"مكوجية" مصر قبل استخدام مكاوي البخار والكهرباء كانوا يستخدمون مكواة الرِجل التى تتميز بضخامتها ووزنها الثقيل، ولا يزال قلة من المهنيين يعتمدون على هذه الطريقة ويتخذونها حرفة لتأمين لقمة العيش. وتعبر مكواة الرجل آلة حديدية نموذجية لا تتعطل وغير مكلفة، وتظل صالحة للعمل عشرات السنين طالما يتم الحفاظ عليها من الصدأ، بينما المكواة الحديثة التي تعتمد على الكهرباء والبخار لها عمر افتراضي، وتستهلك طاقة ما يجعل المكوجي يحمل الزبون ثمن كل هذا من خلال زيادة أسعار الكي، كما أن هناك ميزة لمكواة الرجل وهى أن من يعمل بها يمارس الرياضة باستمرار ويبذل مجهودًا كبيرًا ولا يصاب بالسمنة. ومع دخول التكنولوجيا وإقبال المصريين على كي ملابسهم بالكهرباء والبخار تراجع أعداد العاملين فى مهنة كى الملابس بمكواة الرجل وأغلقت محلات كثيرة فهذه المهنة تلفظ أنفاسها الأخيرة وأصبحت على وشك الانقراض الآن فلم يعد يعمل بها سوى أفراد قليلين فلم يتبق فى القاهرة إلا بضعة محال فى الأحياء الشعبية. وتسلط "المصريون" الضوء على عم سيد أقدم مكوجي رجل في مصر، بدأ المكوجي في محله القديم الذي يتصف بالبساطة والغبار يحيطه من جميع الجهات ويظهر العنكبوت الذي يعشش في أعلى حائط المحل وباب خشبي من التراث القديم يرجع إلى مئات السنين منذ 54 عامًا وورث المهنة من نسيبه، مشيرًا إلى أن من يعمل هذه المهنة يجب ألا يتجاوز سنه الأربعين لكي يتحمل حمل حجم المكواة. وأكد "عم سيد" أن هذا النوع من المكاوى يكوى أى "قطعة سواء فستان عروسة أو بدلة عريس أو قميص أو بنطلون أو جلباب بلدى، أو جبة وقفطان وغيرها من الملابس". وتابع: "الشباب المدلع يا بنتى ميقدرش ولا يعرف يشتغل فى المهنة لأنهم بيفضلوا المهن السهلة وفى شباب بتكون غاوية المهنة وبتحب تتعلمها وبتمارسها ومش بتفكر فى أى حاجة تانية" وأضاف أنه عمل منذ أن كان عمره 26 و27عامًا سنوات وبدأ يمسك بالمكواة ويمارس المهنة مشيرًا إلى أن الفضل يرجع إلى نسيبه. مضيفًا: "هو اللي علمني المهنة الشريفة دي"، لافتاً فى حديثه إلى أن "وزن المكواة التى يعمل بها لا يقل عن 25 كيلو ولا يستطيع أى أحد أن يحركها فما بالك بتشغيلها، متابعًا: "مهنتنا دى مهنة محترمة ولازم اللى يشتغل فيها يعامل الناس كويس ويكون أسلوبه حلو مع الزباين عشان يقدر يكسبهم". وأشار عم سيد فى آخر حديثه: "اللى خلى مهنة مكواة الرجل قلت ومبقتش موجودة هو أن أى مكوجى رجل بيموت أولاده بتقفل دكانة ومش بتفتحوا تأنى عشان مش هتقدر على الشغلانه دى". شاهد الصور.. شاهد الفيديو..