خالد أبو بكر: «الدولار في النازل» والعجلة بدأت تدور    جهود «التضامن» في سيناء.. أكثر من 3 مليارات جنيه مساعدات للأسر الأولى بالرعاية    ارتفاع أسعار النفط 1% بعد قراءة بيانات نمو الاقتصاد الأمريكي    البنتاجون: الولايات المتحدة بدأت بناء رصيف بحري في غزة    عودة الشحات وإمام عاشور.. قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي    حمادة أنور ل«المصري اليوم»: «الزمالك قادر على تحقيق نتيجة إيجابية أمام دريمز»    تعرف على موعد سقوط الأمطار والسيول هذا الأسبوع.. هل يعود الشتاء؟    وصول سيد رجب ورانيا يوسف لحفل افتتاح مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    «السبكي»: جاهزون للمرحلة الثانية من التأمين الصحي.. وقدمنا 40 مليون خدمة بجودة عالمية    التنمية المحلية تزف بشرى سارة لأصحاب طلبات التصالح على مخالفات البناء    الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    «ترشيدًا للكهرباء».. خطاب من وزارة الشباب ل اتحاد الكرة بشأن مباريات الدوري الممتاز    موقف ثلاثي بايرن ميونخ من مواجهة ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا    «القاهرة الإخبارية»: دخول 38 مصابا من غزة إلى معبر رفح لتلقي العلاج    رغم ضغوط الاتحاد الأوروبي.. اليونان لن ترسل أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا    جمال شقرة: سيناء مستهدفة منذ 7 آلاف سنة وبوابة كل الغزوات عبر التاريخ    أحمد عبد الوهاب يستعرض كواليس دوره في مسلسل الحشاشين مع منى الشاذلى غداً    محمد الباز: لا أقبل بتوجيه الشتائم للصحفيين أثناء جنازات المشاهير    عبد العزيز مخيون عن صلاح السعدني بعد رحيله : «أخلاقه كانت نادرة الوجود»    دعاء قبل صلاة الفجر يوم الجمعة.. اغتنم ساعاته من بداية الليل    بيان مهم للقوات المسلحة المغربية بشأن مركب هجرة غير شرعية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    لماذا حذرت المديريات التعليمية والمدارس من حيازة المحمول أثناء الامتحانات؟    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    انخفضت 126 ألف جنيه.. سعر أرخص سيارة تقدمها رينو في مصر    بعد تطبيق التوقيت الصيفي.. تعرف على مواقيت الصلاة غدًا في محافظات الجمهورية    هل الشمام يهيج القولون؟    أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية بالاستفزازية    العثور على جثة مسن طافية على مياه النيل في المنصورة    فيديو.. مسئول بالزراعة: نعمل حاليا على نطاق بحثي لزراعة البن    عامل يتهم 3 أطفال باستدراج نجله والاعتداء عليه جنسيا في الدقهلية    يمنحهم الطاقة والنشاط.. 3 أبراج تعشق فصل الصيف    مدرب يد الزمالك يوجه رسائل تحفيزية للاعبين قبل مواجهة أمل سكيكدة الجزائري    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    استجابة لشكاوى المواطنين.. حملة مكبرة لمنع الإشغالات وتحرير5 محاضر و18حالة إزالة بالبساتين    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    وزير الرياضة يشهد انطلاق مهرجان أنسومينا للألعاب الإلكترونية    دعاء الاستخارة بدون صلاة .. يجوز للمرأة الحائض في هذه الحالات    مدرب صن دوانز: الفشل في دوري الأبطال؟!.. جوارديولا فاز مرة في 12 عاما!    تحرير 498 مخالفة مرورية لردع قائدي السيارات والمركبات بالغربية    مصادرة 569 كيلو لحوم ودواجن وأسماك مدخنة مجهولة المصدر بالغربية    إصابة سيدة وأبنائها في حادث انقلاب سيارة ملاكي بالدقهلية    جامعة حلوان توقع مذكرتي تفاهم مع جامعة الجلفة الجزائرية    طريقة عمل مافن الشوكولاتة بمكونات بسيطة.. «حلوى سريعة لأطفالك»    محافظ كفر الشيخ يتابع أعمال تطوير منظومة الإنارة العامة في الرياض وبلطيم    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    مشايخ سيناء في عيد تحريرها: نقف خلف القيادة السياسية لحفظ أمن مصر    الرئيس السيسي: خضنا حربا شرسة ضد الإرهاب وكفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة    أبطال سيناء.. «صابحة الرفاعي» فدائية خدعت إسرائيل بقطعة قماش على صدر ابنها    مستقبل وطن: تحرير سيناء يوم مشهود في تاريخ الوطنية المصرية    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    خبير في الشؤون الأمريكية: واشنطن غاضبة من تأييد طلاب الجامعات للقضية الفلسطينية    معلق بالسقف.. دفن جثة عامل عثر عليه مشنوقا داخل شقته بأوسيم    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    ملخص أخبار الرياضة اليوم.. إيقاف قيد الزمالك وبقاء تشافي مع برشلونة وحلم ليفربول يتبخر    الهلال الأحمر يوضح خطوات استقبال طائرات المساعدات لغزة - فيديو    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من آدم عليه السلام إلى الملك عبد الله ...سيرة الكعبة
نشر في أكتوبر يوم 13 - 10 - 2013

الكعبة بيت الله الحرام، فى قلب مكة المكرمة، وهى القبلة التى يحج الملائكة والأنبياء والناس منذ أقدم العهود التاريخية، فهى أقدم بيت وضعه الله تعالى للناس، وقد كان أهل مكة يعظمون هذا البيت حتى أنهم لم يكونوا يستطيلون عليه فى البناء، وكانوا يبنون بيوتهم على الشكل الدائرى تعظيما لرباعية الكعبة، والكعبة المشرفة مبنية من سبعة وعشرين مدماكا من الصخور الجبلية.
يعود تاريخ الكعبة وبناؤها إلى عصر بداية الخلق... فلما جاء الله بخلق جديد وقال لهم ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ ) ومعناها أنهم يتحدثون عما كان من قبل أنه سيكون مثل الجن سيفسد فى الأرض ويقتل ويذبح ويتعدى الحدود ونحن نعبدك ونقدسك فقال لهم الله إنى اعلم ما لا تعلمون وبعد ما حدث من معرفة كافة الأسماء والعلوم لآدم ثم هو من علمها إلى الملائكة...أرادوا أن يستغفروا إلى الله بشىء ملموس فكان بناء بيت فى الأرض للعبادة حتى لا يضل أهلها فكانت الكعبة من تحت العرش فوق السماء السابعة والبيت المعمور فى السماء الرابعة وجاء فى التاريخ القديم أن آدم كان يقف على جبل عرفات ليتعلم التسبيح من ملائكة السماء الدنيا ولذلك نجد أن الكعبة المشرفة هى محور مركز دوران الأرض يعنى الأرض وكل من عليها تلتف حولها و7 مرات حولها نسبة إلى السموات السبع وعكس دورأن عقارب الساعة لأنك وأنت بالبيت تكون خارج إطار الزمن والمكان وهذا ما يشعربه كل من يحج أو يزور البيت... وقد جاء فى النقوش الفرعونية أن نبى الله أدريس كان يحج كل عام وهو تلاميذه وكانوا يذهبون إلى بكة(بالباء) وهذا ثابت بالنقوش الفرعونية ويبدو أنه بعد طوفأن نوح حدث أن غطت المياه الكعبة فاختفت ولكن بقى الأساس الذى وضعته الملائكة لذلك فى الأية الكريمة (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ)بمعنى أن القواعد والأساس كان موجود من ذى قبل كل ما فعلوه هو رفع القواعد القديمة لتوضيح معالم الكعبة...
