شيحة: نعم حدث تواصل ولكن.. عيد: أمر طبيعي.. وشفيق التقى عدة معارضين ترددت أنباء على مواقع التواصل الاجتماعي عن أن الفريق سامى عنان رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق تواصل مع جُملة من المعارضين المقيمين بالخارج، دون إعلان المزيد من التفاصيل. وحصل مروجو المعلومة من خلال برنامج "ألش خانة" الذى يظهر بشكل دورى على "يوتيوب"، حيث قال مُقدمه إنه حصل على معلومات تفيد بتواجد "عنان" فى مجموعة إلكترونية على "واتس آب" تضم مئات المعارضين، غالبيتهم من تيار الإخوان وحلفائهم. وأشار إلى أن المجموعة كانت تهدف لمعارضة النظام، وطفق كل شخص من المؤسسين يضم من يعرفه من الشخصيات العامة إلى "الجروب"، وكان من ضمن المنضمين شخصًا يُدعى "سامي"، ولم يكن أحد يعرف مَن هو، وظل متواجدًا لمدة دون أن يشارك فى المحادثات بأى طريقة، ثم خرج فى هدوء، مضيفًا: "أحد الخبثاء الموجودين فى الجروب أخذ رقم الهاتف الخاص بشخصية (سامي) الغامضة ووضعها عبر برنامج "تروكولر" الشهير، وتفاجأ بأن الرقم يخص الفريق سامى عنان".. مؤكدًا أن كل مَن بالجروب لم يكونوا يعرفون هوية "عنان". وبسؤال المهندس إيهاب شيحة، رئيس حزب "الأصالة"، وأحد الموجودين بالجروب المذكور - أقر بصحة وجود "عنان" داخل الجروب، ولكنه ذكر معلومات مخالفة لما ورد فى برنامج "ألش خانة". وقال "شيحة" ل"المصريون": "لست من هواة سرد القصص لاسيما إن تعلقت بجروبات خاصة"، مؤكدًا أنه سيوضح الأمر طالما أنه خرج للعلن، مشيرًا إلى أن بعض ما قيل فى هذا الصدد غير دقيق. وأضاف: "الصحيح أن هناك من أضاف الفريق سامى عنان و لا أعرف من هو وكان واضحًا من البداية الاسم كاملا وليس كما قيل إنه كان الاسم الأول فقط، وكانت له مداخلة أو أكثر وأذكر أن هناك من صحح له معلومة تخص أبيات شعر.. وكان هناك تساؤل عمن أضافه، وشخصيا لا أعرف مَن". وأشار إلى أن الجروب الذى انضم له "عنان" لم يكن يختص بأمور سياسية وإنما: "ميثاق شرف تم طرحه لنبذ التنابذ بالألفاظ والتخوين والتشويه بين التيارات السياسية المختلفة، فمن الطبيعى أن يتم طرحه بين مختلفين وإلا فما قيمته؟.. لذا فلا عجب من تنوع الشخصيات فيه، وهذه كانت عبقرية الطرح مع بساطته الشديدة"، حسب قوله. وحول توصيف بعض المعارضين لما حدث بأنه اختراق لتيار معارض، قال "شيحة": "عندى تصور عمن أضاف الفريق عنان للجروب ولكن لأنها ليست معلومة مؤكدة لى فلن أصرح بها، وهذا ما يدفعنى لتأكيد أن وجود اسمه ليس اختراقًا، مع تأكيدى أن الاختراق حادث وأن الأجهزة الأمنية تقريبًا تعمل على هذا الملف (اختراق صفوف المعارضة) باجتهاد وتسخّر له الكثير من طاقاتها"، حسب قوله. وتابع: "أى سذاجة تتحدث عن اختراق جروب عام كهذا عليه المئات من مختلف التيارات، فضلا عن أن يكون المخترق شخصية كالفريق سامى عنان؛ كان يمكن لهذا المخترق أن يتخذ أى اسم لا يثير شبهة.. أليس كذلك؟"