تبحث إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إنشاء تحالف عسكرى عربى – أمريكي، بمشاركة إسرائيل، لتشكيل جبهة قوية لمواجهة إيران فى المنطقة وهو ما رآه خبراء بأنه قد يكون غير مقبول للعديد من الاعتبارات القومية. وقال مسئولون فى إدارة ترامب، إن التحالف سيضم "حلفاء أمريكا العرب وهم: السعودية، الإمارات مصر والأردن بهدف القيام بعمليات مخابراتية مشتركة مع إسرائيل لمساعدتهم "فى مواجهة عدوهم المشترك إيران". إلا أن الخبراء أكدوا أن عدم إيجاد حل لقضية الصراع العربى الفلسطينى سيجعل إمكانية تحقيق تحالف عربى إسرائيلى أمرًا صعبًا. وقال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن "الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكى ترامب، اقترحت إنشاء ناتو عربى، وتحدث عن هذا المشروع مايكل فالن مستشار ترامب للأمن القومي، الذى تمت إقالته مؤخرًا، تسعى من خلاله الولاياتالمتحدة للدفاع عن السياسات الأمريكية وأن يكون موجهًا بالأساس إلى إيران ويتم إنشاؤه على ثلاث مراحل". وأضاف ل"المصريون": "المرحلة الأولى ستركز على تكوين تحالف بين مصر والإمارات والأردن والكويت، على أن تتم إضافة دول من التعاون الخليجى إليه فى المرحلة الثانية، بجانب من يرغب من دول المنطقة المغربية، ثم المرحلة الثالثة وتضم إسرائيل والدول العربية الأخرى". وأشار إلى أن "المقترح وإن كان جيدًا، لكنه غير قابل للتطبيق فى الوقت الحالى لعدة اعتبارات؛ أهمها صعوبة وجود تنسيق عربى إسرائيلى حاليًا، وأن مصر رافضة للدخول فى أى تعاون أمنى أو استراتيجى مع إسرائيل إلا بعد أن تتخلى إسرائيل عن الأراضى العربية المحتلة وتقبل بقيام دولة فلسطينية". ولفت إلى أن "مصر سترفض حتى لو وافقت عليه بعض دول الخليج، وإن اصطدم ذلك بالمصالح الأمريكية"، مشددًا على أن "الأولويات الوطنية لمصر، تتطلب عدم دخولها فى أية تحالفات إقليمية تضغط عليها فى قضايا معينا". وقال إن "هذا هو توجه الرئيس السيسى وأنه سيأتى على غير رغبة الرئيس الأمريكى الجديد الذى يقدر مصر ورئيسها إلا أن مواجهة ترامب لمشكلات قد تطيح به من الحكم يجعل من مخالفته هو أمر غير مقلق". من جهته، قال الدكتور عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "قبول مصر للانضمام فى تحالف أمنى مع الكيان الصهيونى هو أمر وارد، نتيجة وجود تقارب كبير بين الجهتين، وإسرائيل نفسها أعلنت عن عزمها إنشاء تكتل سنى لمواجهة الإرهاب السنى والشيعة فى إيران، كما أن مصر أصبحت لديها تنسيق على مستوى مع المسئولين الإسرائيليين، والرئيس السيسى يبنى استراتيجيته على محاربة الإخوان بالتقارب مع إسرائيل". وأوضح الأشعل ل"المصريون"، أنه "فى حال تحقق هذا التحالف فإنه يدعم إنشاء مشروع توطين الفلسطينيين فى سيناء، ورغبة فى خدمة الكيان الصهيوني"، لافتًا إلى أن "السيسى ليس لديه رؤية واضحة فى أمر الانضمام للتحالف، خاصة وأن انضمامه يعنى أنه سيعادى الجانب الروسى الداعم لإيران، مع أن مصر نفسها حققت تقاربًا مع القيادة الإيرانية مؤخرًا وهو ما تسبب فى غضب سعودي".