وبعد الاستقرار فى مكة وبلوغ إسماعيل «عليه السلام» أذن الله تعالى لهما ببناء الكعبة، ورفع قواعدها، يقول الله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) ( البقرة127)، فجعل إسماعيل «عليه السلام» يأتى بالحجارة وإبراهيم يبنى، وارتفع البيت شيئا فشيئا، حتى أصبح عاليا لا تصل إليه الأيدى، عندها جاء إسماعيل «عليه السلام» بحجر ليصعد عليه أبوه ويكمل عمله، واستمرا على ذلك وهما يقولأن: ( رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) حتى تم البناء واستوى، ثم استقرت بعض القبائل العربية فى مكة من «العماليق» و«جرهم»، وتصدع بناء الكعبة أكثر من مرة نتيجة لكثرة السيول والعوامل المؤثرة فى البناء، وكان أفراد تلك القبيلتين يتولون إصلاحها، ورعايتها.
ومرت السنون، حتى قامت قريش ببناء الكعبة، وذلك قبل البعثة بخمس سنين، وكان بناء الكعبة آنذاك على هيئة حجارة منضودة موضوعة بعضها فوق بعض من غير طين، مما جعل السيول التى تجتاح مكة بين الحين والآخر تؤثر على متانة الكعبة فأوهت بنيانها، وصدعت جدرانها، حتى كادت أن تنهار، فقررت قريش إعادة بناء الكعبة بناء متينا يصمد أمام السيول، ولما أجمعوا أمرهم على ذلك وقف فيهم أبو وهب بن عمرو فقال: «يا معشر قريش، لاتدخلوا فى بنائها من كسبكم إلا طيبا، لايدخل فيها مهر بغى، ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد من الناس» لكن قريشا تهيبت من هدم الكعبة، وخشيت أن يحل عليهم بذلك سخط الله، فقال لهم الوليد بن المغيرة: أنا أبدؤكم فى هدمها، فأخذ المعول وبدأ بالهدم وهو يقول: اللهم لم نزغ، ولا نريد إلا الخير، فهدم من ناحية الركنين، فترقب الناس ليلتهم ليروا هل أصاب المغيرة شر بسبب ما فعل؟ فلما رأوه يغدو عليهم لا بأس به، قامو إلى الكعبة فأكملوا هدمها، حتى لم يبق منها إلا أساس إبراهيم - عليه السلام–ثم تلى ذلك مرحلة البناء، فتم تقسيم العمل بين القبائل، وتولت كل واحدة منها ناحية من نواحى الكعبة، فجعلوا يبنونها بحجارة الوادى، ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود دبَ الشقاق بين قبائل قريش، فكل يريد أن ينال شرف رفع الحجر إلى موضعه، وكادوا أن يقتتلوا فيما بينهم، حتى جاء أبو أمية بن المغيرة المخزومى فاقترح عليهم أن يحكّموا فيما اختلفوا فيه أول من يدخل عليهم من باب المسجد الحرام، فوافقوا على اقتراحه وانتظروا أول قادم، فإذا هو رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وما إن رأوه حتى هتفوا: هذا الأمين، رضينا، هذا محمد، وما إن انتهى إليهم حتى أخبروه الخبر فقال: (هلمّ إلى ثوبا ) فأتوه به فوضع الحجر فى وسطه ثم قال: ( لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا ففعلوا، فلما بلغوا به موضعه، أخذه بيده الشريفة ووضعه فى مكانه.ولما كانت قريش قد عزمت على بناء الكعبة من حلال أموالها، فقد جمعت لهذا الأمر ما استطاعت، إلا أن النفقة قد قصرت بهم عن إتمام بناء الكعبة بالمال الحلال الخالص، ولهذا أخرجوا الحجر (الحطيم) من البناء، ووضعوا علامة تدل على أنه من الكعبة، وقد ثبت فى الصحيحين أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال لعائشة -رضى الله عنها:(ألم ترى أن قومك قصرت بهم النفقة ؟ ولولا حدثأن قومك بكفر لنقضت الكعبة، وجعلت لها بابا شرقيا وبابا غربيا، وأدخلت فيها الحجر).
ولما جاء عهد ابن الزبير - رضى الله عنه - قرر أن يعيد بناء الكعبة على نحو ما أراد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فى حياته، فقام بهدمها، وأعاد بناءها، وزاد فيها ما قصرت عنه نفقة قريش وكان حوالى ستة أذرع، وزاد فى ارتفاع الكعبة عشرة أذرع، وجعل لها بابين أحدهما من المشرق والآخر من المغرب، يدخل الناس من باب ويخرجون من الآخر، وجعلها فى غاية الحسن والبهاء، فكانت على الوصف النبوى كما أخبرته بذلك خالته عائشة أم المؤمنين (رضى الله عنها).
وفى عهد عبدالملك بن مروأن كتب الحجاج بن يوسف الثقفى إليه فيما صنعه ابن الزبير فى الكعبة، وما أحدثه فى البناء من زيادة، وظن أنه فعل ذلك بالرأى والاجتهاد، فرد عليه عبد الملك بأن يعيدها كما كانت عليه من قبل، فقام الحجاج بهدم الحائط الشمالى وأخرج الحِجْر كما بنته قريش، وجعل للكعبة بابا واحد فقط ورفعه عاليا، وسد الباب الآخر، ثم لما بلغ عبدالملك بن مروأن حديث عائشة (رضى الله عنها) ندم على ما فعل، وقال: « وددنا أنا تركناه وما تولى من ذلك»، وأراد عبدالملك أن يعيدها على ما بناه ابن الزبير، فاستشار الإمام مالك فى ذلك، فنهاه خشية أن تذهب هيبة البيت، ويأتى كل ملك وينقض فعل من سبقه، ويستبيح حرمة البيت. وأما آخر بناء للكعبة فكان فى العصر العثمانى سنة1040 للهجرة، عندما اجتاحت مكة سيول عارمة أغرقت المسجد الحرام، حتى وصل ارتفاعها إلى القناديل المعلقة، مما سبب ضعف بناء الكعبة، عندها أمر محمد على باشا - والى مصر - مهندسين مهرة، وعمالاً يهدمون الكعبة، ويعيدون بناءها، واستمر البناء نصف سنة كاملة، وكلفهم ذلك أموالا باهظة، حتى تم العمل، ولازالت الكعبة شامخة، تهفو إليها قلوب المؤمنين، وستظل كذلك حتى يقضى الله أمره فى آخر الزمأن بهدم الكعبة على أيدى الأحباش واستخراج كنز الكعبة، وفى الجملة فإن الكعبة لها تاريخ طويل ملىء بالأحداث والعبر التى لابد لنا أن نعيها ونستفيد منها.
وإليك عزيزى القارئ وصف الكعبة وعبادات لاتتم إلا بالتوجه إليها:
قفل الباب:- تمت صناعة قفل جديد للباب حين أُريد تغيير القفل القديم، والذى يعود تاريخه إلى عهد السلطأن عبد الحميد سنة (1309 ه)، وذلك بنفس مواصفات القفل القديم بما يناسب التصميم الخاص بالباب الجديد، مع زيادة ضمانة الإغلاق دون الحاجة إلى صيانة.
