حزب «المصريين»: مؤتمر الوطنية خارطة طريق لانتخابات نزيهة وشفافة    المؤشر نيكي الياباني يتراجع بفعل هبوط أسهم التكنولوجيا    بينها القهوة واللحوم، ترامب يلغي رسوما جمركية على واردات البرازيل    ترامب يلغي الرسوم الجمركية على منتجات غذائية برازيلية    غلق الطريق الصحراوي بالإسكندرية بسبب شبورة كثيفة تعيق الرؤية    محمد صبحي: اوعوا تفتكروا إني اتعالجت على نفقة الدولة ولم أفرح بترشيحي لجائزة الدولة التقديرية (فيديو)    رئيس الوزراء: الإنتاج المحلي من اللحوم يغطي 60% من احتياجات مصر    خاص| عبد الله المغازي: تشدد تعليمات «الوطنية للانتخابات» يعزز الشفافية    رئيس جامعة المنوفية يشهد ملتقى التعاون بين الجامعات المصرية والكورية    عراقجي يؤكد جاهزية إيران لهجوم إسرائيلي جديد بصواريخ مطوّرة    أسعار العملات أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025    تأجيل محاكمة عاطلين بتهمة الاتجار في المواد المخدرة بروض الفرج    بسبب أعمال المونوريل.. غلق كلي لمحور 26 يوليو في اتجاه طريق الواحات    رئيس هيئة الاستثمار يشارك في المؤتمر "المصري العُماني" لبحث فرص الاستثمار المشتركة بين البلدين    نجوم «صديق صامت» يتألقون على السجادة الحمراء بمهرجان القاهرة    «المهن التمثيلية» تحذر من انتحال اسم مسلسل «كلهم بيحبوا مودي»    فضل سورة الكهف يوم الجمعة وأثر قراءتها على المسلم    دعاء يوم الجمعة.. ردد الآن هذا الدعاء المبارك    ما الأفضل للمرأة في يوم الجمعة: الصلاة في المسجد أم في البيت؟    سرب من 8 مقاتلات إسرائيلية يخترق الأجواء السورية    ضربة لترامب، قرار قضائي بعدم قانونية نشر الحرس الوطني في واشنطن    محمد رمضان يغنى يا حبيبى وأحمد السقا يشاركه الاحتفال.. فيديو وصور    عازف البيانو العالمي لانج لانج: العزف أمام الأهرامات حلم حياتي    لأسباب إنتاجية وفنية.. محمد التاجي يعتذر عن مشاركته في موسم رمضان المقبل    بعد 28 عاما على وفاتها، الأميرة ديانا تعود إلى "متحف جريفين" في باريس ب"فستان التمرد" (صور)    إحالة المتهم بقتل مهندس كرموز ب7 رصاصات في الإسكندرية للمحاكمة الجنائية    إصابة 4 أشخاص في انقلاب توك توك بطريق تمي الأمديد في الدقهلية    التنسيقية: فتح باب التصويت للمصريين بالخارج في أستراليا بالمرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب    القرنفل.. طقس يومي صغير بفوائد كبيرة    كاسبرسكي تُسجّل نموًا بنسبة 10% في المبيعات وتكشف عن تصاعد التهديدات السيبرانية في منطقة الشرق الأوسط    البابا في احتفالية "نيقية.. إيمان حي": العروض كشفت جمال التاريخ ودورنا في حفظ الوديعة التي سلّمها القديسون عبر العصور    بنك مصر والمجلس القومي للمرأة يوقعان بروتوكول تعاون لتعزيز الشمول المالي وتمكين المرأة    الكويت تدين بشدة الهجمات الإسرائيلية على غزة وتدعو لتحرك دولى عاجل    حكام مباريات السبت في افتتاح الجولة الرابعة عشرة بالدوري المصري    تجديد حبس سيدتين بسبب خلاف على أولوية المرور بالسلام    