"مثل كل مرة".. انحاز مجلس العموم البريطاني لجماعة الإخوان المسلمين من جديد، بعدما أصدرت لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الإنجليزي تقريرًا تطالب فيه وزارة الخارجية، بضرورة عقد لقاءات مع قيادات الجماعة بلندن، وطالب المجلس في تقريره عدم حظر نشاط جماعة الإخوان. وطالب النائب كريسبين بلانت، رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان البريطاني، الحكومة البريطانية بعقد لقاءات مع قيادات الجماعة في لندن، قائلاً: "منذ عام 2013، لم يحصل أن التقى مسئولو وزارة الخارجية البريطانية على المستوى الرسمي مع جماعة الإخوان، وفهم تاريخ الإخوان. وفى نفس الوقت شنت اللجنة الخارجية بالبرلمان البريطاني، هجومًا على التحقيق البريطاني الذي أجراه "السير جينكينز"، حول نشاط جماعة الإخوان فى بريطانيا خلال الأعوام الماضية. مع العلم إنه تم إصدار هذا التقرير بعد زيارة قام بها وفد إخواني من مجلس الثورى التابع للجماعة فى تركيا، لبريطانيا وضم عدد من قيادات الجماعة. ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي ينحاز فيه مجلس العموم البريطاني لجماعة الإخوان المسلمين ويقف ضد المنظمات الأوروبية المجاورة والمعادية للإخوان، حيث حرص المجلس منذ أن تم الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى أعقاب ثورة 30 من يونيو على الدفاع عن الجماعة وأعضائها، وأصدر في حقهم تقارير تدعمهم وتدعم موقف فى الخارج. وكل ما يحدث وذكرنا يجعلنا نتساءل لماذا يدافع مجلس العموم البريطاني عن جماعة الإخوان المسلمين دائمًا وابدأ؟ وما سر هذا الدفاع؟!. وهنا يجب خالد الزعفراني، خبير الإسلام السياسي وباحث فى شئون الحركات الإسلامية، قائلاً: إن بريطانيا تهتم جيدًا بالإسلام السياسي وتعتبره مصدر قوة لها، تستطيع من خلال معرفة ما يحدث في دول العالم الثالث وتستطيع من خلاله أن تبث الفتن في شعوب التي تريد السيطرة عليها أو تدميرها. وأكد الزعفراني ل"المصريون"، والأمر هنا لا يقتصر على الإخوان فقط لأن بريطانيا تدعم وتساند كل ما هو إسلامي منها الجماعات الإسلامية المتشددة. وأوضح خبير الإسلام السياسي، أن علاقة العموم البريطاني بالإخوان المسلمين قوية لاهتمام إنجلترا بالإسلام والمسلمين، لذلك سيظل الإنجليز يدافعون عن الإخوان. وعلى نفس الإطار قال هشام النجار، الباحث الإسلامي، إن هناك علاقة تاريخية معروفة تربط الجماعة ببريطانيا من الصعب معها أن يحدث فراق وانفصال بين الطرفين، فبريطانيا تعتبر علاقتها بالجماعة إستراتيجية ممتدة وذلك بحسب التاريخ الموثق بالمراجع الأجنبية والعربية. وأضاف "النجار" أن المملكة المتحدة لا تعترف بعنف الإخوان ولا تؤاخذهم عليه ما دام لا يمس مصالح المملكة ولا يستهدفها. وأشار إلى أن الواقع الحالي لا يغرى بريطانيا كغيرها على الإسراع والتعجل في التخلي عن هذا الحليف التاريخي والإستراتيجي فهى تبقيه على سبيل المناورات فى سياق العلاقة شبه المضطربة بين الناتو والولايات المتحدةالأمريكية من جهة وبين الناتو والمحور الشرقي وروسيا من ناحية. وكان قد أصدرت ظهر أمس الأربعاء لجنة الشئون الخارجية بالعموم البريطانى تقريًا يطالب فيه بضرورة عقد لقاءات مع جماعة الإخوان وعدم حظر أنشطتها.