قديماً قالوا المصائب ثلاثة " عَابد مَلّ وعَالم زَلّ وعَزيز قوم ذَلّ " .. تذكرت هذه المقولة وأنا أسمع الدكتور يوسف زيدان التي لم أتخيل يوماً أنني أرقى لمناصحته أوالتعقيب عليه . ولكن خطأه المتكرر في قضية بيت المقدس وحادثة الإسراء والمعراج تجعلني كمسلم مضطر للرد وأنا أعده أن أنتهج المنهج العلمي في ردي على أفكاره . أولاً وهو من الإنصاف للرجل فأنا لا أعرف من يحاول إبتزاز هذا العالم بتهم باطلة ؟ فأسلوبه في " عزازيل " يدل على نَفَسِه في الرواية حتى الإهداء الرقيق على الرواية يحمل بصماته. وكم تمنيت أن يحذف منها فصلاً واحداً به بعض الإباحية وتدرس في المساجد. فهي من أجمل الروايات التي خدمت قضية التوحيد وكشفت الستار حول الصراع الكنسي حول طبيعة السيد المسيح عليه السلام قبل البعثة المحمدية . أعود لقضية الإسراء والمعراج وأعرف أن الدكتور زيدان متأثر بمرويات ضعيفة عن بناء بيت المقدس في عهد عبدالملك بن مروان وحثه المسلمين على زيارته في ظل صراعه مع عبدالله بن الزبير وعليه سيطرت على الدكتور زيدان روح الإنكار للمعراج بل ولمكان المسجد الأقصى . على الرغم من أن صراع بن الزبير مع عبدالملك بن مروان لم يستمر تسع سنين وهي مدة لا تكفي لعمل كل هذا المخطط الذي روج له المستشرقون اليهود .وخاصة أن عبد الملك بن مروان هو نفسه من أعاد بناء الكعبة بعد هدمها . بل لعله كان أحوج لزيارة المسلمين للكعبة ليروا إعماره وتعظيمه للكعبة بعد هزيمة بن الزبير وأن المسألة متعلقه بالصراع السياسي وليس بتعظيم حرمه الكعبة التي هي محل إتفاق بين المسلمين كما أنه خليفة المسلمين لمده إثنى عشر عاماً بعد هذا الصراع فضلاً عن أبنائه وأحفاده مع وجود باقي الصحابة والتابعين وأعدائه من الخوارج والشيعة وغيرهم وعظمة منسك الحج وتوالي العمرات خلال العام مما يستحيل معه تواطئ الجميع على هذة الرواية الباطلة سنداً ومتناً . والآن أسأل الدكتور زيدان عن حدود البقعة المباركة في البيت الحرام ؟ وحدود البقعة المباركة في المسجد الأقصى ؟ فلو هُدمت الكعبة – عظّمها الله - فهل يعتبر مكانها مسجداً أم لا ؟ ولو صليت في صحن الكعبة هل تعدها صلاة في المسجد الحرام أم لا ؟ فالمسجد ليس البناء والحوائط ولكنه محل البقعة المباركة والأدلة على ذلك من القرآن كثيرة .. ففي سورة الكهف " لنتخذن عليهم مسجداً " ولم يكن المسجد معروف ولكنه إسم مكان من سجد. وذكر النبي- صلى الله عليه وآله- أن اليهود والنصارى إتخذوا قبور أنبيائهم مساجد على أنها ليست المسجد ( دار العبادة عند المسلمين ) ولكنها حتماً كنيسة أو غيره . فعندما قال الله المسجد الأقصى كان المقصود المبنى الذي بناه نبي الله داوود- عليه السلام - على البقعة المباركة التي وصفها الله عدة مرات بالأرض التي باركنا فيها عند هجرة نبي الله إبراهيم ولوط لها فقال " إلى الأرض التي باركنا فيها " ونفس الوصف ذكره عن نبي الله سليمان ولم يقل أحد من الناس أنه كان هناك مسجد بمعنى بيت عبادة للمسلمين حينها . فعدم وجود بيت عبادة للمسلمين لم ينفِ وجود بقعة مباركة صلى إليها المسلمون ستة عشر شهراً ووصفها النبي -عليه وآله الصلاة والسلام- لأهل مكة ولم يستطيعوا تكذيبه وهو وصف حالة أي أنه وصف البناء القديم الموجود آنذاك وهو البقعة المباركة التي سماها القرآن بالمسجد الأقصى أي مكان العبادة البعيد من مكة . وعندما وصل إليها عمر بن الخطاب - رضى الله عنه- سأل كعب الأحبار عن " مكان الصخرة " فهو يعلم أنه يقف بالفعل في البقعة المباركة أو المسجد الأقصى مثلما تقف في الحرم المكي وتسأل عن مكان الحجر الأسود . وهذا سبب الخلط بين تسمية المسجد الأقصى " المبنى الحالي " تيمناً بتسمية الله للبقعة المباركة بهذا الإسم الذي هو جزء منها وبين البقعة المباركةالتي سماها الله المسجد الأقصى بما فيها المسجد العمري والأقصى ومسجد القبة والساحات وغيره. فالبقعة المباركة هي المسجد الأقصى مثلها مثل الحرم المكي لها حدود شرعية معروفة حددها الفقهاء سواء كان به مكان يصلي به المسلمون ويسمونه مسجداً أو – لا قدر الله – تم هدمه !! فيا سيدي أنت أكبر من أن يخرجك اللوبي الإعلامي للترويج لفكرة خاطئة دينياً وتاريخياً للفت الإنتباه عن مشروع موازي يجري الإعداد له فأنت عندنا كباحث أعلى من هذا كله . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.