تجديد حبس المتهمين بسرقة طالب بأسلوب افتعال مشاجرة بمدينة نصر    نائب رئيس الألومنيوم يعلن وفاة مدرب الحراس نور الزاكي ويكشف السبب    سبب غياب راشفورد عن تدريبات برشلونة    ستاد المحور: الاتحاد السكندري يقترب من استعارة يوسف أوباما من بيراميدز في الميركاتو الشتوي    ستارمر يستعد لزيارة الصين ولندن تقترب من الموافقة على السفارة الجديدة بدعم استخباراتي    وزير الرياضة يطمئن على وفد مصر في البرازيل بعد حريق بمقر مؤتمر المناخ    وزير السياحة يتابع الاستعدادات النهائية لتشغيل منظومة التأشيرة بالمطارات    مستوطنون يشعلون النار فى مستودع للسيارات بحوارة جنوبى نابلس    دعما للمنتخبات الوطنية.. وزير الرياضة يلتقي هاني أبو ريدة في مقر اتحاد الكرة    أشرف زكى يشيد بحفاوة استقبال سفير مصر فى عمان خلال مشاركته بمهرجان الخليج    "عائدون إلى البيت".. قميص خاص لمباراة برشلونة الأولى على كامب نو    ضياء السيد ل dmc: الرياضة المصرية بحاجة لمتابعة دقيقة من الدولة    مصرع 4 أشخاص إثر حادث تصادم سيارتين بالبحيرة    ستاد المحور: جلسة مرتقبة في الزمالك لتجديد عقد عمر عبد العزيز    تطعيم 352 ألف طفل خلال الأسبوع الأول لحملة ضد الحصبة بأسوان    غلق باب الطعون الانتخابية بعدد 251 طعنا على المرحلة الأولى بانتخابات النواب    تطعيم 352 ألف طفل خلال الأسبوع الأول لحملة ضد الحصبة بأسوان    هل عدم زيارة المدينة المنورة يؤثر على صحة العمرة؟.. أمين الفتوى يوضح    احتفالية مستشفى الناس بحضور سفراء ونجوم المجتمع.. أول وأكبر مركز مجاني لزراعة الكبد بالشرق الأوسط "صور"    أطعمة تعيد التوازن لأمعائك وتحسن الهضم    رئيس الوزراء: مشروع الضبعة النووي يوفر 3 مليارات دولار سنوياً    محافظات المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب وعدد المترشحين بها    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فضل مكة على العباد
نشر في أكتوبر يوم 21 - 10 - 2012

إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ (97)
بهذا الاستهلال القرآنى.. وضع الحق تبارك وتعالى الركن الخامس فى بناء الأساس الإسلامى الذى ارتكز عليه رسوله الكريم محمد ? فى نشر دينه الحنيف دين الله الخاتم على أرض الله.
فما هو البيت؟ وهل صورته الحالية هى صورته القديمة؟ وهل طالته يد التعديل والتغيير شأن أى بيت على الأرض؟ أسئلة وأسئلة وغيرها الكثير تهفو القلوب قبل العقول إلى إجابة شافية لها.
لولا فضل مكة المكرمة على العباد ماخصها الرسول ? بالترحال إليها فقد قال وقوله الحق: «لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدى هذا والمسجد الأقصى»..
وليس بغريب ماقاله خادم الحرمين الشريفين «إن حكومة المملكة العربية السعودية أخذت على عاتقها منذ عهد مؤسسها الملك عبد العزيز يرحمه الله وحتى وقتنا هذا مسئولية الإنفاق على مشروعات الحرمين الشريفين لاقتناعنا الكامل بأن هذا شرف لنا أولانا الله إياه وخصنا به ودعانا إليه فامتثلنا تلبية لنداء رب العزة والجلال».