فضائل وشرف الكعبة المشرفة:-كونها أول بيت الله، وبناها الملائكة والانبياء، وشارك النبى ( صلى الله عليه وسلم ) فى بنائها عام 5 قبل البعثة المشرفة،وكونها توازى البيت المعمور أو كعبة الملائكة فى السماء،ولا تستقبل القبلة عند قضاء الحاجة،وكون الأنبياء يحجون إليها والملائكة تطوف بها، وكون التوجه إلى الكعبة عند فضائل الأعمال كالوضوء والدعاء، وكون تحيتها الطواف، وكونها محروسة من الله تعالى ولا يمتلكها الملوك
عبادات لا تصح إلا بإستقبال الكعبة المشرفة:- الصلوات ودفن الميت وذبح الأنعام، وإستقبال القبلة عند بداية السعى على جبل الصفا.
أسماء الكعبة المشرفة: الكعبة، البيت المبارك، بيت الله، البيت الحرام، البيت العتيق، القبلة المرضية، البيت المحرم، بكة.
الذين بنوا الكعبة عبر التاريخ: الملائكة وآدم عليه السلام وشيث بن آدم عليه السلام وإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام و العمالقة وقبيلة جرهم والتى تزوج منها إسماعيل عليه السلام ورعلة بنت عمرو الجرهمى وقبيلة خزاعة والتى أجلت جرهم عن مكة وتولت أمر البيت 300 سنة حتى أخرجها قصى بن كلاب المعروف بقريش الأكبر و قصى بن كلاب ( قريش الأكبر ) وبناء قبيلة قريش للكعبة عام 5 قبل بعثة النبى ( صلى الله عليه وسلم ) وعبد الله بن الزبير عام 65 ه، والذى بناها على ما كان النبى يرغب فيه وتخوف من ردة قريش فى وقتها والحجاج بن يوسف عام 74 ه، والذى أزال كل ما بناه بن الزبير وأرجع الكعبة على بناء قريش والسلطان مراد العثمانى 1040 ه والملك فهد بن عبد العزيز 1417 ه .
أطوال ومساحة الكعبة المشرفة: طولها من جهة بابها أو الناحية الأمامية «الشرقية» 12,84 متر وطولها من ناحية ظهرها «الغربية» 12,11 متر وطولها من جهة حجر إسماعيل «الشمالية» 11,28 متر وطولها من جهة الحجر الأسود واليمانى «الجنوبية» 12,11متر وارتفاع الكعبة 14مترا.
الشاذروان: بنى عبد الله بن الزبير فى خلافته للحجاز مسطبه خارج الكعبة حول اضلاعها الاربعة وتعرف بالشاذروان. وذلك لحماية الكعبة من السيول التى كانت تجتاحها فى موسم الأمطار، وللمحافظه على سلامة الحجاج وسلامة كسوة الكعبة، ويبلغ عرض هذه المسطبه 45 سم وارتفاعها عن الأرض 13 سم، كذلك تم تثبيت 55 حلقة من النحاس فى الشاذروأن لربط ستائر الكعبة المشرفة وكسوتها.
الحجر الأسود: هو حجر مثبت فى الركن الجنوبى للكعبة على ارتفاع 110سم من أرض المطاف وعرضه 17 سم، وكان قطعة واحدة إلا أن الحوادث التى مرت عليه مثل القرامطة وغيرهم أصبح مكسرا لثمانية قطع أكبرها بحجم التمرة الواحدة وقد تم ترميم هذه الحجارة ووضعت فى حجر آخر ووضع حولها إطارا من الفضة واول من صنع إطارالفضة عبد الله بن الزبير.
فضائل الحجر الأسود: هو ياقوت من يواقيت الجنة وحمله النبى ( صلى الله عليه وسلم ) بيده ووضعه فى مكانه عند بناء قريش للكعبة و تقبيل النبى ( صلى الله عليه وسلم ) له.
و تقبيل الأنبياء السابقين له وهو بداية الطواف ونهايته ويستجاب عنده الدعاء ويشهد يوم القيامة لمن استلمه.
الملتزم: قال بن عباس ومجاهد أن الملتزم هو ما بين باب الكعبة والحجر الأسود وطوله حوالى مترين، وهو مكان لاستجابة الدعاء ومن السنة فيه إلصاق الخدين والصدر والذراعين والكفين مع الدعاء وقال بن عباس إن بين الحجر والباب مكان لا يقوم فيه إنسان فيدعو الله تعالى بشىء إلا رأى فى حاجته بعض الذى يحب، وما يقابله من ظهر الكعبة (الناحية الأخرى) يسمى ملتزم العجزة.
الحطيم (حجر إسماعيل): ويسمى حجر إسماعيل وهو البناء المكشوف على شكل نصف دائرة من الناحية الشمالية للكعبة. ويسمى بالحطيم لأنه جزء حطمته قريش من الكعبة وأخرجته منها لما عجزت عن توفير المال الحلال اللازم لبناء الكعبة كما أخبر بذلك النبى ( صلى الله عليه وسلم ) للسيدة عائشة رضى الله عنها ويسمى حجر اسماعيل لأن إبراهيم بنى لاسماعيل وأمه السيده هاجر عريشا من أراك ليسكنا فيه والجزء الذى خرج من الكعبة ودخل فى حجر اسماعيل حوالى ثلاثة أمتار، ويبلغ الطول الكلى للحجر 546 سم منها ثلاثة من أصل الكعبة، وقال النبى ( صلى الله عليه وسلم ) لعائشة لولا أن قومك حديثى عهد بالإسلام لهدمت الكعبة وبنيتها على قواعد إبراهيم.
مقام سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام :لما ارتفع البناء استعأن به على رفع القواعد منه والجدران، حيث كان يقف عليه ويناوله ولده إسماعيل، وقد كان ملتصقا بجدار البيت حتى أخره عمر بن الخطاب «رضى الله عنه» فى إمارته إلى ناحية الشرق، بحيث يتمكن الطوّاف منه، ولا يشوشون على المصلين عنده بعد الطواف وامر الله أن نتخذ منه مصلى.
الركن اليمانى: وهو الركن الجنوبى للكعبة المشرفة باتجاه اليمن ومن فضله أن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) قد استلمه مثل الحجر الأسود وروى بن عمر عن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) أن مس الركن الأسود واليمانى كفارة للخطايا، وقال مجاهد قل أن يضع أحد يده على الركن اليمانى ويدعو ولا يستجاب له وكان النبى ( صلى الله عليه وسلم ) يقرأ ما بين الركنين قوله تعالى: ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
الكعبة من الداخل: جدران الكعبة وأرضيتها من الداخل مزينة بالرخام الملون ومزركشة بنقوش جميلة، وسقفها مثبت بثلاثة أعمدة خشبية قطر العمود الواحد 44 سم والمسافة بين كل عمودين 235 سم، وكانت الكعبة فى السابق مثبته بستة أعمدة، وفى مواجهة باب الدخول فى ظهر الكعبة من الداخل محراب فى المكان الذى صلى فيه النبى ( صلى الله عليه وسلم )، وهو مميز برخام مختلف الشكل لبيان مكان صلاة النبى ( صلى الله عليه وسلم ).
وعلى يمين الداخل إلى الكعبة سلم يؤدى إلى سطح الكعبة مقفول بباب له قفل ومغطى بستارة، ويسمى باب التوبة، وجدران الكعبة من الداخل مغطاة بستائر جميله من الحرير الاخضر، ومكتوب عليها لا اله الا الله محمد رسول الله (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ) ومكتوب (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ )ومكتوب إسم الله تعالى يا حنان يا منان يا ذا الجلال والإكرام.
بناء الكعبة:- فتح إبراهيم عليه السلام بابين للكعبة المشرفة من الناحية الشرقية والغربيه، وكان الطائفون يدخلون من الباب الشرقى الموجود اليوم ويخرجون من الباب الذى يقابله من ظهر الكعبة، وكانت الأبواب مجرد فتحات فقط، وأول من صنع للكعبة بابا يقفل بالمفتاح هو الملك تبع الثالث ويسمى اسعد وهو أحد ملوك اليمن.
