الحكومة تبعث برسالة اطمئنان لجميع المستثمرين| مدبولى: إزالة أي تحديات تواجه مشروعات القطاع الخاص    حصاد الوزارات.. وزارة الصحة تكشف 7 طرق للحماية من الإصابة بضغط الدم    هذا هو مستقبل مصر المشرق    44 ألف طن قمح رصيد صوامع الغلال بميناء دمياط اليوم    "المتحدة" توقع عقد شراكة مع تريد فيرز لتنظيم معرضى Cairo ICT وCAISEC    جمعهما لقاء سابق.. عبد الرحيم علي: المدعي العام للمحكمة الجنائية رجل عنيد يبحث عن العدالة    الصحة العالمية: ثلثا مستشفيات غزة خارج الخدمة بسبب أوامر الإخلاء والحرب    خبراء أمريكيون: تراجع حملة بايدن لجمع التبرعات عن منافسه ترامب خلال أبريل الماضى    رئيس لجنة الحكام يحضر مباراة الترسانة وحرس الحدود فى دورة الترقى    سام مرسي يتوج بجائزة أفضل لاعب في «تشامبيونشيب»    النيابة بحادث ميكروباص أبو غالب: انتشال جثث 11 فتاة وفقد 5 ونجاة 7 وإصابة 2    6 يونيو المقبل الحكم بإعدام المتهمة بقتل طفلتيها التوأم بالغردقة    موعد وقفة عيد الأضحى وأول أيام العيد 2024    القبض على طالب دهس سيدة بسيارته فى منطقة مصر الجديدة    ضبط المتهمين باختطاف شخص بسبب خلاف مع والده فى منطقة المقطم    محمد صبحى: تقدم الجامعات المصرية بالتصنيفات الدولية بلورة لتوجيهات القيادة السياسية    الصحة تفتتح الدورة التدريبية بجلسة "الكبسولات الإدارية فى الإدارة المعاصرة"    إقبال السياح على مكتبة مصر العامة بالأقصر (صور)    وزير الرى: 70 % من استهلاك المياه في الزراعة وإنتاج الغذاء    تضامن الفيوم تنظم قوافل طبية تستهدف الأسر الفقيرة بالقرى والنجوع    وزير الصحة يفتتح الجلسة الأولى من تدريب "الكبسولات الإدارية في الإدارة المعاصرة"    لمواليد برج الجوزاء.. توقعات الأسبوع الأخير من شهر مايو 2024 (تفاصيل)    السكة الحديد: تخفيض سرعة القطارات على معظم الخطوط بسبب ارتفاع الحرارة    مجلس الوزراء يبدأ اجتماعه الأسبوعي بالعاصمة الإدارية لبحث ملفات مهمة    «جولدمان ساكس»: تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة لمصر ستصل إلى 33 مليار دولار    مسابقة 18 ألف معلم 2025.. اعرف شروط وخطوات التقديم    أحمد أيوب ل"هذا الصباح": ثبات موقف مصر تجاه فلسطين أقوى رد على أكاذيب إسرائيل    مصدر رفيع المستوى: ممارسة مصر للوساطة جاء بعد إلحاح متواصل للقيام بهذا الدور    موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بورسعيد    كيفية الحفاظ على كفاءة التكييف في فصل الصيف    العمل تنظم فعاليات "سلامتك تهمنا" بالمنشآت الحكومية في المنيا    أبرزهم بسنت شوقي ومحمد فراج.. قصة حب في زمن الخمسينيات (صور)    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    عاجل..توني كروس أسطورة ريال مدريد يعلن اعتزاله بعد يورو 2024    "لحصد المزيد من البطولات".. ليفاندوفسكي يعلن البقاء في برشلونة الموسم القادم    افتتاح ورشة "تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية" في شرم الشيخ    تريزيجيه جاهز للمشاركة في نهائي كأس تركيا    جوارديولا: أود مشاركة جائزة أفضل مدرب بالدوري الإنجليزي مع أرتيتا وكلوب    بروتوكول تعاون بين نقابة السينمائيين واتحاد الفنانين العرب و"الغردقة لسينما الشباب"    الأكبر سنا والمربع السكني.. قرارات هامة من «التعليم» قبل التقديم