، متسائلاً عن هدف من يروّج هذا الكلام. وبسؤاله مرة أخرى عن مداخلات "عنان" داخل هذا الجروب، قال: "مداخلته كانت حول أبيات شعر تقريبا ولم تكن حول الميثاق، لأنه لم تكن صيغته النهائية قد تم التوافق عليها"، مؤكدًا أنه بحث عن اسمه داخل الجروب لكنه لم يجده، مضيفًا: "لا أعرف متى خرج؟.. لكن هذا ضد فكرة الاختراق". وحاول مغزى هذا التواصل غير المكتمل، قال سامح عيد - الباحث فى شؤون الجماعات الإسلامية - إن الوضع الاقتصادى والسياسى فى مصر متأزم، مما دفع تيارات المعارضة لعقد اتفاق مبادئ مع المعارضة الإسلامية. وأضاف ل"المصريون": "هناك أحزاب إسلامية متوافقة مع الدولة المصرية مثل النور والبناء والتنمية، حتى فيما يتعلق بالإخوان فهناك وساطات كثيرة للمصالحة"، مشيرًا إلى أن المعارضة الإسلامية "ليست لديها مشكلة فى وجود شخصية عسكرية، خاصة أن هناك أطرافًا إقليمية تدعم هذا التوجه، وأن بعض الدول الإقليمية بدأت تختلف فى وجهات النظر مع الرئيس السيسي، وقد تكون المعارضة الإسلامية تواصلت مع المعارضة المدنية واتفقتا على أن المرشح القادم يمكن أن يكون صاحب خلفية عسكرية ولكن بتفاهمات مختلفة عن الوضع الحالى مثل المزيد من المواءمة السياسية وإفراجات وإعفاءات عمن بالسجون.. وأشياء من هذا القبيل". وعن أسباب عدم توقيع الفريق "عنان" على بيان المبادئ المذكور، قال: "هو لا يريد أن يتورط بأى خطوة تؤدى به لانتهاكه من قبل وسائل الإعلام".. مضيفًا: "التيار الإسلامى أيضًا قلق من الإعلان عن هذا التواصل أمام أعضائه وخاصة ذوى السن الصغيرة باعتبار أن الفريق عنان كان مسئولاً مع المشير طنطاوى عن أحداث ما بعد الثورة".. مستدركًا: "أعتقد جميع أن المسئولين بالجروب كانوا يعرفون أنه الفريق سامى عنان وقد تركوه يشارك دون الإعلان الرسمى عن تواجده منعًا للحرج.. هذه مجرد خطوة أولى.. ربما حدثت خلف الكواليس أمور أخرى.. لكننا نتحدث عما يحدث أمامنا". وتابع : "ربما حدثت مقابلات مع مجموعة صغيرة جدًا من أعضاء الجروب، وحتى الفريق أحمد شفيق قابل عددًا كبيرًا جدًا من المعارضين أثناء تواجدهم بالخارج، تحت بصر أجهزة الأمن الإماراتية.. لكنى لن أذكر أسماء".. مستدركًا: "بعض هذه المقابلات كان فى 2017 بالمناسبة.. لكن المقصد أن هذا هو حقهم الشرعى أن يتواصلوا سويًا.. البلد مقبل على انتخابات رئاسية وكل شخص له رغبة فى الترشح لا بد أن يكون له تحالفات.. لكن الفريق عنان والفريق شفيق سيعلنان كذب التواصل مع المعارضة، لأن الكل متخوف من هذه الخطوة"، حسب قوله. جدير بالذكر أن الجروب المذكور كان مخصصًا للإعلان عن جملة من المبادئ الخاصة بالتعامل بين التيارات السياسية المختلفة، وقد صدر البيان بالفعل، ووقعت عليه شخصيات من التيار الإسلامي، والتيار المدنى بعضهم مقيم بمصر مثل المحامى طارق العوضي، والدكتور حازم عبد العظيم، مدير الحملة الانتخابية للرئيس السيسي.