ولنستأذن رسول الله ? لنكون ضيوفاً عليه لنعرف ونتعرف على دروب مكة.. وكيف كانت على عهده؟ لنقلب معاً صفحات التاريخ المطوية والمضيئة بنور سيد الخلق?? لنرى أن الصحن الذى كان يحيط بالكعبة المشرفة الذى تقدر مساحته من 490 إلى 200 متر مربع هو المسجد الحرام القديم.. وكانت أبواب بيوت القرشيين المحيطة به تتجه نحو الكعبة. ويفصل بين كل دارين مسلك وذات بناء دائرى وارتفاع بسيط تعظيماً للكعبة المشرفة.
ولم تقع أية زيادة فى عهد الرسول ? وأبى بكر الصديق. وذلك لقلة سكان مكة وقتها.. فقد التحق معظمهم بالجيوش الإسلامية لأداء فريضة الجهاد.. فكانت مساحة الصحن كافية لأداء الصلاة وكان قول الرسول ? «لاهجرة بعد الفتح» منعاً لهجرة المسلمين من مكة وإقامة لهم فيها. لتأتى بعد ذلك زيادات الخلفاء والأمراء والملوك لحرم الله الشريف.
التوسعة
فى عام 17 ه أحاط أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه المسجد بجدار دون القامة وجعل له أبواباً كما كانت بين الدور قبل أن تهدم وعندما اشترى رضى الله عنه بعض تلك الدور الملاصقة للمسجد الحرام. وامتنع البعض الآخر عن أخذ ثمنها وأدخل أثمانها فى خزانة الكعبة.. وقال لهم: أنتم نزلتم بفناء الكعبة وبنيتم به دورا ولا تملكون فناء الكعبة ومانزلت عليكم الكعبة فى سوحكم وفنائكم فلما رأوا العزم أخدوا الثمن فهدمها وأدخلت الأرض وأعاد وضع المقام إلى مكانه بعد حدوث حادثة السيل، ويسمى سيل «أم نهشل» نسبة إلى أم نهشل بنت عبيدة بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس وذلك لأنه اجترفها معه وماتت فيه فسمى باسمها.
فى عام 26 ه قام أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه بهدم الدور التى كانت تحيط بالمسجد وأدخلها فيه. وجعل له أروقة فكان أول من اتخذ الأروقة فيه حيث كان قبل ذلك متسعاً فسيحاً.
فى عام 65 ه زاد عبد الله بن الزبير بن العوام رضى الله عنهما فى المسجد من الناحية الشرقية وشيئاً من الجنوبية والشمالية وهو السقف كله أو بعضه وجعل له أعمدة ممن رخام.
وفى عام 91 ه زاد الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان مساحة المسجد من الجهة الشرقية وهو أول من أتى بالأعمدة الرخام من مصر والشام وسقفه بالخشب الصاج المزخرف. وجعل على رءوس الأعمدة صفائح الذهب.
فى عام 137 ه زاد الخليفة أبو جعفر المنصور العباسى فى الجهتين الشمالية والغربية وعمل منارة فى الركن الغربى من الجانب الشمالى.. وهى منارة باب العمرة فى الحرم القديم.
فى عام 160 ه زاد الخليفة المهدى العباسى فى الجهتين الشرقية والشمالية فبقيت الكعبة إلى جنوب المسجد وبلغت مساحة المسجد وقتها 2239 متراً مربعاً.. وقدرت الزيادة بحوالى 7950 متراً مربعاً.
وفى عهد ابنه المهدى رأى أن الكعبة ليست واقعة فى وسط المسجد بعد الزيادة الأولى فأمر بزيادة فى الجانب الجنوبى حتى تكون الكعبة فى وسط المسجد وتم ذلك عام 164 ه. وقدرت مساحة المسجد بعد الزيادة الثانية ب 2750 متراً مربعاً وبلغ مقدرا الزيادة الثانية ب 2360 متراً مربعاً.
فى عام 284 ه ضم الخليفة المعتضد القسم الباقى من دار الندوة إلى الزيادة من الجهة الشمالية للمسجد الحرام.. وأحدث باباً جديداً يعرف بأسم باب «الزيادة» وقدرت الزيادة فى عهده ب 27000 متر مربع. بالنسبة للمسجد ومقدار الزيادة التى قام بها بلغ 1250 متراً مربعاً.
