استنكر إسلاميون حملة الهجوم الشديد التي استهدفت الأحزاب الإسلامية ذات الأغلبية البرلمانية واتهامها من جانب بعض القوى الليبرالية بأنها تعد استنساخا ل "حزب وطنى جديد"، مشيرين إلى أن ما يحدث هو مخطط لإسقاطهم وتقليص شعبيتهم من الشارع. وقال محمد مهدى عاكف، المرشد السابق لجماعة "الإخوان المسلمين"، إن مقارنة الجماعة بالحزب الوطنى البائد تدل على مدى الحقد السياسى لدى المهاجمين بعد أن شعروا بسحب البساط الشعبى من تحت أقدامهم. واعتبر أن الأفضل لهذه التيارات هو العمل من أجل من مصلحة الوطن بدلا من تسخير حياتهم للهجوم على من يعملون. وأضاف: الإخوان لن تشغل بالها بالرد على هؤلاء لأن هدفهم هو العمل من أجل خدمة الوطن دون التطرق إلى معارك جانبية لا جدوى من ورائها. فيما رد عبد المنعم السروجى، القيادى بحزب "الحرية والعدالة" على تلك الاتهامات، قائلا إن الحزب الذي يمثل الذراع السياسية ل "الإخوان المسلمين" استطاع أن ينجز خلال شهرين العديد من المشروعات، منها حل مشكلة الحوالات الصفراء والمستفيد منها 637 ألف مصرى، واعتماد مشروع الجسر البرى على خليج العقبة بتكلفة مشتركة 25 مليارًا وما يترتب عليه من تنمية اقتصادية وسياحية كبيرة، وتثبيت جميع العمالة المؤقتة حفاظاً لحقوق العاملين وتوفير الاستقرار للأسر المصرية، واعتماد الحد الأدنى للأجور 700 جنيه فى المرحلة الأولى والحد الأقصى للأجور 35 ضعف الحد الأدنى فى كل مؤسسة ما يحقق العدالة النسبية. فضلاً عن وقف توزيع الأراضى عن طريق القرعة لحين وضع ضوابط عادلة ومناسبة للحالات، حفاظاً على الثروة المصرية، وتسليط الضوء على كثير من مواطن الفساد فى المؤسسات المختلفة وإحالتها للتحقيق، وإلزام الحكومة بدفع التعويضات للمضارين بمرض الحمى القلاعية الذى أصاب الجاموس والأبقار، وتعديل قانون تنظيم الانتخابات الرئاسية بما يضمن الشفافية وعدم التزوير، وسن قانون تعويض أسر الشهداء وأيضا المصابين بالعجز الكلى، وزيادة تعويضات الشهداء إلى 100 ألف جنيه، وإضافة المصابين بالإعاقة فى أحداث الثورة إليهم، وغيرها من العديد من المشروعات التى تهدف إلى الصالح العام. من جهته، وضع الدكتور يسرى حماد، المتحدث الرسمى باسم حزب النور، اتهامات الليبراليين في إطار حملة مبرمجة صد الإسلاميين. وقال إن منهج التيار الليبرالى هو أنه إذا لم يسيطر على مقاليد الأمور وتكون جميعها تحت طوعه فإنه يتهم التيار الإسلامى ويشن عليه هجومًا مبرحًا ضمن حملة ممنهجة ضده. وأضاف أن الفترة المقبلة لابد أن تشهد اجتماع الجميع على مائدة حوار واحدة والاتفاق على مجموعة إجراءات واحدة تعمل على انتشال البلاد من كم الأزمات المتلاحقة التى تحوط به. فيما اعتبر الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أن أدعياء الفكر المثقف المصرى الذين امتلأت بهم الفضائيات حينما فوجئوا برفض الشعب لهم لجئوا إلى إثارة اللغط والهجوم المبرح على الذين يعملون ويريدون الخير لمصر. وأضاف أنه عندما تراقب كمية الألفاظ والعبارات التى تخرج من هؤلاء تعرف مدى ما تكنه قلوبهم للإسلاميين لمجرد العداء فقط، مشيرا إلى أن الإسلاميين لن يحيدوا عن الشرعية ولا الدستورية وسندعو كل الأطراف إلى مائدة حوار واحدة والاتفاق على رؤية واحدة وأرضية مشتركة وعدم اللجوء إلى طرق سوف تضر بالبلاد.