ولما بنت قريش الكعبة أغلقت الباب الغربى نهائيا ورفعت الباب الشرقى إلى مستوى عالٍ لا يسهل الدخول إليه، وقال النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ليمنعوا من شاءوا من الدخول إلى الكعبة.
وباب الكعبة اليوم مصنوع من خشب التيك ومغلف ب 280 كيلوغرام من الذهب الصافى ويبلغ طول الباب 310 سم وعرضه 190 سم وعلى ارتفاع 225 سم من أرض المطاف، ومكتوب فى الباب سورة الفاتحة وبعض آيات القرآن و15 من أسماء الله الحسنى.
مفتاح الكعبة: طوله 40 سم موضوع فى حقيبة حريرية مطرزة بالذهب ومكتوب عليها( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) ، ومفتاح الكعبة عهدة حتى اليوم عند بنى شيبة، وقد كان مفتاح الكعبة عندهم فى الجاهلية، وعندما فتح النبى ( صلى الله عليه وسلم ) مكة ودخل الكعبة وصلى فيها، أرجع لهم المفتاح وقرأ قوله تعالى چ? ? ? ? ? ? ? ? چ وقال لهم خذوها يا بنى طلحة خالدة تالدة فيكم لا ينزعها منكم إلا ظالم. وحجابة الكعبة يتوارثها بنى شيبة إلى اليوم. وللكعبة اليوم سقفين، سقف أدنى وسقف أعلى، وسطح السقف الاعلى مفروش بالرخام الأبيض، ومحاط بافريز ارتفاعه 80 سم وفى سطح الكعبة فتحة تستعمل كمنور ودخول ضوء الشمس وطولها 127سم وعرضها 104 سم وهذه الفتحة مسقوفه بالزجاج المقوى وتفتح عند غسيل الكعبة ويصعد إلى هذا المنور بسلم دائرى من الزجاج المقوى مكون من خمسين درجة.
وتطيب الكعبة من الداخل والخارج ويهدى اليها الملوك والرؤساء الطيب والروائح الباهظة الأثمان، وكره العلماء أن يأخذ الناس من طيب الكعبة، وقال عطاء: كان أحدنا إذا أراد أن يستشفى به جاء بطيب من عنده فمسح به الحجر ثم أخذه،‏ وكان النبى ( صلى الله عليه وسلم ) يجعل سهم وفى سبيل الله من الزكاة، فى كسوة الكعبة وطيبها وما تحتاج إليه الكعبة.
وقد كان السلاطين يهدون لها الأبواب كل حين وتصنع من الأخشاب والفضة.
كسوة الكعبة: وفى الإسلام كساها النبى ( صلى الله عليه وسلم ) الثياب والقماش اليمنى وكساها عمر بن الخطاب الكتأن المصرى، وقَالَ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ: أَوَّلُ مَنْ كَسَا الكَعْبَةَ الدِّيبَاجَ بدلا عن الجلود ابْنُ الزُّبَيْر، ومن بعده يزيد بن معاويه وعبد الملك بن مروانِ، وأول من كسا الكعبة مرتين فى العام معاوية بن ابى سفيأن فى عاشوراء وخواتيم شهر رمضان.
وَكَانَ عبد الله بن الزبير يُطَيِّبُ الكعبة من الداخل والخارج حَتَّى يُوجَدَ رِيْحُهَا مِنْ طَرَفِ الحَرَمِ، وكساها الخلفاء الراشدين والامويين والعباسيين، وحكام مصر، والسلاطين العثمانيين، والملوك السعوديين. حتى أن كساوى الكعبة كانت تتعرض للنهب والسرقة.
وشكا حاجب الكعبة إلى الخليفة المهدى أنهم يخافون على الكعبة أن تنهدم من كثرة ما عليها من الكساوى، وكانت الكساوى تردف على بعضها ولا تنزع، فأمر بتجريدها، فلما انتهوا إلى كساوى هشام بن عبد الملك وجدها من ديباج ثخين جداً فأمر بإزالتها وبقيت كساوى الخلفاء قبله وبعده، فلما جردها طلاها بالطيب وكساها كسوة فاخرةً. وعندما حج السلطان الملك الظاهر بيبرس فتحت له الكعبة فغسلها بماء الورد وطيبها بيده.
وللكعبة اليوم مصنع خاص بمكة المكرمة لصناعة كسوتها الخارجية وستائرها الداخلية وستارة للباب الخارجى تسمى البرقع.
وكسوة الكعبة تصنع من 658 متر من الحرير الطبيعى المصبوغ باللون الأسود، وتكسى الكعبة كسوة جديده فى التاسع من ذى الحجة من كل عام، وتزين الكسوة بآيات قرآنية مكتوبة بالاسلاك الفضية ومطليه بالذهب، ويزن الحرير المستخدم فى الكسوة 670 كيلو جراما.
داخل الكعبة: ريح طيب من خليط المسك والعود والعنبرالذى يستخدم بكميات كبيرة لتنظيفها ويستمر مفعوله طوال العام، وتغطى أرضية الكعبة برخام من اللون الأبيض فى الوسط، أما الأطراف التى يحددها شريط من الرخام الأسود فهى من رخام الروزا (الوردي) الذى يرتفع إلى جدران الكعبة مسافة 4 أمتار دون أن يلاصق جدارها الأصلى، أما المسافة المتبقية من الجدار الرخامى حتى السقف (5 أمتار) فيغطيها قماش الكعبة الأخضر (أو ستائر من اللون الوردي) المكتوب عليه بالفضة آيات قرآنية كريمة وتمتد حتى تغطى سقف الكعبة، كما توجد بلاطة رخامية واحدة فقط بلون غامق تحدد موضع سجود الرسول ( صلى الله عليه وسلم )، بينما توجد علامة أخرى من نفس الرخام فى موضع الملتزم حيث ألصق الرسول ( صلى الله عليه وسلم )
بطنه الشريف وخده الأيمن على الجدار رافعا يده وبكى (ولذا سمى بالملتزم)و ثلاثة أعمدة فى الوسط من الخشب المنقوش بمهارة لدعم السقف بارتفاع حوالى 9 أمتار محلاة بزخارف ذهبية. وعدد من القناديل المعلقة المصنوعة من النحاس والفضة والزجاج المنقوش بآيات قرآنية تعود للعهد العثمانى، وسلم يصل حتى سقف الكعبة مصنوع من الألومنيوم والكريستال، ومجموعة من بلاطات الرخام التى تم تجميعها من كل عهد من عهود من قاموا بتوسعة الحرم المكى الشريف. يوضع من وقت لآخر جهاز رافع آلى لعمال التنظيف داخل الكعبة مع مضخة ضغط عالٍ تعبأ بالماء ومواد التنظيف، تغسل الكعبة المشرفة من الداخل مرة واحدة فى كل عام بالماء والصابون أولا ثم يلى ذلك مسح جدرانها الداخلية وأرضيتها بالطيب بكل أنواعه وتبخر بأجمل البخور.
كنوز الكعبة: تعظيما لبيت الله سبحانه وتعالى كانت الكعبة وعلى مر العصور والأزمان، تأتيها الكنوز والهدايا والأموال والطيب والكساوى وغيرها.