للصف الأول الابتدائي 2024    فدوى مواهب تخرج عن صمتها وترد على حملات المهاجمين    الأزهر يطلق صفحة مستقلة بفيس بوك لوحدة بيان لمواجهة الإلحاد والفكر اللادينى    سفير الاتحاد الِأوروبى بالأردن: "حل الدولتين" السبيل الوحيد لحل القضية الفلسطينية    بإجمالي 37.3 مليار جنيه.. هيئة قناة السويس تكشف ل«خطة النواب» تفاصيل موازنتها الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    تعديلات جديدة على قانون الفصل بسبب تعاطي المخدرات    رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر يتابع أعمال التطوير بالقطاعين الشرقي والشمالي    سيدة «المغربلين»    هكذا تظهر دنيا سمير غانم في فيلم "روكي الغلابة"    الرئيس الصيني: السياحة جسر مهم بين الشعبين الصيني والأمريكي للتواصل والتفاهم    طلاب جامعة القاهرة يحصدون المركزين المتميز والأول فى مسابقة جسر اللغة الصينية    5 نصائح غذائية للطلاب خلال فترة الامتحانات من استشارية التغذية    51 مباراة دون هزيمة.. ليفركوزن يسعى لمواصلة كتابة التاريخ في موسم استثنائي    البيت الأبيض: إسرائيل وافقت على طلبات أمريكية لتسهيل إيصال المساعدات إلى غزة    طريقة صنع السينابون بالقرفة.. نكهة المحلَّات ولذَّة الطعم    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    اجتماع الخطيب مع جمال علام من أجل الاتفاق على تنظيم الأهلي لنهائي إفريقيا    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زيارة المفتى للقدس تفجر بركانَ الغضب الشعبي
نشر في المصريون يوم 20 - 04 - 2012

أثارت زيارة الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية، إلى الأراضى المحتلة تحت دعوى الصلاة فى المسجد الأقصى بصحبة شخصيات من الديوان المالكى الأردنى جدلاً واسعًا بين رجال السياسة معتبرين أن تلك الزيارة لاداعى لها، خاصةً أنها تمت تحت الحصار الإسرائيلى وشن البعض حربًا على المفتى، معتبرين أن الكيان الصهيونى سيستخدم زيارته سلاح من أسلحة التطبيع ويخدم الكيان العبرى بهذا الشكل، معتبرين أيضًا تلك الزيارة لاتقبل وجهات النظر المختلفة لأنها قضية وطنية سالت الدماء من أجلها وبالتالى ستؤدى إلى ترسيخ وتكريس هذا الاحتلال، ولكن إسرائيل تهلل لمثل هذه الزيارات وترحب بها بشدة ووصف البعض ما أقدم عليه المفتى بأنه انتحار سياسى ودينى بسبب هذه الزيارة وقام بالقضاء على نفسه، لأن ذهابه إلى القدس كارثة لأن ذلك يجعل إسرائيل تظهر للعالم على أنها واحة للتسامح الدينى ولن تترك القدس باعتبار أن المسلمين و المسحيين يأتون إلى الأراضى المحتلة و يأتى مفتى الديار المصرية الذى يجلس على رأس مؤسسة الإفتاء الأولى فى مصر، ورفض أيضًا رجال السياسة مافعله جمعة باعتبار ذلك يعطى شرعية للكيان الصهيونى الذى يشترط لدخول مدينة القدس أن يضع ختمه على جوازات السفر وتأشيرات الدخول، مؤكدين أن موقف الأزهر الشريف والكنيسة المصرية السابق يؤكد عدم زيارتها إلا بعد تحريرها من الصهاينة المغتصبين.. وهذا ما تسرده "المصريون" فى سطورها التالية:
فى البداية يقول الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الديار المصرية: إن فضيلة المفتى شخصية دينية كبيرة ومواقفه الفعلية تؤكد رفضه التام لجميع أشكال التطبيع والتعاون المباشر وغير المباشر مع العدو الصهيونى وتاريخه يشهد بذلك.
