أسبوع يفصلنا عن تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، على كرسي الرئاسة بالبيت الأبيض، بعد أن ألقى أول خطاباته كرئيس منتخب أمس، الأربعاء، في مؤتمر صحفي بنيويورك، والتي سبقها خطاب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، باراك أوباما، يوم الثلاثاء الماضي في شيكاغو، وبين التصريحات التي خرجت من الرئيسين، أحدهما عن فترة منقضية من ولايته، وآخر عن سياسة جديدة لأمريكا فى عهده، تنعكس على السياسة الخارجية مع دول العالم بصفة عامة، والشرق الأوسط وعلى رأسها مصر بصفة خاصة، أكد الخبراء أن مصالح "ترامب" السياسية ستجعله يبني جسرًا جديدًا مع القوى السياسية داخل مصر، والتي تختلف عن تعامل أوباما فى الفترة الماضية مع الجماعات الإسلامية، وعن موقف "ترامب" من الرئيس السيسي فى انتخابات 2018، وضع الخبراء خمسة أشهر لمعرفة موقفه النهائي حال استقرار الوضع الديمقراطي والاقتصادي بالبلاد. ومن جانبه يقول عبد الخالق فاروق، المحلل السياسي، إن سياسة مصر مع الولاياتالمتحدة ستظل سياسة الدولة التابعة، طالما صفقات السلاح وقطع الغيار فى كافة الصناعات داخل المخازن المصرية تابعة لها، خاصة وأن العلاقات بين البنتاجون و"السي أي إيه" و"الإس بي أي" ووزارة الدفاع المصرية وأجهزة المخابرات المصرية وطيدة. وأضاف "فاروق"، في تصريحات ل«المصريون»، أن "ترامب" سيدعم نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي طالما ابتعد عن مبدأ النهوض التنموي الذي كان يتبناه جمال عبد الناصر، وظل متقاعسًا، نافيًا دعم ترامب للسيسي، مبررًا ذلك بأن تصريحات ترامب تصدر في الانتخابات الرئاسية؛ لأن المصالح الاقتصادية ورجال الأعمال فى مصر هم من يرسلون تقارير عن الوضع، وهم يمثلون أهمية لترامب، لأنهم أصحاب القوى الاقتصادية العليا فى ظل تدشين بعضهم لأحزاب سياسية. وأكد سعيد اللاوندي، المحلل السياسي، وخبير العلاقات الدولية، أن العلاقة بين مصر وترامب ستختلف؛ لأن الجمهوريين يتجهون لإصلاح العلاقات مع الشرق الأوسط بشكل عام، ومصر بصفة خاصة، بعد أن ظلت منقطعة ثماني سنوات فى عهد أوباما. وأضاف "اللاوندي"، فى تصريحات ل«المصريون»، أن دونالد ترامب لن يصبح شغله الشاغل إسقاط نظام بشار فى سوريا، بل محاربة "داعش" والإرهاب؛ لأن هذا ما اتفق بينه والرئيس عبد الفتاح السيسي عليه، فضلًا عن التعاون الاقتصادي؛ لأن موقع مصر الإستراتيجي جعلها مطمعًا لكل الدول في عقد صفقات تنموية، وما يخص جانب التسليح، لافتًا إلى أنه لا يمكن تحديد إذا ما كان "ترامب" سيدعم الرئيس السيسي فى انتخابات الرئاسة القادمة أم لا، إلا أن السياسات والمصالح الاقتصادية ومستوى ممارسة الديمقراطية فى مصر، سيحدد ذلك فى الأشهر الخمسة القادمة، مؤكدًا أن ترامب سيلجأ لعمل جسر سياسى مع القوى السياسية فى مصر، ولن يعتمد على جماعات بعينها مثلما فعل أوباما. ووافقهم في الرأي مختار غباشى، نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والإستراتيجية، وقال إن سياسة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مع مصر لا نأمن لها فى ظل سياسته الثابتة مع فلسطين والعالم العربي ودعمه الدائم لإسرائيل. وأضاف "غباشي"، فى تصريحات ل«المصريون»، أن سياسة ترامب مع إسرائيل وتصريحاته بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والعلاقات الأولوية لأمريكا مع إسرائيل؛ تمثل تحذيرًا قويًا يجب الانتباه له، مشيرًا إلى أن علاقته مع السعودية ودول الخليج تعتمد على استيراد النفط، لافتًا إلى أنها ستؤثر على علاقتها مع مصر؛ لأن أمريكا ليس من مصلحتها تصدير النفط إليها.