ويقال إن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) عندما فتح مكة ودخل الكعبة وجد فى خزينتها سبعين ألف وقية من الذهب فلم يأخذها أو يتصرف فيها وكذلك فعل الخلفاء الراشدون، وقد كان بعض خلفاء العباسيين يستدينون من الكعبة ويرجعون ما أخذوا، وكان عبد الله بن عمر يكره أن يهدى عامة الناس الذهب للكعبة، ويقول إن الفقراء أولى بذلك، وأن الكعبة لا تحتاج للذهب.
وقد أوشك عمر بن الخطاب فى خلافته على تقسيم كنوز وأموال الكعبة والتى يهديها لها الناس فى سبيل الله إلا أن سادن البيت شيبة ذكره بأن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) وأبى بكر الصديق لم يفعلا ذلك، كما خالفه فى ذلك على بن أبى طالب وكبار الصحابة، فترك التصدق بأموال الكعبة، وكره العلماء صرف أموال الكعبة فى غيرها.
حجابة الكعبة: كانت حجابة وسدانة الكعبة أولا بيد سيدنا إسماعيل عليه السلام ثم ورثها ولده نابت وذريته، ثم آلت إلى أخواله من قبيلة جرهم ثم إلى قبيلة خزاعة ثم حاربهم قصى الجد الرابع للنبى ( صلى الله عليه وسلم ) وبعد حرب ودماء وافقوا على التحكيم والذى أرجع الحق لأهله وأصبح قصى راعيا للبيت الحرام، ثم آلت إلى بنى شيبة خالدة تالدة فيهم لا يأخذها منهم إلا ظالم كما قال النبى ( صلى الله عليه وسلم ).
دخول النبى ( صلى الله عليه وسلم ) الكعبة: فى العام الذى فتح فيه النبى ( صلى الله عليه وسلم ) مكة المكرمة دخل النبى ( صلى الله عليه وسلم ) الكعبة المشرفة وأمر بإزالة الأصنام والصور التى فيها وكبر فى نواحى الكعبة وصلى فيها.
وروى أبو داود الطيالسى فى مسنده عن ابن أبى ذئب عن عبد الرحمن بن مهرأن عن عمير مولى ابن عباس عن أسامة قال (دخلت على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فى الكعبة فرأى صورا لإبراهيم عليه السلام، فدعا بدلو من ماء فأتيته به فضرب به الصور)، وكانت هنالك صورا للسيدة مريم وهى تحمل ابنها المسيح عليه السلام وعن عبد الله بن عمر أَنَّهُ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» الْبَيْتَ هُوَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلال وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ فَأَغْلَقُوا عَلَيْهِمْ فَلَمَّا فَتَحُوا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ وَلَجَ فَلَقِيتُ بِلال فَسَأَلْتُهُ هَلْ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ «صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» قَالَ نَعَمْ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ.
وكان ذلك نهارا إذ أن الكعبة لا تفتح قط ليلا وقد اجاز النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ذلك للحجبة وأقرهم عليه، وقد رفض حاجب الكعبة أن يفتح للسيدة عائشة الكعبة فى الليل لتصلى فيها.
تعظيم القسم برب الكعبة: تعظيما للبيت فقد أضيفت فى القسم فقد كان النبى ( صلى الله عليه وسلم ) يقسم برب الكعبة وأقسم برب الكعبة وميكائيل والملائكة وعمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب وعثمان بن عفان وكعب الاحبار والحسن البصرى وأبوملحأن الأنصارى عندما طعن بالرمح واستشهد قال فزت ورب الكعبة.
وفى حديث صحيح الاسناد عن قتيلة بنت صيفى امرأة من جهينة قالت: إن حبرا جاء إلى النبى «صلَّى الله عليه وسلم» فقال: إنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله، وشئت، وتقولون: والكعبة فقال رسول الله «صلَّى الله عليه وسلم» قولوا: ما شاء الله، ثم شئت، وقولوا: ورب الكعبة.
تعظيم الجاهلية للكعبة: ذكرنا أن من تعظيم العرب للكعبة أنهم كانوا يخالفونها فى البنيان ولا يستطيلون عليها، وكانوا يعقدون فيها الاتفاقيات ويتحالفون فيها، وذكروا أن المعلقات السبع كانت معلقة بالكعبة، وذلك أن العرب كانوا إذا عمل أحدهم قصيدة عرضها على قريش، فإن أجازوها علقوها على الكعبة تعظيماً لشأنها، فاجتمع من ذلك هذه المعلقات السبع، فالأولى لامرئ القيس بن حجر الكندى ومن تبعه من الشعراء.
وعندما فشا امر الأسلام والنبوة قاطعت قريش بنى هاشم وحاصرتهم فى الشعب وضيقت عليهم كتبوا بذلك صحيفة ألا يبيعوا ولا يشتروا ولا يتزوجوا ولا يزوجوا لبنى هاشم، ما لم يترك النبى ( صلى الله عليه وسلم ) دعوته أو تسلمه بنى هاشم لقريش لتقتله، ووضعوا الصحيفة فى جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم، وكان كاتب الصحيفة النضر بن الحارث، وقد أكلت الأرضة هذه الصحيفة الظالمة.
سيول الكعبة: وأخرج الأزرقى عن كثير بن أبى كثير بن المطلب بن أبى وداعة السهمى عن أبيه عن جده قال: كانت السيول تدخل المسجد الحرام من باب بنى شيبة الكبير قبل أن يردم عمر الردم الأعلى، فكانت السيول ربما رفعت المقام عن موضعه وربما حركته إلى وجه الكعبة حتى جاء سيل ( أم نهشل ) فى خلافة عمر بن الخطاب، فاحتمل المقام من موضعه هذا فذهب به حتى وجد بأسفل مكة، فأتى به فربط إلى أستار الكعبة، وكتب فى ذلك إلى عمر، فأقبل فزعا فى شهر رمضأن وقد عفى موضعه وعفاه السيل، فدعا عمر بالناس فقال: أنشد الله عبدا علم فى هذا المقام.
فقال المطلب بن أبى وداعة: أنا يا أمير المؤمنين عندى ذلك، قد كنت أخشى عليه هذا فأخذت قدره من موضعه إلى الركن، ومن موضعه إلى باب الحجر، ومن موضعه إلى زمزم بمقاط وهو عندى فى البيت، فقال له عمر: فاجلس عندى وأرسل إليه، فجلس عنده وأرسل فأتى بها، فمدها فوجدها مستوية إلى موضعه هذا، فسأل الناس وشاورهم فقالوا: نعم، هذا موضعه، فلما استثبت ذلك عمر وحق عنده أمر به، فأعلم ببناء ربضه تحت المقام ثم حوله، فهو فى مكانه هذا إلى اليوم.
وقد بلغت السيول التى أحاطت بالكعبة المشرفة خمسة وثمانين سيلا مات فيها خلق كثير من الحجاج وأهل مكة، ومن الطرائف أن الماء كان عندما يحاصر الكعبة كان بعض الحجاج يطوفون سباحة ومنهم كان الخليفة عبد الله بن الزبير.
استجابة الدعاء فى الكعبة: وأخرج الأزرقى عن الحسن البصرى قال: ما أعلم بلدا يصلى فيه حيث أمر الله عز وجل نبيه ( صلى الله عليه وسلم )إلا بمكه. قال الله چ? ? ? ? ??ھچ ويقال: يستجاب الدعاء بمكة فى خمسة عشر عند الملتزم، وتحت الميزاب، وعند الركن اليمانى، وعلى الصفا، وعلى المروة، وبين الصفا والمروة، وبين الركن والمقام، وفى جوف الكعبة، وبمنى، وبجمع، وبعرفات، وعند الجمرات الثلاث. (خمسة من هذه الأماكن من الكعبة).