وأشار إلى أن هناك فرقًا بين التطبيع الذى يعنى ذهاب وفود رسمية من مصر إلى إسرائيل بتسهيلات وتأمينات أمنية وتأشيرات إسرائيلية، وبين هذه الزيارة التى جاءت فى إطار علمى و تمت بإشراف تام من الديوان المالكى الأردنى وذهب لافتتاح مشروع علمى وهو كرسى الإمام الغزالى للدراسات الإسلامية الذى قام بتأليف كتاب إحياء علوم الدين فى المسجد الأقصى عندما قام بزيارته فى عهد الصلبيين، مضيفًا أن مساندة السجين لا تعنى الاعتراف بالسجّان فالدكتور على جمعة يؤكد ذلك قولاً وفعلاً، وعندما يذهب فضيلة المفتى كعضو فى مؤسسة آل البيت الملكية معنى ذلك أن الديوان هو المشرف على شئون المسجد الأقصى وعلى المزارات المقدسة فى القدس الشريف ولا يحتاج عضو الديوان إلى أى تأشيرة أو تعامل مع السلطات الإسرائيلية أيًا كان، وقام بافتتاح المشروع العلمى، وقام بصلاة ركعتين فى مسجد البراق، وكان تحت حراسة أردنية ولا تواجد لأى من السلطات الإسرائيلية فى هذه الزيارة.
وعن الجدل الذى أثير حول زيارة مفتى الجمهورية إلى القدس،قال نجم: ذلك يرجع إلى طبيعة المرحلة والظروف السياسية التى تشهدها مصر وجعلته نوعًا من الجدل السياسى والأيدلوجى، ولكن كل ما نتمناه أن نحترم وجهات النظر المختلفة، ولكن لابد أن تتم فى إطار من أدب الاختلاف الذى علمه الإسلام.
ويرى الدكتور ضياء الدين رشوان، رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: إن زيارة المفتى إلى القدس المحتلة تطرح حولها العديد من التساؤلات، لأنه سلوك يدان عليه ليس من زاوية التطبيع مع إسرائيل أو غيرها بل لأنه ليس من حق مسئول وهو رمز للإسلام والمسلمين فى مصر أن يتخذ قرارًا فرديًا يمس مصالح المسلمين وهذا الأمر مرفوض وغير لائق بعد ثورة 25 يناير، لأننا فى دولة مؤسسية فيها تشاور وأخذ الرأى وبرلمان وفيها جهات كثيرة يجب أن تكون شريكة فى هذا القرار الذى اتخذه الدكتور على جمعة، وما فعله سيسبب ضررًا للمؤسسة الدينية الإسلامية فى مصر.
أما الدكتور عمرو هاشم ربيع، مدير وحدة النظام السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية فقد علق قائلاً: إن زيارة الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية ستجعلنا فى مأزق غير عادى، ولم يكن لها أى داعٍ، مشيرًا إلى أن ذلك يسىء إلى المصريين، مؤكدًا أن البابا شنودة كان يرفض أن يزور أى من المسيحيين الأراضى المحتلة، إلا بعد جلاء الاحتلال منها، وبالتالى ذلك سيفسر من قبل الكيان الصهيونى على أنه تطبيع دينى، وقد يتبع ذلك العودة إلى إقامة مولد أبو حصيرة، وفتح الباب للمسلمين أو المسيحيين لزيارة القدس وستتمثل على أنها زيارات دينية لكنه أمر خطير.
ويضيف الدكتور السعيد كامل، رئيس حزب "الجبهة الديمقراطية": أن مصر أصبحت أشبه بالمسرح الكبير والكل يرغب أن يصعد إلى منصته لكى يصفق له الجمهور ولكسب الكثير من التأييد ويبدو أن ذلك امتد إلى الأزهر ورجال الدين، مشيرًا إلى أن زيارة المفتى فى هذا التوقيت العصيب الذى تمر به البلاد و فى ظل حالة التوتر المتواجدة بالشارع مرفوضة نهائيًا وبالتالى هى محطة من محطات إثارة الشعب المصرى على الثورة المصرية وانقلابه على كل ما جاءت به وهذا لم يحدث فى عهد نظام المخلوع الذى كانت تربطه علاقات حميمة مع إسرائيل.
