يسود هدوء حذر منطقة "جنزور" غربي العاصمة الليبية طرابلس، اليوم الإثنين، غداة اشتباكات بين مجموعتين مسلحتين سقط فيها قتيل و4 جرحى وتسببت في خسائر مادية ونزوح بعض العائلات، بحسب مصدر في أحد الطرفين المتقاتلين. ودعا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية، مساء أمس، طرفي الاشتباكات إلى "وقف فوري للقتال وضبط النفس والتوقف عن ترويع المواطنين". ومساء أمس، تجددت اشتباكات في منطقة "جنزور" بين كتيبة "فرسان جنزور" ومسلحين تابعين لمنطقة "ورشفانة" القريبة، بعد ساعات من توصل الطرفين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وقال مصدر في كتيبة "فرسان جنزور"، طلب عدم نشر اسمه، للأناضول إن "الاشتباكات جرت بجميع أنواع الأسلحة قرب محطة الكهرباء مع عصابات تمتهن الخطف، وتنتمي إلى منطقة ورشفانة"، على حد قوله. وأوضح المصدر أن "الاشتباكات بدأت الخميس الماضي، وخلفت قتيلا من كتيبة فرسان جنزور و4 جرحى.. هدف كتيبتنا هو الدفاع عن منطقة جنزور، وليس لدينا أي أهداف أخرى". وأضاف أن "تساقط القذائف عشوائيا تسبب في نزوح بعض العائلات القريبة من مناطق الاشتباكات دون تسجيل أي إصابات بين المدنيين، باستثناء الخسائر المادية". وجاء تجدد الاشتباكات، مساء أمس، بعد ساعات من التوصل إلى اتفاق، في الصباح، يقضي بوقف إطلاق النار، أشرفت عليه مجموعة من أعيان وحكماء منطقة "ترهونة" المجاورة. ووفق مراسل الأناضول، لم تعلن الكتيبة ولا المسلحين الآخرين ولاءهم لأي من الحكومتين المتواجدتين حاليا في طرابلس، وهما الوفاق الوطني، برئاسة فايز السراج، المعترف بها دوليا، و"الإنقاذ"، بقيادة خليفة الغويل. وعن سبب الاشتباكات، قال قائد الدوريات في كتيبة "فرسان جنزور"، جلال بشير، لقناة "النبأ" الليبية (خاصة)، إنها اندلعت إثر إلقاء الكتيبة القبض على شخص من منطقة "ورشفانة" متهم بمحاولة سرقة سيارة قرب نقطة "كوبري 17" بين منطقتي "جنزور" و"ورشفانة". ومنذ أن أطاحت ثورة شعبية بالعقيد الراحل معمر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا انقساما، تزامن مع فوضى أمنية أدت إلى تشكيل مسلحين كتائب، وتنصيب أنفسهم لحفظ الأمن في بعض المناطق، وبينما انضمت كتائب إلى حكومات تولت السلطة بعد الثورة، رفض البعض الآخر، ولم تستطع السلطات السيطرة عليها. وكانت العاصمة الليبية شهدت، في 12 ديسمبر 2016، اشتباكات مماثلة دامت ثلاثة أيام بين كتائب مسلحة وسط الأحياء السكنية، وقرب منطقة القصور الرئاسية، التي تضم مقار جهات سيادية؛ ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.