العدوان على الكعبة: إن أكبر عدوان وقع على الكعبة كان إدخال عبادة الأصنام فيها وتحريف دين إبراهيم عليه السلام، والذى أدخل الأصنام عمرو بن لحى وكان سيدا مطاعا جوادا كريما له مكانه كبيره فى نفوس العرب وهو أول من أطعم الحجاج اللحم ووهب لهم الكساوى، وقد جلب صنم هبل من الشام وأدخله فى جوف الكعبة وجعل له السدنة، وقال النبى ( صلى الله عليه وسلم ) : رأيت عمرو بن لحى بن قمعة بن خندق يجر قصبه فى النار، والقصب هى الأمعاء.
ومن العدوان الظلم الذى وقع من قبيلة جرهم إلى الحد الذى جعل احدهم يزنى فى الكعبة فمسخهم الله تعالى إلى حجرين هما اساف ونائلة وقد عبدا من بعد، وعندما تفشى ظلم جرهم نضبت ماء زمزم وعمد احد صالحيهم إلى كنوز الكعبة فدفنها فى بئر زمزم حتى حفرها عبد المطلب ووجدها فى القصة المشهورة.
ومن العدوأن على الكعبة أن القرامطة من فرقة الإسماعيلية، ( لانتسابهم إلى إسماعيل الأعرج بن جعفر الصادق وبقيادة أبو طاهر القرمطى، هاجموا المسجد الحرام يوم التروية فقتلوا ألف وتسعمائة من الحجيج فى وسط المسجد حول الكعبة وكسروا الحجر الأسود واقتلعوه من موضعه، وذهبوا به إلى بلادهم هجر سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ثم لم يزل عندهم إلى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فمكث غائباً عن موضعه من البيت ثنتين وعشرين سنة وذلك نتج من ضعف الخلافة الإسلامية ومن العدوأن السرقات المتكررة لبيت الله الحرام ويقال إن أول من قطعت قريش يده فى الجاهلية رجلاً يقال له (دويك) مولى لبنى عليج بن عمرو بن خزاعة، لأنه سرق كنز الكعبة المشرفة، فحكموا عليه بالقطع، وقالوا إن جريمة السرقة أكبر منه ولا شك أن معه مشاركين من جهات أخرى.
هدم الكعبة: وروى البخارى ومسلم عن أبى هريرة رضى الله عنه، عن رَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَةِ وأخرج ابن أبى شيبه عن على ابن أبى طالب قال كأنى أنظر إلى رجل من الحبش. أصلع، أجمع، حمش الساقين، جالس عليها وهو يهدمها.
وأخرج ابن أبى شيبه عن عبد الله بن عمرو قال: كأنى به. أصيلع، أفيدع، قائم عليها، يهدمها بمسحاته. وأخرج ابن أبى شيبه والحاكم وصححه عن أبى هريرة أن النبى ( صلى الله عليه وسلم ) قال «يبايع رجل بين الركن والمقام، ولن يستحل هذا البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تجيء الحبشة فتخربه خرابا لا يعمر بعده أبدا، وهم الذين يستخرجون كنزه».
وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو قال: من آخر أمر الكعبة أن الحبشة يغزون البيت، فيتوجه المسلمون نحوهم، فيبعث الله عليهم ريحا شرقية فلا تدع لله عبدا فى قلبه مثقال ذرة من تقى إلا قبضته حتى إذا فرغوا من خيارهم بقى عجاج من الناس.
حرق الكعبة بالمنجنيق: وفى الصراع على الخلافة وملك الحجاز بين عبد الله بن الزبير والأمويين حاصر الحجاج بن يوسف مكة المكرمة ونصب المنجنيق على جبل أبى قبيس المطل على الكعبة وضرب الكعبة بالمنجنيق مما أدى لاحتراق أستار الكعبة، ومات فى ذلك عدد كبير من الناس من بينهم أحد الصحابة.
وقد وضع عبد الله بن الزبير حواجز لحماية الحجر الأسود من قصف المنجنيق فاشْتَعَلَتِ النّيرانُ فى أَسْتارِ الكعبة حتى أَسرعت فيها، فجاءت سَحابةٌ من نحو جُدّةِ فيها رَعْد وبَرْق مرتفعة كأَنها مُلاءة حتى استوت فوق البيت، فَمَطَرَتْ فما جاوز مطَرُها البيتَ ومواضِعَ الطَّوافِ حتى أَطفَأَتِ النَّارَ، وسالَ الميزابُ فى الحِجْر ثمَّ عَدَلَتْ إِلى أَبى قُبَيْس فرمت بالصَّاعقة فأَحرقت المَنْجَنِيق وما فيه.
وأخرج الأزرقى عن أبى المرتفع قال: كنا مع ابن الزبير فى الحجر، فأول حجر من المنجنيق وقع فى الكعبة سمعنا لها أنينا كأنين المريض: (آه آه).
وأخرج الجندى عن مجاهد قال: رأيت الكعبة فى النوم وهى تكلم النبى ( صلى الله عليه وسلم ) وهى تقول: لئن لم تنته أمتك يا محمد عن المعاصى لأنتفضن حتى يصير كل حجر منى فى مكان.
وقد ثار عبد الله بن عمر وهاجم الحجاج بن يوسف لنصبه المنجنيق وحرقه للكعبة، وقتله لعبد الله بن الزبير، فأمر الحجاج بقتله، فضربه رجل من جيش الحجاج بسهم وادعى عدم القصد فى ذلك، فلما بلغ الحجاج الخبر زار عبد الله بن عمر فقال له ابن عمر: أنت قتلتنى، والآن تجيئنى عائدا! كفى بالله حكما بينى وبينك.‏
وفى هذا الحادث المأساوى إحترقت قرنا الكبش الذى فدى به الله تعالى إسماعيل عليه السلام من الذبح، وكانت قرناء الكبش معلقة فى الكعبة أربعة آلاف عام.
توسعة الحرمين الشريفين على مر العصور الاسلامية: عصر الرسول ( صلى الله عليه وسلم ): بعد أن فتح الرسول ( صلى الله عليه وسلم )
مكة أزال ما كان على الكعبة من أصنام، وكان يكسوها ويطيبها، ولكنه لم يقم بعمل تعديل على عمارة الكعبة وما حولها، كما لم يرجع الكعبة إلى سابق عهدها فى أيام سيدنا إبراهيم عليه السلام خشية من الفتنة؛ لأن قومه كانوا حديثى عهد بالإسلام، لكن كانت أهم الأحداث فى عهد الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) هو توجيه القبلة بأمر من الله إلى المسجد الحرام يقول تعإلى
(قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) (البقرة: الآية 144).
? فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- وفى العام السّابع الهجري: استشعر مدى الحاجة لهذه التوسعة حين رأى الزّيادات المطّردة فى عدد الحُجّاج الذين يفدون للطّواف حول الكعبة المشرّفة سنويًّا، وعجز المطاف عن استيعاب تلك الزّيادات، فقام بشراء البيوت المجاورة للمسجد، ووسّع بها ساحة المطاف وجعل لها أبوابًا يدخل الحجّاج والمعتمرون منها للطّواف حول الكعبة المشرفة.
? فى زمن، عثمأن بن عفأن -رضى الله عنه- كثر الناس فوسع المسجد، وكانت هذه
الزيادة سنة ست وعشرين للهجرة، كما بنى -رضى الله عنه- للمسجد أروقةً؛ فكان ذو النورين أول من بنى أروقة للمسجد الحرام.
? فى عهد عبد الله بن الزّبير عام 64 ه أجريت زيادة كبيرة على المسجد طالت جهاته الشّرقية والجنوبيّة والشّمالية، كما قام بسقف المسجد ودعمه بأعمدة من الرّخام، وبذل أموالًا طائلةً فى شراء بعض البيوت المحيطة به، التى ضمّ أرضها لساحة المسجد، وقد بلغت التّوسعة التى أجراها نحو 4050 مترًا مسطّحًا.