وأشار إلى أن ما يحدث بعد الثورة مؤشر خطير جدًا حتى يكفر الشعب ويلعن الثورة المصرية، متوقعًا إقالة المفتى الدكتور على جمعة وحدوث احتجاجات ومظاهرات لأن ما فعله يمثل استفزازًا لمشاعر الشعب المصرى فى وقت حرج.
ويقول الدكتور وحيد الأقصري، رئيس حزب "مصر العربى الإشتراكى": ما حدث من الدكتور على جمعة سقطة لا تغتفر له لأنها وصمة عار فى جبين هذا المنصب الدينى الكبير فى حين أن البابا شنودة قبل وفاته ظل عدة سنوات يمنع المسيحيين من زيارة القدس تحت أى تبرير أو حجة، ولا يمكن أن يخرج عن إطار الخيانة للقضية العربية التى هى القضية الفلسطينية.
وعن تداعيات وعواقب تلك الزيارة قال الأقصرى: سيتم استغلالها من قبل إسرائيل بهدف التطبيع الدينى، فمنذ أيام وجيزة تم فتح أبواب الدولة للمسيحيين لزيارة القدس فالأمر أصبح يشير إلى وجود تخاذل سياسى شديد تحت ضغط من أمريكا وإسرائيل، فإن كانت الثورة لم تثمر ما يعيد كرامة الإنسان المصرى فلا قيمة لأى مؤسسة أو سلطة تنفيذية أو تشريعية على أرض مصر أبدًا.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلى سيستخدم الإعلام الصهيونى كأداة للترويج للتطبيع الدينى كما فعلت بعض القنوات الإسرائيلية.
وتسأل الأقصرى ماذا فعلت يا دكتور على جمعة مفتى الجمهورية مع 65 ألف أسير مصرى عذبتهم إسرائيل، وقتلت منهم الآلاف؟ وذلك من خلال حكم قضائى من المحكمة الإدارية يلزم الحكومة المصرية فى عهد المخلوع بالقصاص من الكيان الصهيونى والحكم سارٍ فى أى عهد؟ وعلى المفتى أن يترك منصبه فورًا.
من جانبه قال الدكتور مجدى حسين ، رئيس حزب "العمل الإسلامى": إن مصر إما أن تتقدم إلى الأمام فى جميع القضايا الداخلية والخارجية أو ستكون أسوأ من عهد الرئيس المخلوع مبارك، فبعد وفاة البابا شنودة يذهب أفواج من المسيحيين إلى القدس ويكسرون قرار الكنيسة بعدم التطبيع الدينى مع إسرائيل وفى نفس الوقت يواكبه موقف غريب جدًا تمثل فيما فعله المفتى بالذهاب إلى المسجد الأقصى.
وأضاف أن تلك الزيارة لابد أن يدان فيها الدكتور على جمعة، وهذا نتيجة السكوت على هذا المفتى الذى كان يجب عزله والإصرار ومواصلة المطالبة بعزله بعد الثورة باعتباره من نفس نظام مبارك ومفتى المخلوع وكل هذه المناصب نتيجة أننا تركناه فهو يريد أن يخدعنا، ويقول إنه ذهب بترتيب من الدولة الأردنية فهذا كلام فارغ ومرفوض، وهو كسر المقدسات حتى الشيخ طنطاوى الذى كنا ننتقده كلما لوح مجرد تلويح بأنه يفكر فى الذهاب إلى القدس لم ينفذ أمنياته والغريب أن المفتى لم يفكر يومًا فى الذهاب إلى غزة وهى تضرب بالصواريخ الإسرائيلية، ولم يصدر فتوى بفك الحصار عن غزة الذى تمارسه السلطات الإسرائيلية.
وأوضح حسين: أنه لابد من حملة شعبية من جميع العلماء من أجل عزل المفتى واعتقد أن هذا التحرك قد بدأ، ولكن لابد أن يستمر وعلينا أن نطهر هذه المواقع الرسمية الدينية من المنافقين، ولابد أن يكون شغل هذه المناصب يتم الاختيار من العلماء بالانتخاب من قبل العلماء وليس من الحاكم سواء من شيخ الأزهر.