فى عام 306 ه أحدث الخليفة بالله العباسى الزيادة التى كانت تعرف بباب «إبراهيم» بالجانب الغربى من المسجد الحرام وجعل لها ثلاثة أروقة: شرقية وشمالية وجنوبية.. وقدرت مساحة الحرم فى عهده ب 27850 متراً مربعاً. ومقدار الزيادة 850 متراً مربعاً.
وبعد ذلك لم تأت زيادة بل كانت هناك ترميمات حتى بدأت مشاريع التوسعة السعودية للحرمين الشريفين بعد تأسيس المملكة بسنوات قليلة فى عهد الملك عبد?العزيز آل سعود الذى أمر بإجراء توسعات شملت الحرمين وظلت حتى وقتنا هذا.
تعامد الشمس
طبقاً للحسابات الفلكية فان الشمس تتعامد على الكعبة المشرفة.. وهى ظاهرة تحدث مرتين سنوياً فى يومى 28 مايو، 16 يوليو، عندما يكون ميل الشمس مطابقاً لخط عرض مدينة مكة المكرمة.
ويرجع د. حسن باصرة الاستاذ المشارك بقسم العلوم الفلكية بجامعة الملك فهد بن عبد العزيز بجدة. يرجع هذه الظاهرة إلى أن مسار الشمس الظاهرى يختلف من يوم لآخر وأنه محصور بين قيم محددة تتحكم فى ارتفاع الشمس لحظة الزوال ظهراً، وأن ذلك يعتمد على خط العرض للمكان.
باب الملتزم
وللكعبة المشرفة باب قديم موجود حالياً بالرياض.. وتوجد صورة أصلية له فى مصنع الكسوة بمكة. وقد صنع هذا الباب فى عهد السلطان مراد خان عام 1045 ه وهو من الفضة ومطلى بالذهب تم إصلاحه فى عهد الملك فهد عام 1400 ه ثم تم تغييره بعد ذلك بسبب وجود بعض تآكل فى خشب الزان المركب عليه.
أما الباب الحالى فيزن حوالى 280 كيلو جراماً من الذهب الخالص المركب على خشب الزان. ويعود اختيار خشب الزان لأنه يحتفظ بالروائح والعطور الطيبة وبلغت تكلفة هذا الباب حوالى 13 مليون ريال سعودى.
وللباب الجديد قصة يرويها أحد شيوخ الصاغة. ففى عام 1977 قام الملك خالد رحمه الله بزيارة المسجد الحرام وصلى داخل الكعبة. وأشار على من معه بضرورة تركيب باب جديد لها من الذهب يتفق مع مكانة الكعبة ويساير النسق المعمارى الجديد للمكان كله.
ويتم غسل الكعبة المشرفة مرتين فى العام.. فى أول شعبان وذى الحجة بماء زمزم ودهن العود والورد.
الحطيم
وسمى بالحطيم لأنه جزء حطمته قريش من الكعبة، وأخرجته منها لما عجزت عن توفير المال الحلال اللازم لبناء الكعبة كما أخبر بذلك عن النبى صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة ويسمى حجر اسماعيل لأن ابراهيم بنى لإسماعيل وأمه السيدة هاجر عريشاً من أراك ليسكنا فيه والجزء الذى خرج من الكعبة ودخل فى حجر اسماعيل حوالى ثلاثة أمتار وقال النبى صلى الله عليه وسلم لعائشة لولا أن قومك حديثو العهد بالإسلام لهدمت الكعبة وبنيتها على قواعد إبراهيم وفى عهد وخلافة عبد الله بن الزبير هدم الكعبة وبناها على قواعد ابراهيم وأدخل الجزء الخارج منها من الحجر. لكن عندما حاصر الأمويون بن الزبير وقتلوه هدموا الكعبة وأعادوا بناءها على الصفة القديمة وعندما جاء العباسيون إلى الخلافة أراد الخليفة المهدى أن يرد بناء البيت على قواعد إبراهيم إلا أن الإمام مالك بن أنس عليه السلام منعه وقال لهم «اتركوه حتى لا يصبح بيت الله عز وجل لعبة بأيدى الملوك والخلفاء فتذهب هيبته من صدور الناس».