? فى عهد عبد الملك بن مروأن وتحديدًا فى سنة 75 ه أجرى الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروأن عمارةً فى المسجد الحرام دون أن يحدث أيّ زيادة فى مساحته، لكنه قام برفع جدرأن الحرم، وسقفه بالسّاج، ووضع على رأس كلّ أسطوانة خمسين مثقالًا من الذّهب.
? فى عهد ابنه الوليد بن عبد الملك تم لأول مرة نقل أساطين الرخام (أعمدة الرخام) من مصر والشام إلى مكة على العجل، وزاد فى مساحة المسجد الحرام من الجهة الشرقية رواقًا دائرًا على حافته، وقد بلغت هذه التوسعة نحو 2300 متر مربع، وكان الوليد بن عبد الملك هو أول من آزر المسجد بالرخام من داخله، كما أهدى إلى الكعبة المشرفة هلالين وسريرا من ذهب.
? فى عهد الخليفة المنصور زاد الخليفة المنصور فى مساحة المسجد الحرام، وأصلح فى عمارته، وقد تمثّلت هذه الزّيادة فى إقامة رواق واحد ينفذ على صحن المسجد الحرام، كما بنى الخليفة المنصور مئذنة فى ركن المسجد الشمالى الغربى عُرفت باسم «مئذنة بنى سهم»، أما عن شكلها فقد كان الجزء الأسفل مكعبًا، أما الجزء العلوى فهو أسطوانى يعلوه خوذة المئذنة، وبهذه الزّيادة التى بلغت نحو 4700 متر مربع، التى انتهت عام 140 ه؛ وبذلك تكون مساحة المسجد بلغت ضعف ما كانت عليه فى المرحلة السّابقة عنها.
? فى عهد المعتضد بالله تم إضافة دار النّدوة إلى المسجد الحرام ودُعِّم هذا الجزء بأساطين وطاقات وأروقة مسقّفة بالساج المزخرف، وأُوصلت بالمسجد الحرام عن طريق اثنى عشر بابا فُتحت فى حائط المسجد. وبلغت هذه الزّيادة 1250 مترًا مربعا.
? فى عام 306ه أجرى المقتدر بالله العبّاسى زيادة أخرى بلغت 850 مترًا مربعًا؛ حيث كانت هناك ساحة تقع بين بابين من أبواب المسجد الحرام: أحدهما يسمّى باب «الخياطين» أو باب «الحزوة»، والثانى يسمّى باب «جمح»، وكانت أمام هذه السّاحة دارأن لزبيدة أمّ الخليفة الأمين. وقد ضمت تلك المساحات جميعها للمسجد الحرام.
? فى سنة 803ه شبّ حريق كبير فى المسجد الحرام دمّر الجانب الغربيّ منه، وأصاب أيضًا الجانب الشّمالى الذى استمرّ الحريق فيه إلى أن أتى على سقوف المسجد وأعمدته الرّخامية، ووصل إلى أسطوانتين هدمهما السّيل العظيم الذى داهمهما، وأسقط ما عليهما من الأعمدة والسّقوف. وحين علم السّلطأن أبو السّعادات زين الدّين فرج برقوق بذلكقام بإصلاح ما أتلفه الحريق، وأعاد بناء المسجد الحرام إلى ما كان عليه، دون إضافة أيّ زيادات على مساحته.
? فى سنة 815ه قام قاضى مكّة جمال الدّين
محمد بن عبد الله بن ظهيرة بتعمير أجزاء من المسجد وإصلاح سقفه.
? فى سنة 825 ه أجرى الأمير زين الديّن برسباى عمارة كبيرة للمسجد الحرام بعد أن أصاب التّلف والتّشقّق جدرانه وأعمدته وأبوابه وسقفه، وقام بتشييد عشرات العقود وتجديد الأبواب والسّقوف فى مبنى المسجد.
? فى سنة 882 ه بنى السلطأن قايتباى سلطأن مصر أوّل مدرسة تدرس فيها المذاهب الأربعة، واشترى بعض الدّور المحيطة به، وأقام فيها مجمّعًا كبيرًا يشرف على المسجد الحرام والمسعى واشترى مكتبًا ومنارةً.
? فى الفترة الواقعة ما بين 981 - 984 ه أجرى السّلطأن سليم عمارةً شاملةً للمسجد بعد أن أصاب الخراب بعض أروقته وبرزت رؤوس أخشاب سقوفه، فاستبدلت بالسقوف الخشبيّة القباب التى أقيمت على دعامات قويّة من الحجر وأساطين الرّخام. وقد توفّى السّلطأن سليم قبل إتمام تلك العمارة، فتولّى ابنه السّلطأن مراد خأن الرّابع إتمامها، وكانت هذه العمارة بمثابة تجديد كامل للمسجد منذ عمارة الخليفة المهدى العبّاسى التى انتهت عام 164 ه.
? تزايد أعداد المسلمين حيث اتسعت خلال الفترة رقعة العالم الإسلامى لتشمل بلادًا وشعوبًا جديدة فى أفريقيا وآسيا، فضلا عن التطور الهائل الذى شهده العصر الحديث فى وسائل المواصلات التى اختصرت المسافات وقاربت ما بين البلدان، كل ذلك أدى إلى مضاعفة أعداد حجاج بيت الله الحرام؛ وهو ما أظهر مدى الحاجة إلى توسعة المسجد الحرام لاستيعاب المصلين.
? فى عهد الملك سعود تمت توسعة شاملة لبيت الله الحرام وعمارته فى ثلاث مراحل شملت إزالة المنشآت السكنية والتجارية التى كانت مجاورة للمسعى، وكذلك إزالة المبانى التى كانت قريبة من المروة، وإنشاء طابق علوى للمسعى بارتفاع تسعة أمتار مع إقامة حائط طولى ذى اتجاهين، وتخصيص مسار مزدوج يستخدمه العجزة الذين يستعينون بالكراسى المتحركة فى سعيهم مع إقامة حاجز فى وسط المسعى يقسمه إلى قسمين لتيسير عملية السعى، كما أنشئ للحرم 16 بابًا فى الجهة الشرقية (ناحية المسعى)، كما تمّ إنشاء درج ذى مسارين لكلّ من الصّفا والمروة، خصّص أحدهما للصّعود والآخر للهبوط، كما أنشئ مجرى بعرض خمسة أمتار وارتفاع يتراوح ما بين أربعة وستة أمتار لتحويل مجرى السّيل الذى كان يخترق المسعى ويتسرّب إلى داخل الحرم، كما تم توسعة منطقة المطاف على النّحو الذى هو عليه الآن، كما أقيمت السّلالم الحاليّة لبئر زمزم. وكان المطاف بشكله البيضاويّ يبدو وكأنّه عنق زجاجة، الأمر الذى كان سببًا فى تزاحم الطّائفين حول الكعبة المشرّفة. وقد زال هذا الوضع بعد إجراء توسعة المطاف. كذلك جرت وفق هذه التّوسعة إزالة قبّة زمزم التى كان يستخدمها المؤذّنون الذين أنشئ لهم مبنى خاص على حدود المطاف إضافة لبعض التطويرات العديدة، وأصبحت مساحة مسطحات المسجد الحرام بعد هذه التوسعة 193000 متر مربع بعد أن كانت 29127 مترًا مربعًا، أى بزيادة قدرها 131041 مترًا مربعًا. وأصبح الحرم المكى يتسع لحوالى 400000 مصلٍ، وشملت هذه التوسعة ترميم الكعبة المشرفة وتوسعة المطاف وتجديد مقام إبراهيم «عليه السلام».