وعن تداعيات هذا الأمر قال: إذا كانت لدى إسرائيل تكهنات بأن تلك الزيارة ستفتح الباب بعد الثورة لنوع من التطبيع الدينى فهذا لم ولن يحدث ولكن تداعيات ذلك ستكون على رأس مفتى الجمهورية وتلك التداعيات هى الوحيدة التى ستكون منتظرة، وبالتالى لن يحدث تشجيع إلى أى شكل من أشكال التطبيع لأن الشعب المصرى يرفض ذلك.
ويشير الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، إلى أن زيارة المفتى سقطة فظيعة من رجل يحتل مكانة رفيعة جداً ويبدو أنه اتخذ هذا القرار دون أى إدراك حقيقى لمسئولية ما يفعله وأرجوا ألا يكون ذهب بعد تشاور مع أى جهة سياسية لأن هذا لو تم ستكون الكارثة أكبر وبالتالى على الحكومة أن تكشف لنا عن ملابسات هذا الموضوع، وهل تم بمبادرة شخصية منه، وغير إدراك سياسى لعواقب هذه المسألة أم لا؟ لكن هى زيارة غير مسبوقة لم تحدث أبدًا منذ الاحتلال الإسرائيلى للقدس فى عام 1967 أن قام بزيارتها أى شخصية رسمية باستثناء الرئيس الراحل أنور السادات ووزراء الخارجية الذين ذهبوا من أجل أسباب معروفة، ولكن لم تزرها أى شخصية دينية على الإطلاق والبابا شنودة نفسه حرم على المسيحيين زيارة القدس قبل أن تتحرر، وقال إنه لن يذهب إلا بصحبة إخوانه المسلمين، فكيف يأتى مفتى البلاد ويذهب إلى القدس وهى تحت الاحتلال الإسرائيلى.
وأضاف: ولكن يبدو أن الأمر يدخل فى إطار الصراع مع جماعة الإخوان المسلمين أو مع شخصية مثل الدكتور يوسف القرضاوى الذى أصدر فتوى بتحريم زيارة القدس ولكن هذا النوع من المنافسة أو الصراع السياسى الذى يتخذ مبررًا دينيًا خطر جداً، ولابد من إدانة تلك الزيارة والكشف عن ملابساتها، وربما اعتقد أن الأمر يستوجب ويستحق عقاب المفتى عليها بالخلع إذا كان ذلك جائزاً.
وعن العواقب السياسية التى قد تنتج عن زيارة المفتى، قال نافعة: إذا كانت الحكومة أعطت ضوءًا أخضر لتلك الزيارة ستغطى هذا الأمر، أما إذا كان الأمر مبادرة شخصية فهى مسألة خطيرة، وعلى الحكومة أن تسحبه لأن هذا يضر بصورة الحكومة المصرية ويجرحها.
وعن ما أعلنه الإعلام الإسرائيلى أن الزيارة ستفتح الباب بعد ثورة 25 يناير للتطبيع الدينى، قال: هذا أمر خطير جداً وهل تعنى ذلك إسرائيل أن هناك قنوات اتصالات تجرى مع مسئولين يمثلوا المؤسسات الدينية أو مع جماعات سياسية ذات مرجعية دينية؟، هذا الأمر سيشكل خطرًا ولكن يجب أن نتنبه إلى الألاعيب الإسرائيلية التى دائماً تستهدف توسيع الفجوة بين القوى السياسية المختلفة وضربها فى بعض، والتى تحاول باستمرار تعميق الاعتصامات بين كل القوى السياسية المختلفة، وبالتالى على الجميع الالتزام بالشفافية والمكاشفة السياسية ويظهرون بالضبط نواياهم الحقيقية.
واستبعد نافعة أن يكون هناك خط اتصال قائم بين إسرائيل والجماعات الدينية إلا إذا كان ذلك بتنسيق مع حماس وهو أمر مستبعد.
ويضيف د.جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية جامعة قناة السويس أن زيارة المفتى إلى القدس بهذا الشكل المفاجئ ودون سابق إنذار يعتبر من الناحية السياسية تطبيعًا بشكل واضح وصريح مع الكيان الصهيونى، لأنها لا تتم إلا عن طريق تأشيرة من الدولة العبرية وهذا مطبق على أبناء فلسطين أنفسهم، فكيف لنا أن نصدق ما قاله فضيلة المفتى مؤخرًا بأن الزيارة كانت بناءً على دعوة من آل البيت فى الأردن ثم اصطحبوا فضيلته فى زيارة إلى مدينة القدس وأداء الصلاة فى المسجد الأقصى.
