علمت المصريون أن القيادة السياسية تعكف حاليا علي دراسة عددا من الملفات لقيادات أمنية تمهيدا لاختيار أحدهم وزيرا للداخلية خلفا للواء حبيب العادلي الذي تتزايد احتمالات خروجه من الوزارة في التشكيل الوزاري القادم . وكشفت مصادر أمنية أن خروج العادلي ليس مرتبطا باعتراضات علي أسلوبه في إدارة الملف الأمني بقدر ما هو تحفظات علي استمراره لمدة طويلة في الوزارة .. وهو ما يخالف العرف الجاري في الوزارة خاصة في فترة حكم مبارك . وأوضحت المصادر أن هذه الملفات تخص كل من اللواء صلاح سلامة محافظ كفر الشيخ الرئيس السابق لجهاز مباحث أمن الدولة واللواء أحمد همام عطية محافظ أسيوط واللواء محمد شعراوي مدير الأمن العام واللواء حسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة . وأشارت المصادر إلي أن القيادات السياسية تفاضل حاليا بين الأسماء لاختيار خليفة للعادلي ، وإن كانت الترشيحات تصب في اتجاه القيادات الأمنية التي أمضت مدة طويلة في خدمة جهاز مباحث أمن الدولة ، استمرارا للسياسية المعمول بها حاليا . وظهر في بورصة الأسماء المرشحة لخلافة العادلي اللواء عبد المجيد سليم مدير أمن المنيا الذي حقق نجاحات كبيرة في السنوات الأخيرة فيما يخص ملف الجماعات الإسلامية ، ونجاحه في تطهير محافظة المنيا من ظاهرة الأسلحة المهربة وغير المشروعة والتي عانت منها المحافظة سنوات طويلة . ويعزز من التكهنات التي تشير إلي قرب رحيل العادلي وجود اعتراضات أمريكية علي استمراره خصوصا بعد تورط أجهزته في العديد من التجاوزات الأمنية قبل وأثناء العملية الانتخابية وعدم نجاحه التام في التعامل مع ملف العنف في سيناء وفشله في التعامل مع تفجيرات طابا وشرم الشيخ التي أكدت أن هناك خللا أمينا في التعامل مع هذا الملف . واستبعدت المصادر وجود أي احتمالات لاستمرار العادلي في منصبه مشيرة إلي أن قرار إبعاده اتخذ من فترة طويلة ولم يتبق إلا توقيت صدروه فقط أثناء التغير الوزاري حتى لا تعطي هذا انطباعا بوجود حالة من عدم الاستقرار الأمني .