قال الكاتب الصحفي جمال سلطان، رئيس تحرير "المصريون"، إن ظاهرة اليمين المتطرف اخترقت أماكن لم يتوقع أحد أن تخترقها ،حيث أن اليمين المتطرف يتنامى ويتصاعد في فرنسا وألمانيا وهما مهد الفكر الفلسفي الحديث. وأضاف - خلال استضافته في برنامج ملفات خليجية مع الإعلامي عبدالعزيز قاسم والذي يبث على قناة "فورشباب" الساعة 2 ظهر كل يوم جمعة – "علينا أن نعترف بأننا أخطأنا في التعامل مع الحضارة الغربية والتي هي بالأصل تراث إنساني يهمنا كمسلمين". وشدد على الحاجة الماسة إلى فكر جدير وإلى جيل جديد من الدعاة والمثقفين الذين يتعاطون مع هذه القضايا بشكل يعزز من قيم السلام والإنسانية، وبشكل أكثر اعتدالاً وأوسع أفقًا! وأضاف أن "هناك خطرًا حقيقيًا، فالعالم يقف اليوم على أعتاب مرحلة فكرية جديدة ،وعلى مرحلة أخرى جديدة من الخطر، وهذا أمر يسعدنا من جهة ويقلقنا من جهة أخرى". وأشار إلى أن "الغرب معتل اليوم بالداء الذي كان يتهمنا به، وهذا يبرهن أن التطرف ليس متصل بنزعات دينية أو مناهج تعليمية". من جهة أخرى، قال الدكتور سامي العريان المفكر والناشط السياسي العربي أن اليمين المتطرف يحنّ للماضي، ويخشى من المستقبل، ويجهل الآخر، وهذا الجهل يولد الحقد والكراهية على الإسلام. وأشار العريان إلى أنه لابد ولمناهضة هذا اليمين المتطرف على أن يقوم الكل بدوره، فثمة جوانب عدة، منهاماهو متعلق بالشعوب ومنها ماهو متعلق بالحكومات والمؤسسات. كما بيّن أن استحضار الماضي والحقد والكراهية والتوجس من الآخر والانكفاء على الذات يعد أبرز أسباب تنامي ظاهرة اليمين المتطرف. وذكر العريان أن اليمين في الغرب في حالة صعود وهبوط دائمة وغير مستقرة أن وصعوده الحالي له أسبابه الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، كما أن زعماء اليمين المتطرف دأبهم تشويه الإسلام وحتى لو انتهت "داعش" و"القاعدة" فإنهم سيختلقون فصيلاً متطرفًا يوسمون به الإسلام، بل يذهبون إلى أبعد من ذلك حين ينتقون أبشع صور الجماعات المتطرفة ويجعلونها نموذجًا للإسلام. وذكر أن ترامب لم يكن من الممكن وصوله للرئاسة دون الوضع الاقتصادي -المتردي- والاستقطاب الحاد الذي يعيشه المجتمع الأمريكي، كما أن البيض الذي لا يحملون شهادات صوّتوا أيضا لصالح ترامب. وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية جاءت وفي ذهنها الحرب على الإسلام وأن مفهوم الاعتدال في الغرب، هو ترك أصول الإسلام بالكلية. وذكر أن هناك خمسة أهداف أساسية لترامب يريد أن يبدأ بها في منظومة مشاريعه في الشرق الأوسط وهي الحرب على داعش والقاعدة، والحركات السنية المعتدلة ،ثم علماء السنة اضافة الى صرح التعليم والمؤسسات الخيرية وأخيراً وليس آخر ستكون ايران والأحزاب الشيعية . كما نوه العريان إلى "أهمية استغلال قوتنا الناعمة، وأننا نمتلك الكثير من وسائل الضغط التي لو استخدمناها لقلبنا الموازين لصالحنا فعلى سبيل المثال لو قام رجال الأعمال والحكومات العربية بسحب 1٪ فقط من الاستثمارات من الغرب فإنه وخلال ستة أشهر فقط سيراجع الغرب الكثير من سياساته ومواقفه السلبية تجاهنا، لذا نحتاج أن ننتهز الفرصة ونواجهه الهجمة الشرسة بشجاعة لنقلب الطاولة لصالحنا". وذكر أن المقاطعة الشعبية من الاستراتيجيات الكثيرة التي من شأنها أن توقف السياسات الغربية الحادة تجاه المسلمين . وأضاف: "أنه بإمكاننا اختراق المجتمع الغربي والتأثير عليه ونقل دفة القيادة من المتطرفين إلى العقلانيين وأحزاب الوسط وأنه يجب أن نفهم بن الغرب لا بد له من عدو يقتات منه ويتسلط عليه، وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي بدأ يبحث عن عدو جديد يمارس عليه سطوته". وأوضح أن الغرب كان بين خيارين في رحلة بحثه عن عدو، الصين أو الإسلام.. ولأننا الأضعف والأكثر فرقةً وتشرذمًا كنا الأجدر بتسلطه وعنهجيته. وفي ختام حديثه، قدّم العريان الحلول المثلى لتجاوز هذه الأزمة الحادة مع اليمين المتطرف، وأنه لابد من اجتماع الرؤية والإرادة والعمل كي نختصر الكثير من سنوات العمل؛ فللأمانة هناك مناهضة داخل المجتمع الأمريكي لهذا اليمين المتطرف وعلينا أن نستغل هذه الفرصة لتحسين صورتنا وكسب ثقة المناهضين لليمين المتطرف وتقديم الإسلام بصورته الحسنة والملائمة. من جهته، قال الدكتور محمد البشر أستاذ الإعلام السياسي: "ليس هناك شك أن من يقرأ التاريخ القريب يدرك أن ظهور هذا التيار اليميني المتطرف يدرك أنه جزء من اللعبة الدولية"! واستغرب في الوقت ذاته ممن تفاجأ من فوز ترامب لا سيما وأن صعود هذا اليمين المتطرف حصاد عقدين من الحرب على الأديان والاعتزاز بالحضارة الغربية! وأبدى امتعاضه من "عقليتنا العربية التي تنسى التاريخ القريب وأن كل مانراه هو مزيج بين اليمين المتطرف وسياسة "لا صديق دائم ..المصالح هي من تتحكم" وتساءل: "كيف يهاجم بعض المثقفين والسياسيين الغربيين فوز ترامب وهو ثمرة ما غرسوه في المجتمع من سنوات. وأكمل حديثه قائلاً: "نحن ننسى الكثير ..بوش وضع إيران على رأس دول الشر.. ثم قدم لها هدية لم تكن تحلم بها وهي "العراق"! وحذّر، المسلمين في أمريكا بأن لا يكونوا ورقة تستخدم للعب والمزايدة.. ثم يتم التضحية بهم في أقرب فرصة. وأشار إلى "أننا أمام زوبعة جديدة .. نحتاج معها إلى مناورة متعلقة"، متمنيًا عدم المساس بمبادئنا وثوابتنا الدينية والأخلاقية ونحن نجابه هذه الظاهرة متزايدة التنامي في الغرب.