وناشد زهران المفتي أن يتقدم بالاعتذار للشعب المصرى والفلسطينى وكل القوى السياسية عن هذا الخطأ الجسيم.
وأضاف: كان يجب عليه أن يتحسس مواقفه، لأنه من الرموز التى يحتذى بها من الناحية الشرعية فكان يجب عليه أن يستشير علماء الشريعة والسياسة فى هذا الأمر قبل أن يقدم على فعل هذه الخطوة التى من شأنها يمكن أن تحدث فتنة طائفية بين أبناء الوطن.
وأوضح الدكتور قدرى سعيد، رئيس وحدة الدراسات العسكرية بمركز الأهرام أن هذه الزيارة لا يمكن أن تكون دون اتفاق وتنسيق مسبق مع المجلس العسكرى، متسائلاً كيف يقوم فضيلة المفتى بهذه الزيارة دون أن يتم تمهيد مسبق لها خاصة مع التيارات الدينية فى مصر.
ووصف هذه الزيارة بأنها بمثابة تطبيع كامل مع العدو الإسرائيلى وإعطائه شرعية كاملة على الأراضى الفلسطينية المحتلة، وخصوصًا مدينة القدس التى يسعى الكيان الصهيونى لجعلها عاصمة أبدية لإسرائيل.
وطالب المفتى بتقديم أسباب واضحة لهذه الزيارة التى كانت غير متوقعة على قلب كل عربى ومسلم، وذلك لرأب الصدع الذى يمكن أن يحدث بين التيارات الدينية فى العالم العربى.
ويضيف: أتوقع أن يكون لهذه الزيارة أسباب سياسية، خاصة بعد تصريح السيد محمود أبو مازن منذ أسبوع بأن هناك احتمالا للوصول إلى اتفاق مع إسرائيل على بعض الأمور المتعلقة بالمطالب الفلسطينية، وذلك فى ظل انحسار ملحوظ للكيان العبرى فى العالم أجمع بعد اعتراف اليونيسكو بالدولة الفلسطينية، كما يمكن لتلك الزيارة أن تعطى للدولة العبرية شيئاً من الطمأنينة نتيجة حصول التيارات الإسلامية فى دول الربيع العربى، وخاصة مصر على نصيب لا بأس به فى إدارة شئون البلاد، مما أدى ذلك إلى تخوف للكيان الصهيونى على أمنه ومستقبله فى المنطقة العربية، مشيرًا إلى أن أى عمل سياسى فى مصر الآن لابد أن نجدد فيه عنصرًا دينيًا.
وأبدى الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية دهشته تجاه هذا القرار الخطير الذى اتخذه المفتى وخاصة فى هذا التوقيت بالذات، وقال إن هذه الزيارة هى بمثابة اختراق خطير لمبدأ التطبيع مع الاحتلال الصهيونى للأراضى الفلسطينية، وكان هذا الموضوع متفقًا عليه من قبل كل التيارات العربية سواء كانت إسلامية أو مسيحية، وكان البابا شنودة الثالث مثالاً للالتزام الوطنى فلم يجرؤ أحد فى عصره على زيارة المقدسات المسيحية فى مدينة القدس المحتلة.
وأضاف أن هذه الزيارة سوف تعود بالنفع الكبير على إسرائيل، حيث إن الزيارة سوف تعزز من الانطباع لدى العالم أجمع بأن الدولة العبرية هى كيان مقبول ومعترف به من قبل العرب وعلى رأسهم علماء الدين الإسلامى والمسيحى، حيث سبق ذهاب فضيلة المفتى فى إقامة المسيحيين لجسر جوى بين مصر وإسرائيل لزيارة مقدساتهم فى القدس الشريف وكل هذا سوف يؤدى بالطبع إلى قيام الصهاينة بمزيد من التصعيد للحصول على أكبر قدر من المكاسب السياسية وإقامة المزيد من المستوطنات، مطالباً المفتى الدكتور على جمعة بإيضاح أسباب هذه الزيارة المرفوضة من قبل كل القوى والتيارات الدينية والسياسية فى مصر.