وفضل هذا الحطيم أن من صلى فيه فكأنما صلى داخل الكعبة لأنه جزء منها. وعندما طلبت السيدة عائشة من النبى صلى الله عليه وسلم أن تصلى داخل الكعبة أخذ بيدها وقال لها صلى فى هذا الحطيم فهو قطعة من البيت. ويوجد قبر سيدنا اسماعيل عليه السلام فى الحجر.
بئر زمزم
زمزم هى بئر تقع فى الحرم المكى على عبد 20 متراً عن الكعبة وهو من الأماكن المقدسة للمسلمين لما يحمله من معان دينية وعمق البئر 30 متراً وقصتها كما وردت عن النبى فى صحيح البخارى كتاب أحاديث الأنبياء أنه لما قدم النبى ابراهيم إلى مكة مع زوجته هاجر وولديهما اسماعيل وأنزلهما موضعاً قرب الكعبة التى لم تكن قائمة آنذاك وتم تركهما لوحدهما فى ذلك المكان ولم يكن مع هاجر سوى حافظة ماء صغيرة مصنوعة من الجلد سرعان ما نفدت وودعهما ابراهيم حتى جاوزهما مسافة وأدرك أنهما لا يبصرانه فدعا ربه بقوله:
( رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) ) بعدما نفد الماء استهل الطفل بالبكاء ولم تكن أمه تطيق رؤيته يبكى فصدت عنه كى لا تسمع بكاءه وذهبت تسير طلباً للماء فصعدت جبل الصفا ثم جبل المروة ثم الصفا ثم المروة سبع مرات تماما كالسعى الذى شرع بعدها وفى المرة الأخيرة سمعت صوتاً فقالت أغث إن كان عندك خير فقام صاحب الصوت وهو جبريل عليه السلام يضرب موضع البئر بعقب قدمه فانفجرت المياه من باطن الأرض ودنت هاجر تحيط الرمال وتكومها لتحفظ الماء وكانت تقول وهى تحثو الرمال زم زم، زم زم ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم رحم الله أم اسماعيل لو تركته لكانت عينا تجرى أى أن مياهها كانت ستغدا وليست تحت الأرض كما هو حالها ويقال إن المصدر الرئيسى للماء فتحة تحت الحجر الأسود مباشرة طولها 45 سم وارتفاعها 30 سم. ويتدفق منها القدر الأكبر من المياه، المصدر الثانى فتحة كبيرة باتجاه المكبرية «مبنى مخصص لرفع الأذان والإقامة» مقسوم من الداخل فتحتين وهناك فتحات صغيرة بين أحجار البناء. وبئر زمزم لم ينضب أبداً منذ أن ظهر للوجود بل على العكس فهو يمدنا بالمزيد من الماء وصلاحيته للشرب عالمية لجميع الحجاج من جميع أنحاء العالم.
مفتاح الكعبة
وللكعبة «مفتاح» سلمه الرسول?( صلى الله عليه وسلم ) إلى رجل يدعى «شيبة» ويروى عنه أنه قال «خذوها آل شيبة خالدة تالدة لاينزعها منكم إلا ظالم» ومنذ ذلك التاريخ وخلفاء الأمة الإسلامية وملوك هذه البلاد يقدرون سدنة البيت الحرام.
ويحفظ مفتاح الكعبة المشرفة لدى كبير هذه العائلة حتى الآن. وله كيس خاص من القماش تتم صناعته فى مصنع الكسوة ولاتفتح الكعبة إلا لبعض ضيوف المملكة. ويوجد بداخلها بعض السيوف والآثار القديمة والمصابيح وهى معلقة بين عمودين من عمدان الكعبة. كما يوجد بداخلها باب صغير للصعود إلى سفح الكعبة.
