تستأنف محكمة جنايات القاهرة اليوم السبت سماع مرافعة الدفاع فى قضية تصدير الغاز لإسرائيل والإضرار بالمال العام بلغ قيمته 714 مليون دولار والمتهم فيها وزير البترول الأسبق سامح فهمى، ومن قيادات وزارة البترول ورجل الأعمال الهارب حسين سالم . يأتى ذلك بعد أن استمعت المحكمة اول امس لمرافعة نيابة أمن الدولة العليا، التى طالبت بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين والمدعين بالحق المدنى، الذين وصفوا المتهمين بالعصابة المحتكرة التى تآمرت على الأمة العربية لحساب العدو الصهيونى وأفقروا الشعب بعد أن عاشوا فى النعيم وحدثت العديد من المشادات بين المدعى بالحق المدنى وأهالى المتهمين، الذين انزعجوا من مرافعته وقام أحدهم بركل الكردون الأمنى. تعقد الجلسة برئاسة المستشار بشير أحمد عبد العال بعضوية المستشارين عبد العزيز التونى وطارق أبوزيد رئيس المحكمة بحضور تامر الفرجانى وأحمد البحراوى المحامين العامين وأمانة سر ممدوح غريب وأحمد رجب. وطالب جميل سعيد، دفاع سامح فهمى الخميس تأجيل مرافعته لإتاحة الفرصة له للرد على مرافعة النيابة العامة لأن المحكمة خصصت له ا السبت لسماع مرافعته. واستهل المستشار بشير أحمد عبد العال الجلسة قائلا : على مدار 25 جلسة حتى اليوم نظرت فيها محكمتنا هذه القضية والتى كانت بعض جلساتها تستمر حتى ساعات متأخرة من الليل أتعبت أجسادنا وتألمنا ولكن سرعان ما كان يزول ويضحى انتعاشا وراحة وقوة وأصبحت الجلسة تلو الأخرى والمحكمة كلها آذان صاغية لم تتألم ولم تصادر على أى رأى كان وكان عمادها الحلم ويسرت للدفاع أداء مهمته وأزالت لهم الصعاب وما كان هذا ضعفا منها فى إدارة الجلسة بل كان استحقاقا لقدرة الله وإيمانا منها بأن ولاية القضاء ليست بالأمر الهين. وأشار إلى أنه يريد أن يلقى كلمة أخيرة ويريد إرسالها للجميع وهى أنه دائما كان يطلب من الدفاع أن يتحدث باللغة العربية كحديث المحكمة لأنه لاحظ من وقت قريب أن هناك غدرًا قد لحق باللغة العربية. واستمعت المحكمة إلى مرافعة المدعين بالحق المدنى وعلى رأسهم المحامى عثمان الحفناوى الملقب بمحامى الشعب والذى بدأ مرافعته بتلاوة الآية الكريمة " وثمود الذين جابوا الصخر بالواد" ثم بإلقاء التحية على شهداء الثورة ورجال ثورة مصر. وأضاف فى مرافعته: إننا اليوم ليس بصدد قضية تصدير الغاز لإسرائيل ولكن قضية الخيانة والغدر والعدوان وهى قضية تآمر على الشعب المصرى بما فيها من استهزاء وإهانة وإهدار للمال العام ولكنها ليست قضية بيع الغاز بالمخالفة للقانون ولكن قضية تخريب الوطن والإضرار بثرواته وهى قضية وأن المتهمين فسدوا وأفسدوا من خلال إعطاء الأمر المباشر مما أضاع مال الشعب ووصفهم بالمحتكرين الذين أصابوا الشعب بالافتقار وأصابوا الاقتصاد المصرى بالكساد والانهيار بعد أن نهبوا ثروات الدولة، وأضاف بأن المتهمين كونوا تشكيلا عصابيا وعقدوا العزم وبيتوا النية على بيع الغاز بأسعار بخسة بعد أن حنثوا فى القسم ولعبوا بمقدرات الشعب. ووجه حديثه للمتهمين داخل قفص الاتهام، قائلا: أى ضمير الذى يحكمكم نهبتم ثروات الشعب بلا وازع من ضمير أو رحمة من أجل عدو صهيونى فالقضية ليست قضية أمة ولكن الشرق الأوسط بأكمله، وصاح بصوت مرتفع: سكنتم القصور وتركتم الشعب يعيش فى القبور، وتساءل مستنكرًا قائلا هل أنتم آدميون هل أنتم مصريون ؟!! وهنا ثار أهالى المتهمين من مرافعته وصاحت إحدى أقارب المتهمين قائلة "إيه أنت اللى بتقوله ده"، وقام آخر بالانفعال وركل الكردون الأمنى بقدمه وغادر قاعة المحكمة غاضبا فقامت المحكمة بالنداء عليه إلا أنه انصرف. واعتبرت المحكمة أن ما حدث إهانة وذكرت بأن هناك قانونا يقضى بالحبس لمدة 24 ساعة وبعدها رفعت المحكمة الجلسة. وحدثت مشادة كلامية مع المصورين الصحفيين وأهالى المتهمين بسبب التصوير بعد أن انتابتهم ثورة عارمة وتجنبهم الصحفيين منعا للاحتكاك ومراعاة لحالتهم النفسية السيئة ولم يبادلوهم الإهانات.