من ناحيته، أعرب الدكتور محمد السعيد إدريس، رئيس وحدة دراسات الخليج وإيران بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاقتصادية عن استيائه للزيارة التى قام بها فضيلة المفتى الدكتور على جمعة إلى مدينة القدس الشريف، واصفاً هذه الزيارة بأنها عبارة عن تطبيع كامل مع الصهاينة من قبل رجال الأزهر فى المقام الأول ثم التيارات الإسلامية والسياسية داخل المجتمع المصرى وذلك لأن فضيلة المفتى يمثل رمزًا من رموز المجتمع المصرى.
ووجه اللوم إلى فضيلة المفتى، قائلاً: أين كان فضيلة المفتى عندما كان الكيان الصهيونى يقومون بعملية التهويد للقدس، والمحاولات المستمرة لهدم المسجد الأقصى، كما أقول له ألم تسمع تصريحات نتنياهو الأخيرة التى يقول فيها إن القدس هى عاصمة أبدية لإسرائيل، فكان يجب على فضيلة المفتى أن يكون من أول الرجال الذين يقومون بعملية الحشد الشعبى بمفوهمها العام من قبل الشعوب والحكام وذلك لإيقاف هذه المهزلة التى تحدث على أرض فلسطين، وبدلاً من أن يقوم بهذا الواجب، نجده من أول المتقدمين للتطبيع مع الكيان الصهيونى الغاشم.
ويضيف إدريس أن هذه الزيارة بدورها سوف تؤدى إلى حدوث خلخلة بين كل تيارات الشعب المصرى، كما ستحدث انقسامًا فى وحدة الصف بين كل التيارات الدينية فى العالم الإسلامى، مما يؤدى إلى أمور لا تحمد عقباها فى الوقت الراهن وفى المستقبل.
ويشدد جمال عبد السلام، رئيس لجنة القدس باتحاد الأطباء العرب على ان ما فعله المفتى لا توجد فيه وجهات نظر، حيث إنه لا يمكن دخول مدينة القدس لأى أحد دون الحصول على تأشيرة من قبل الكيان الصهيونى، مضيفاً أن فضيلة المفتى بهذه الزيارة يكون قد أعطى شرعية كاملة للكيان المغتصب على الأراضى المحتلة كما يعتبر هذا بمثابة تطبيع كامل مع الاحتلال اليهودى للأسف من أحد الرموز الدينية فى العالم الإسلامى.
وأشار إلى أن هناك الكثير من العلماء الذين أفتوا بعدم جواز زيارة القدس، نظرًا لوقوعها فى يد الاحتلال الصهيونى، وتلك الزيارة فى ظل الاحتلال حتى لا تعتبر بمثابة اعتراف كامل بشرعية الكيان الغاصب على أرض الواقع، وكان على رأس هؤلاء الدكتور يوسف القرضاوى والشيخ عكرمة صبرى.
ويضيف أن الأراضى الفلسطينية المحتلة لها رجالها وهم لا يحتاجون إلا الدعم المادى والمعنوى من قبل العالم العربى والإسلامى.
كما وجه عبد السلام رسالة لفضيلة المفتى، قائلاً: أين كنت يا فضيلة المفتى طوال هذه السنوات التى ذاق فيها الشعب الفلسطينى الأمرين من أعمال الهدم والاعتقال والتشريد وتجريف الأراضى والحصول عليها بالقوة من قبل الاحتلال الصهيونى، فلماذا لم تتذكر إلا الآن.
وتابع: إذا كنت يا فضيلة المفتى تريد أن تقدم شيئًا حقيقيًا للقضية الفلسطينية، فعليك أن تقوم بحشد التأييد والدعم للشعب الفلسطينى بين الشعوب العربية والمجالس الأممية، كى يسترد الشعب الفلسطينى أرضه وعلى رأسها مدينة القدس للحفاظ على المقدسات الإسلامية من قبل العدوان الإسرائيلى ولكى تكون عاصمة للدولة الفلسطينية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.