لم يكن قرار اعتقال محمد جبر عبد الكريم صادما لأن الاعتقال كان ظاهرة مستشرية في الوقت الذي اعتقل فيه الرجل نهاية العام 1994 بعدما اكتشفت الدولة أن أفضل ما يمكن فعله للتعامل مع الواقع السياسي المضطرب هو تصفية الذين يؤرقون الاستقرار الأمني في البلاد والضرب عليهم بيد من حديد فأحكمت قبضتها وضيقت الخناق علي التيارات الإسلامية باعتبارها متهما دائما وخطيرا ودائما ما يقع علي رأس القائمة . الدولة ارتأت أن الوسيلة الأنسب للتصفية هي الاعتقال باعتباره مرادفا عمليا للتصفية كمعني ....فالمواطن يتم تصفيته بالفعل في المعتقل نفسيا وصحيا وعصبيا ....الوسيلة مناسبة كثيرا باعتبار التصفية تتم قطرة ...قطرة من دم الأبرياء الضحايا ، مكان التصفية الكلية السابقة الذكر بالنسبة ل محمد جبر عبد الكريم كان معتقل الفيوم الذي يقع بمنطقة هادئة لا يعكر صفو هدوئها سوي صرخات المعتقلين السياسيين ، التصفية النفسية كانت في البداية باعتبارها الأسهل والأشد وطأة ....ثم كانت التصفية الصحية لمحمد جبر عبد الكريم وهي التي نتج عنها سقوطه مريضا بتضخم في عضلة القلب وضيق في الصمامات ..باختصار فساد جزئي في الجهاز الدوري ، القصة الصحية لم تنته بالنسبة إليه فأصيب لاحقا بالتهاب في المرارة لتكتمل الكارثة الصحية بالنسبة إليه محمد جبر عبد الكريم المعتقل منذ 11 عاما مثال لمن تم تصفيتهم انتقاما من أحداث سياسية واضطرابات لا علاقة له بها هو وكثيرون غيره ، فهل هناك من يصحح الخطأ ويفرج عن كل هؤلاء الأبرياء .