«نَمِرة» مسجد يصلى فيه مرة واحدة كل عام
مسجد نمرة هو المسجد الذى صلى فى موضعه النبى صلى الله عليه وسلم يوم عرفة. وهو اليوم من المساجد كبيرة المساحة بالسعودية. ورغم ذلك فإنه لا يكفى المصلين فيه الذين يزيد عددهم كل عام على 3 ملايين حاج.
والمسجد كله ليس من عرفات. بل الجزء الغربى الذى به محرابه ومنبره لا يدخل ضمن حدود عرفة والصلاة فيه جائزة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى به.
تقام بالمسجد صلاتا الظهر والعصر جمعا من كل عام حيث يستمع الحجيج إلى خطبة عرفات ويسمى مسجد إبراهيم عليه السلام ومسجد عرفة.. وكان قبل عهد آل سعود مسجدا صغيرا يصلى فيه الحجاج لا تزيد مساحته على 166 مترا طولا وعرضا لا يتجاوز 153 مترا.
فأصبح الآن يتسع ل300 ألف مصل ومساحته أكثر من 27 ألف متر مربع تكلف 337 مليون ريال سعودى.
فى هذا المكان المبارك خطب النبى صلى الله عليه وسلم خطبته الشهيرة فى حجة الوداع.
وفى هذا المكان أيضا قرأ على بن طالب سورة «براءة» عندما طلب النبى صلى الله عليه وسلم ان يبلغها عنه براءة بأنه لا يحج بعد هذا العام مشترك وألا يطوف بالبيت عريان.
ونمرة فى الأصل قرية خارج عرفة.. أقام فيها النبى صلى الله عليه وسلم. ثم سار منها إلى بطن الوادى حيث صلى الظهر والعصر جمعا وخطب.. وهو فى حدود عرفة فى بطن عرفة.
جبل عرفات
يقول الإمام محمد متولى الشعراوى رحمه الله إن كلمة «عرفة» أصبحت الآن علما. ولكن لتسميتها أكثر من قصة.. فقد قيل إن آدم وحواء حينما هبطا من الجنة امتثالا لأمر الله هبط آدم فى مكان وحواء فى مكان آخر.
وظلا يبحثان عن كليهما حتى تلاقيا فى هذا المكان فسمى «عرفة». وقد هبط آدم فى عالم واسع وغريب بمفرده ينظر حوله فلا يجد بشرا مثله. فإذا رأى بشر فيقابله باشتياق شديد.
من هنا فرق الله بين آدم وحواء فى الأرض ليبحث كل منهما على الآخر بحث اشتياق. فإذا التقيا تمسك كل منهما بالآخر ولا يضيعه.
وهناك حادث دينى ارتبط بجبل عرفات، وأتصلا اتصالا مباشر بمهمة احد أنبياء الله فوق سطح الأرض. وهو ما يخص النبى إبراهيم الخليل عليه السلام. حين اصطحبته الملائكة لكى يقيم مع زوجته هاجر فى منطقة مكة وعرفات.. من قبل أن يشارك هو وابنه إسماعيل عليهما السلام..لقنوه كيف يصلى لله ويعبده وحده دون شريك له.
ويؤكد العلاقة «ياقوت الحموى» فى معجمه الشهير «معجم البلدان» على ذلك بقوله: إن جبرائيل عليه السلام قد عرف إبراهيم الخليل وتعلم الصلاة. فلما أوقفه فوق جبل عرفات سأله جبرائيل: هل عرفت؟. قال نعم.
ويبقى هنا أن نذكر وقوف الرسول صلى الله عليه وسلم فوق جبل عرفات مستندا على عمود صخرى. يقال إنه لا يزال موجودا حتى الآن ليلقى خطبة الوداع إيذانا باكتمال رسالة الإسلام : والتى ختمها بقوله تعالى «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت الإسلام دينا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.