وحقوقيون:الأوضاع لن تتحسن إلا بتدخل الرئيس 1384 حالة قتل خارج إطار القانون خلال عام 2016، و123 حالة وفاة في مناطق الاحتجاز، و535 حالة تعذيب فردي، و307 حالات تكدر وتعذيب جماعي، و472 حالة إهمال طبي، و980 حالة اختفاء قسري ظهر منهم 105 حالات، بينما ظهر 421 حالة كانوا مختفين من قبل، و313 حالة عنف من الدولة، أرقام لانتهاكات ضد حقوق الإنسان وفقا لتقرير صادر عن مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب. وأضاف المركز، في تقريره الصادر بعنوان "حصاد القهر في 2016"، أن وقائع عنف الدولة شملت العنف خارج أماكن الاحتجاز، مثل استخدام السلاح الشخصي أو الميري في شجارات والتي تسببت إما في إصابات أو مصرع مواطنين. وأشار إلى اقتحام وتحطيم لمحتويات المنازل، أو احتجاز بعض أفراد الأسرة رهينة حتى يقوم الشخص المطلوب بتسليم نفسه والتي وصلت في أحد الحالات إلى إلقاء القبض على 67 شخصا من أسرة شخص مطلوب من الأمن. وأوضح التقرير أن الحصة الأكبر من الانتهاكات كانت لمحافظة سيناء، إذ سجلت فيها 1286 حالة، بينها 1234 حالة قتل و42 حالة اختفاء قسرى. واحتلت القاهرة المرتبة الثانية ، إذ كان نصيبها 727 انتهاكا، بينها 34 حالة قتل و25 حالة وفاة فى مكان الاحتجاز 121 حالة تعذيب 204 حالات إهمال طبى و151 حالة اختفاء قسرى و94 حالة عنف دولة. واحتلت الإسكندرية المرتبة الثالثة حيث شهدت 133 انتهاكا كان أبرزها 107 حالة تعذيب و87 حالة اختفاء قسرى، واحتلت الجيزة المرتبة الرابعة، بإجمالى 195 حالة، كان بينها 85 حالة إخفاء قسرى. وصل ضحايا القصف إلى 451 حالة ، إلا أن عمليات التصفية على الأرض وصلت إلى 443 حالة، وهناك 368 حالة تم فيها القتل بواسطة إطلاق النار فى الحملات الأمنية. وأوضح التقرير أن شكاوي التعذيب وردت من خمسة سجون ، بمعدل 510 شكاوى من سجن برج العرب ، 33 من سجن العقرب ، 33 من سجن طره ، 20 حالة من وادى النطرون، 14 حالة من سجن بورسعيد. أما أكثر شكاوى التعذيب بين أقسام الشرطة فقد وردت على قسم شرطة ديرب نجم بمحافظة الشرقية بمعدل 25 حالة ثم قسم أول المنتزه بالإسكندرية بمعدل 17. وجاءت أكثر حالات التعذيب والتكدير الجماعى من سجن العقرب بمعدل 63 خبرا ثم سجن برج العرب بمعدل 38 خبرا ثم سجون طره بمعدل 21، والوادى الجديد بمعدل 12. وفي فى توزيع المختفين قسريا حسب المحافظات، سجلت القاهرة 51 حالة والإسكندرية 87 والجيزة 85 ثم الفيوم 58 والشرقية 45. تلك الأرقام مخيفة لأي عاقل يحترم حقوق الإنسان ولكن مما زاد من حدتها، تخوفات البعض من ازديادها بعد تصريحات الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب والتي أكد فيها أن التعذيب وسيلة فعالة للقضاء علي التشدد. ذلك التصريح قد يكون ذريعة لدي الوسائل الأمنية لانتهاك حقوق الإنسان ، خاصة مع ضمان عدم التعرض لانتقادات من دولة كبري مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية في ذلك المجال. من جانبه، أكد مدير مركز ابن خلدون سعد الدين إبراهيم، أن تقارير المراكز الحقوقية عن الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون هي رقابة شعبية أهلية علي سلوكيات النظام. وفي تصريحات خاصة ل"المصريون"، شدد "إبراهيم" على النظام الحالي أن يأخذ تلك التقارير على محمل الجد وأن يحاول معالجة الانتهاكات الواردة فيها، خاصة أنها تصدر في حق الشعب، الذي وضعه في السلطة منذ البداية. وطالب النظام بالإعلان عن الخطوات التي ينتهجها للتقليل من تلك الانتهاكات أو منعها منعا باتا، مشيرا إلى أنه لو هناك ضمير أو حساسية عند المسئولين تلغي تلك الانتهاكات، خاصة أنها ضد الإنسانية. وأشار مدير مركز بن خلدون إلى أن النظام في مصر نظام مركزي رئاسي بمعنى أنه لا يهتم أي مسئول في الدولة بالأمر إلا بعد اهتمام رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي به. وأكد أن انتهاكات حقوق الإنسان تنذر بانفجارات جديدة في وجه النظام الحالي، مطالبا الرئيس بالاهتمام بها، لأنه إذا لم يتحدث عنها ستظل كما هي دون تغيير، حسب قوله. وعن احتمال زيادة الانتهاكات بعد تصريح الرئيس الأمريكي بشأن التعذيب، والذي قال فيه إن التعذيب وسيلة جيدة للقضاء على التشدد، أكد "إبراهيم"، أنها كانت ستؤثر في حال عدم تراجع "ترامب" عنها، مطالبا الرئيس "السيسي" بمراجعة نفسه أيضا. ومن جانبه، أكد عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد عبد القدوس، أن الوضع الحقوقي في مصر سيئ جدا بدليل وجود الآلاف من المعتقلين في السجون بدون تهمة واضحة وبدون تحديد وضعهم القانوني والذين يلاقون تعذيبًا داخل مقار الاحتجاز يتم اكتشافه يوميا. وأشار "عبد القدوس" في تصريحات خاصة ل"المصريون" إلى أن النظام الحالي منح النيابة العامة سلطة قانون الطوارئ وأصبح هناك العديد من المحبوسين احتياطيا والذين قد تتجاوز مدة حبسهم سنوات. وأوضح أن منع بعض المعتقلين والمحتجزين من الطعام والأدوية وهو ما يمثل أكثر الانتهاكات لارتباطه بصحة الإنسان والإضرار بحياته وهو ما يؤدي إلى وفاة مساجين.