اعتبر محللون سياسيون أن الادعاءات عن حمل والدة حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح الرئاسي الجنسية الأمريكية قبل وفاتها دون الكشف عن الوثائق التي تثبت صحة ذلك ما هو إلا وسيلة للتلاعب به، ومحاولة لتفتيت أصوات مرشحيه كنوع من الحرب النفسية ضد مرشح توقع له كثيرون اقتناص كرسى الرئاسة خاصة بعد نجاح حملته الدعائية فى الحشد. وقال الدكتور يسرى العزباوى، الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، إن المجلس العسكرى والأمريكيين وبعض دول المنطقة العربية لا ترغب فى أن يكون أحد مشايخ السلفية على كرسى الحكم فى مصر، موضحًا أن وزارة الخارجية ليس لديها الحق فى القول الفصل فى تأكيد أو نفى جنسية والدة أبو إسماعيل، وأن من يملك ذلك فقط هى اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية. ورأى العزباوى أن هناك مناورات تجرى بين "الإخوان المسلمين" وعدد من التيارات السياسية برزت مع الدفع المهندس خيرت الشاطر لمحاولة تفتيت أصوات الإسلاميين لاسيما بعدما شهدته الفترة الماضية من حشد جماهيرى والتفاف شعبى حول أبو إسماعيل واصفًا إياه "بجوكر" الانتخابات حتى هذه اللحظة. مع ذلك، قال إن ما يحدث من مناورات حالية من جانب المجلس العسكرى للتأثير على شعبية أبو إسماعيل سوف يصبح لها تأثير عكسى وهى زيادة التعاطف والتأييد لصالحه، خاصة أن غالبية المصريين ضد حكم العسكر الذى أثبت تخبطه وفشله خلال المرحلة الانتقالية فى إدارة شئون البلاد. وتوقع أن يخوض أبو إسماعيل جولة الإعادة مع أحد المرشحين من خارج التيار الإسلامى, مشيرًا إلى أن الرهان الأكبر فى الفترة المقبلة سيقاس بقدر تماسك التيارات السلفية نحو أبو إسماعيل، خاصة أن الشاطر المنافس الأكبر له ربما يكون أكثر تشددًا منه وستصبح المنافسة شرسة بينهما مع تردد أنباء عن تأييد قطاع من السلفيين للشاطر. بدوره، قال محمد جمعة، الباحث بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام"، إن قضية أبو إسماعيل بالكامل لا تحكمها سوى الأوراق والسجلات الرسمية وشروط للترشح للرئاسة، لأنها لابد أن تنطبق على كل من يريد الترشح، مستبعدًا وجود مؤامرة سياسية أو خطة من أطراف ما لإزاحة المرشح الإسلامي خصوصًا أن بالفعل هناك أكثر من طرف رسمى يؤكد حصول والدته على الجنسية الأمريكية والأمر قد يبدو محسومًا. وأنه على عكس ما ينشر من تقارير حول انتقاد الجانب الأمريكى لأبو إسماعيل وغيره من الإسلاميين تقول تقارير إسرائيلية إن جهات إسرائيلية تتمنى أن تتولى دفة الأمور فى مصر تيارات إسلامية متطرفة بحيث يصبح مبررًا كافيًا لإثارة مخاوف الغرب على أن تحسب فى ميزان القوى الدول. فيما قال الدكتور على عبد العزيز رئيس حكومة ظل شباب الثورة إن ما يتعرض له أبو إسماعيل ما هو إلا محاولات لتضخيم الأمر دون أى سند قانونى فحتى الآن لم تظهر مستندات تؤكد صحة ما يقال فى الوقت الذى ما زال اسمه موجودًا ضمن أسماء المرشحين للرئاسة على الموقع الرسمى للجنة العليا للانتخابات. وأكد أن أبو إسماعيل من الشخصيات الجديرة بالاحترام والمحسوبة على التيار الثورى السلفى الذى ستستفيد منه البلاد فى حال ترشحه للرئاسة.