أثار إطلاق الصين لقطار نقل بضائع يربطها ببريطانيا، مخاوف من تأثيرات ذلك على حركة نقل البضائع الصينية التي تعد ثاني أكبر الصادرات في العالم على قناة السويس، ما يؤدي إلى تفاقم أزمة نقص إيراداتها التي انخفضت على مدار السنوات الماضية بشكل ملحوظ. وأطلقت الصين خدمة الشحن بالسكك الحديدية المباشرة إلى لندن، وانطلقت أول رحلة بالفعل ومن المتوقع أن تصل إلى العاصمة البريطانية في غضون أسبوعين. وتعمل الصين خلال السنوات الأخيرة على زيادة عدد خطوط السكك الحديدية المباشرة إلى المدن الأوروبية، وكانت لندن أحدث مدينة تضاف إلى القائمة. وعلى الرغم من إطلاق هذا القطار الواصل بين الصينوبريطانيا مارًا بالعديد من الدول، قلل خبراء النقل البحري من أهمية تأثير نقل البضائع الصينية عبره على مجرى قناة السويس الذي يحتوي على 8% من حجم التجارة العالمية. وقال أحمد سلطان خبير النقل الدولي واللوجيستيات، ومستشار وزارة النقل السابق لقطاع النقل البحري، إن "إيرادات قناة السويس لن تتأثر بقطار الصين الجديد مهما بلغت قدرته الاستيعابية التي لا يمكنها مضاهاة كميات النقل عبر السفن البحرية". وأضاف ل"المصريون"، أن "السفينة يمكنها نقل حمولة تعادل 100 قطار، فسيظل النقل البحري هو الملاذ لعمليات النقل الضخمة في التبادل التجاري بين الدول المختلف"، مشيرًا إلى أن "وجود أية وسيلة نقل بري في أي مكان في العالم تمثل بدائل ثانوية بل يمكنها الحد أو التقليل من حجم التجارة التي تنقل عبر البحر". وقال أحمد الشامي الخبير البحري ل "المصريون"، إن "النقل متعدد الوسائط يستخدم أكثر من وسيلة نقل لنقل البضائع، فالصين تستهدف للاستحواذ على أكبر قدر من التجارة الدولية عبر زيادة الصادرات، أما عن قناة السويس يبلغ نصيبها من حجم التجارة الدولية نحو 8%، ما يعني أن هناك نحو 92% من حجم التجارة الدولية تستخدم طرق أخرى للنقل سواء بري أو نهري أو عبر الطائرات". وأضاف ل"المصريون"، أنه "يمكن زيادة حصة القناة من حجم التجارة الدولية بعد الانتهاء من تجهيز ميناء محوري يكون مركز للتجارة الصادرة والواردة لتكون منطقة لوجيستية". وأشار إلى حجم ناقلات البضائع في قناة السويس يبلغ نحو مليار طن بضائع في العام ،منهم ناقلات تحتوي على 17 ألف حاوية لا يمكن نقلها عبر طرق السكك الحديدية، فالنقل البحري ينقل نحو 90% من حجم البضائع في العالم، ونحو 2% عبر الطيران و2% عبر النقل النهري و6% عبر النقل البري. وأوضح أن "خريطة النقل لن تتغير إلا في حالة حدوث تغيرات جذرية في النقل النهري وإنشاء السكك الحديدة الكبيرة ومن ثم فأول قطاع سيتأثر بالسلب هو النقل عبر الطائرات، يليها القطاع البري العادي ث، وبالتالي لن تستغني الدول المستخدمة لقناة السويس عنها لصالح السكك الحديدية وطريق الصين الجديد". وذكر الشامي أن "حجم تجارة الصين عبر قناة السويس يمثل نحو 6% من حجم التجارة الكلية التي تعبر القناة، وبالتالي فإنه إذا افترضنا تحولها لطريق آخر فلن يكون هناك تأثير ملحوظ". من جانبه، قال محمد رفعت خبير النقل البحري، إن "إنشاء الصين لقطار بضائع لتسهيل عملية النقل إلى بريطانيا سيكون له تأثير سلبي على ممر قناة السويس لكن ليس بالقدر الكبير، خاصة وأن النقل البري عبر القطارات لا يمكن أن يدخل في منافسة مع النقل البحري التي تعد أرخص أنواع النقل في العالم ولا يمكن للدول الاستغناء عنها وذلك لكون تكلفة النقل مرتفعة مقارنة بالنقل البحري". وأوضح أن "وصول بضائع الصين عبر طريق بري إلى بريطانيا لن يؤدي إلى استغنائها أو الدول التي يمكن أن تستخدمه عن تحميل بضائعها عبر قناة السويس لدول أوروبا وآسيا، خاصة وأن مراكب الحاويات تقدر حمولتها بنحو20ألف حاوية، بينما القطار لن يكون قادر على حمل 100 حاوية". وأشار إلى أن "هناك معدات وبضائع ومصانع كاملة لا يمكن نقلها إلا عن طريق البحر".