شارك آلاف الإسرائيليين والعرب (فلسطينيو الداخل)، مساء السبت، في مظاهرة ضخمة بتل أبيب، للمطالبة بالمساواة بين الجميع في إسرائيل. جاءت تلك المظاهرة استجابة لدعوة أطلقتها مجموعة "يهود وعرب معا"، تحت عنوان "آن الأون لنتحد"، شارك خلالها نواب عن القائمة العربية المشتركة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "عندما تقف الحكومة ضد الشعب، يقف الشعب ضد الحكومة"، و"نجابه الفاشية"، و"هم يهدمون ونحن نبني"، بحسب مراسل الأناضول استنادا إلى إفادات من الجهة المنظمة. وتتهم مجموعة "يهود وعرب معا" التي تؤمن بالمساواة بين جميع الطوائف في إسرائيل، حكومة بنيامين نتنياهو، بأنها تعمل على التفريق بين اليهود والعرب في سياساتها. وقالت في تصريح نشرته عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "يعمل نتنياهو وأصحابه كل يوم بجِد ونشاط للتفريق بيننا، ولخلق أعداء خياليين، نحن هنا لعرض بديل، وللمطالبة بعدالة ومساواة لنا جميعاً، يهوداً وعرباً". وأضافت: "في وجه حكومة المحرضين (حكومة نتنياهو) يجب أن نقترح بديلا؛ طريق إيجابي يمكن للمواطنين اتخاذه بدلاً من هذا الحقد، الهدم والقتل برعاية الحكومة". وتابعت: "بعد سنوات من السبات، هناك الكثير منا يجلسون بالبيت من غير أي عمل أو نشاط، يجلسون ويغرقون في اليأس". وأوضحت أن "هذه المظاهرة يراد لها أن تكون عرض كامل للأمل، للوحدة، للنشاط وللثقة في المساواة لكل من يعيش في هذه البلاد". ونشرت مجموعة "يهود وعرب معا"، دعوات خلال الأيام الماضية طالبت خلالها المواطنين التوجه من كافة أنحاء البلاد للمشاركة بالمسيرة التي جاءت مرافقة مع ذكرى اليوم العالمي لدعم حقوق الجماهير العربية في الداخل الإسرائيلي. وتأتي هذه المظاهرة بعد أن ضج الشارع العربي بالداخل الفلسطيني خلال الأسابيع الأخيرة على إثر تنفيذ السلطات الإسرائيلية خلال شهر يناير/كانون الثاني، لحملتي هدم لمنازل تعود لعرب في بلدة "قلنسوة" وقرية "أم الحيران"، أسفرت عن هدم 23 منزلا و8 منشآت زراعية ومقتل مواطن عربي وضابط للشرطة الإسرائيلية. وعقب عمليات الهدم خرجت الجماهير العربية بمظاهرات منددة بسياسة الهدم وعم الإضراب العام البلدات والقرى العربية ودعت لجنة "المتابعة العليا للجماهير العربية"، إلى تنظيم سلسلة من النشاطات احتجاجا على سياسة الهدم. وطبقا للإحصائيات الرسمية الإسرائيلية، يعيش مليون و400 ألف عربي في إسرائيل ويشكلون 20% من عدد السكان البالغ 8 ملايين ونصف المليون نسمة. وحسب تقرير صدر عن مؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلية (رسمية) في ديسمبر الماضي، فإن 53.3% من العرب في إسرائيل فقراء. ومجموعة "يهود وعرب معا" في إسرائيل تعرف نفسها بأنها "مجموعة مختلطة (من إسرائيليين وفلسطينيي الداخل) تسعى الى التغير والّسلام وتعارض الاحتلال، وتعمل من أجل المساواة وضد العنصرّيّة، ومن أجل العدالة الاجتماعيّة وضد وحشيّة الرأسماليّة".