منها ومن أزمتها الراهنة إلي غد مشرق مزود بالعلم والمعرفة والعزة والكرامة *