? فى عهد الملك فيصل تم الإبقاء على البناء العثمانى القديم، وتم عمل تصاميم العمارة الجديدة بأفضل أساليب الدمج التى تحقق الانسجام بين القديم والجديد. وما زال البناء الحالى يجمع بين التراث والمعاصرة.
? فى عهد خادم الحرمين الشريفين المللك فهد خضع الحرم المكى وفى 13/9/1988م تم وضع حجر الأساس لتوسعة المسجد الحرام بمكة المكرمة بحيث تتألف من الطابق السفلى (الأقبية) والطابق الأرضى والطابق الأول، وقد صمم، وتم بناؤه على أساس تكييف شامل، وعمل محطة للتبريد فى أجياد، وروعى فى الأقبية تركيب جميع الأمور الضرورية من تمديدات وقنوات، وعُملت فتحات فى أعلى الأعمدة المربعة، حيث يتم ضخ الهواء والماء البارد فيها من المحطة المركزية للتكييف فى أجياد. ومبنى التوسعة منسجم تمامًا فى شكله العام مع مبنى التوسعة الأولى، وقد كُسيت الأعمدة بالرخام الأبيض الناصع، كما كسيت أرضها بالرخام الأبيض، وأما الجدرأن فكسيت من الخارج بالرخام الأسود المموج والحجر الصناعى، وكذلك من الداخل مع تزيينها بزخارف إسلامية جميلة، ويبلغ عدد الأعمدة للطابق الواحد ( 530) عمودًا دائريًّا ومربعًا. وجعل فى هذه التوسعة أربعة عشر بابًا؛ فبذلك صارت أبواب المسجد الحرام (112) بابًا، وصنعت الأبواب من أجود أنواع الخشب، وكُسيت بمعدن مصقول ضبط بحليات نحاسية، وصُنعت النوافذ والشبابيك من الألمونيوم الأصفر المخروط وزينت بمعدن مصقول بحليات نحاسية.
وعمل لهذه التوسعة مبنيأن للسلالم الكهربائية فى شماله وجنوبه وسُلّمأن داخليان، وبذلك يصبح مجموع السلالم الكهربائية فى المسجد الحرام تسعة سلالم، هذا عدا السلالم الثابتة الموزعة فى أنحاء مبنى المسجد الحرام.
فى سنة 1991م أُحدثت ساحات كبيرة محيطة بالمسجد الحرام، وهُيئت للصلاة لا سيما فى أوقات الزحام بتبليطها برخام بارد ومقاوم للحرارة، وإنارتها، وفرشها، وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الساحات (88.000) متر مربع.
وفى سنة 1994م تم فى المسجد الحرام توسعة منطقة الصفا فى الطابق الأول تسهيلا
للساعين؛ وذلك بتضييق دائرة فتحة الصفا الواقعة تحت قبة الصفا.
وفى سنة 1996م تم أيضًا إعادة تهيئة منطقة المروة لغرض القضاء على الزحام فى هذا الموقع، حتى صارت مساحة المنطقة (375) مترًا مربعًا بدلا من المساحة السابقة وهى (245) مترًا مربعًا.
وفى سنة 1996م حصلت أيضًا توسعة الممر الداخل من جهة المروة إلى المسعى فى الطابق الأول، وأُحدثت أبواب جديدة فى الطابق الأرضى والأول للدخول والخروج من جهة المروة.
وفى سنة 1997م تم إنشاء جسر الراقوبة الذى يربط سطح المسجد الحرام بمنطقة الراقوبة من جهة المروة، لتسهيل الدخول والخروج إلى سطح المسجد الحرام، ويبلغ طول الجسر 72.5 مترًا، ويتراوح عرضه من عشرة أمتار ونصف إلى أحد عشر مترًا ونصف، وتم تنفيذه وفق أحدث التصاميم الإنشائية، وبما يتناسق مع الشكل الخارجى للمسجد الحرام، كما تم فى هذا العام توسعة الممر الملاصق للمسعى الذى يستعمل للطواف بالطابق الأول فى أوقات الزحام من منطقة الصفا إلى ما يقابل منتصف المسعى، حيث تمت توسعته، فأصبح عرضه تسعة أمتار وعشرين سنتيمترًا، ويبلغ طوله سبعين مترًا.
وفى سنة 1998م تم تجديد غطاء مقام إبراهيم «عليه الصلاة والسلام» من النحاس المغطى بشرائح الذهب والكريستال والزجاج المزخرف، وتم وضع غطاء من الزجاج البلورى القوى الجميل المقاوم للحرارة والكسر على مقام إبراهيم «عليه السلام»، وشكله مثل القبة نصف الكرة، ووزنه 1.750كجم، وارتفاعه 1.30م، وقطره من الأسفل 40 سم، وسمكه 20 سم من كل الجهات، وقطره من الخارج من أسفله 80سم، ومحيط دائرته من أسفله 2.51 م.
أصبح مجموع المساحات بعد توسعة خادم الحرمين الشريفين ثلاثمائة وستة وستين ألفا ومائة وثمانية وستين مترًا مربعًا (366168) م، وأصبحت طاقة استيعاب المصلين فى المسجد الحرام فى الظروف العادية بعد التوسعة أربعمائة وستين ألف (460.000) مُصَلٍّ، بحيث يبلغ مجموع عدد المصلين فى داخل المسجد الحرام والسطوح والساحات ثمانمائة وعشرين ألف (820.000) مصل، ويمكن فى ذروة الزحام استيعاب أكثر من مليون مصل.
? ونظرا لتزايد أعداد الحجاج والمعتمرين بشكل ملموس مقارنة بالفترات الماضية، فقد أمر الملك عبدالله بن عبدالعزيز فى عام 2008م بتوسعة المسعى بما لا يتجاوز الحدود الشرعية له، فتضاعف عرض المسعى ليصل إلى 40 متراً،بلغ عدد الطوابق أربعة طوابق، بمساحة إجمالية تجاوزت 87 ألف متر مربع، بعد أن كانت المساحة الإجمالية لا تتجاوز 29 ألف متر مربع، فيما بلغت مسطحات البناء الإجمالية فى جميع الأدوار لمناطق السعى والخدمات حوالى 125 ألف متر مربع.
وتوفر توسعة الملك عبدالله للمسعى ثلاثة أدوار وأربعة مناسيب للسعى، تتصل مباشرة بأدوار التوسعة السعودية الأولى للمسجد الحرام، فيما يرتفع دور سطح المسعى الجديد عن أدوار الحرم الحالى، ويتم الوصول إليه عن طريق سلالم متحركة ومصاعد، إضافة إلى ثلاثة جسور علوية
كما اشتمل المشروع على توسعة منطقتى الصفا والمروة بشكل يتناسب مع التوسعة العرضية والرأسية، وركبت أربعة سلالم كهربائية جديدة من جهة المروة، لتسهيل الحركة إلى خارج المسعى، كما اشتملت التوسعة الجديدة على ممرات مخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة من ذوى الإعاقات الحركية، إضافة إلى توفير مناطق للتجمع عند منطقتى الصفا والمروة، كما بدئ البناء فى مئذنة جديدة بارتفاع 95 مترا، ليتناسب عدد المآذن وشكلها مع مساحة التوسعة الجديدة للمسعى.
وتظل توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمسعى بالمسجد الحرام أكبر توسعة يشهدها المسعى فى تاريخه، رزقنا الله زيارة بيته الحرام وتقبل منا سائر الأعمال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.