قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية, إن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير في سوريا, هو دليل جديد على تضاؤل نفوذ الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 31 ديسمبر, أن هذا الاتفاق يشبه "خطة النسور", لأنه عندما يطير الصقر بعيدا , فإن النسور تبدأ بالاقتراب, مشيرة إلى تراجع دور واشنطن في المنطقة أمام تزايد نفوذ روسيا وتركيا وإيران. وتابعت " الاتفاق يؤكد أيضا بدء الوفاق بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان, اللذين قررا فيما يبدو اقتسام الغنائم في سوريا, بدلا من الاقتتال عليها", حسب تعبيرها. ورجحت الصحيفة أن تقوم روسيا بالضغط على الأكراد في سوريا, الذين يحاولون السيطرة على أجزاء في شمال سوريا وإقامة كيان لهم على الحدود التركية. واستطردت " أردوغان يريد أن يمنع هذه الشريحة من الأكراد من إقامة منطقة حكم ذاتي في سوريا على حدود بلاده على غرار إقليم كردستان العراق". وخلصت الصحيفة إلى القول :" إن أردوغان يحتقر الطاغية بشار الأسد, لكنه وصل إلى نتيجة مفادها أن الأمريكيين لن يساعدوه على الإطاحة به، ولذا وجد أن الروس يمكن أن يساعدوه في الضغط على أكراد سوريا". وكانت روسيا وتركيا أعلنتا الخميس الموافق 29 ديسمبر عن توصلهما إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا بين نظام الأسد والمعارضة المعتدلة, كما أعلنتا أيضا عزمهما عقد مؤتمر في كازاخستان الشهر القادم لبحث السلام في سوريا. ودخل وقف إطلاق النار حيز التفيذ الجمعة بناء على تفاهمات سورية تركية قادت إلى توقيع أطراف النزاع السوري هدنة شاملة تمهيدا للدخول في مفاوضات سياسية في كازاخستان. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه تم توقيع ثلاث وثائق بين المعارضة والنظام، تتعلق الأولى بوقف شامل لإطلاق النار، والثانية بالرقابة عليه، والثالثة بالاستعداد لمفاوضات حول السلام. كما تحدث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن سبع مجموعات تمثل 62 ألف مقاتل من "أبرز قوات" المعارضة، وقعت على اتفاق وقف إطلاق النار مع نظام الأسد, بينها جبهة فتح الشام , التي تحظى بنفوذ كبير. وفيما قال جيش الأسد إن الاتفاق يستثني تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا) والمجموعات المرتبطة بهما, أكد المستشار القانوني لفصائل المعارضة أسامة أبو زيد -الذي شارك في المفاوضات مع الجانبين الروسي والتركي- أن الاتفاق "يشمل جميع المناطق وجميع الفصائل العسكرية الموجودة في مناطق المعارضة السورية". كما أكد أحمد رمضان -وهو رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية- لوكالة الصحافة الفرنسية أن "الاتفاق يستثني فقط تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيمات إرهابية أخرى لكنه يشمل جبهة فتح الشام". وفي إطار الاتفاق أيضا، أعلنت موسكو بدء الاستعدادات لمحادثات سلام يفترض أن تعقد في العاصمة الكازاخية أستانا الشهر المقبل, لكن قوات النظام السوري وميليشيا حزب الله شنت السبت هجوما واسعا على منطقة وادي بردى في ريف دمشق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة. ومع استمرار خرق قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة اتفاق وقف إطلاق النار في ريف دمشق، أصدرت المعارضة المسلحة بيانا شديد اللهجة يحذر من انهيار الهدنة إذا تواصلت هذه الانتهاكات.