في محاولة من رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، للتوصل لإجماع داخل الائتلاف الحكومي لإسكات «صوت الأذان»، ورفع مشروع القانون على «الكنيست» للتصويت، التقى اليوم، الإثنين، بعدد من وزراء حكومته، واقترح عليهم أن يتم السماح برفع الأذان في مساجد القدسالمحتلة والبلدات العربية، مرة واحدة فقط، بدلا من رفعه 5 مرات يوميا. ويأتي ذلك في الوقت الذي يسعى نتنياهو إلى تشديد قانون منع الأذان، لكنه يواجه صعوبات داخل الائتلاف الحكومي، خاصة من قبل أحزاب «الحريديم»، التي تتحفظ على المقترح الأصلي للقانون، خشية أن يطال القانون «الكنائس»، و«الصفارة»، التي تعلن عن دخول يوم السبت عند اليهود. وكان من المقرر أن يتم طرح مشروع قانون منع الأذان على الكنيست قبل عدة أسابيع، بصيغة مقبولة على أحزاب «الحريديم»، وتنص على منع الأذان في ساعات الليل فقط، لكن نتنياهو تراجع وأعلن عن أن هذه الصيغة ليست مقبولة، وطلب العودة إلى الصيغة الأولى، التي تشمل فرض قيود على الأذان في ساعات النهار أيضا. وتعني كلمة «حريديم» باللغة العبرية، الشخص «التقي الورع»، وقد تكون مشتقة من فعل «حرد»، بمعنى اعتزل واعتكف وابتعد عن الآخرين، وهؤلاء يشكلون طائفة يهودية متطرفة تطبق الطقوس الدينية وتعيش حياتها اليومية وفق «التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية». ويعتبر الحريديم من اليهود الأصوليين، وتنعتهم الصحافة الإسرائيلية باسم «أمهات الطالبان»، ويرتدي أتباع هذه الطائفة عادة أزياء يهود شرق أوروبا، وهي معطف أسود طويل وقبعة سوداء وشال الطاليت الخاص بالصلاة عند اليهود، وهم يطلقون لحاهم ويسدلون شعر رؤوسهم من خلف آذانهم في خصلات شعر مجدولة. والتقى نتنياهو ظهر، الإثنين، بوزير الداخلية أريه درعي، ووزير الصحة يعقوب ليتسمان، الذي قدم اعتراضه على مقترح القانون الأصلي، وهدف اللقاء إلى التوصل لتفاهمات مع أحزاب «الحريديم»، التي أبدت مخاوفها أن يشمل القانون «الصفارات» التي تعلن عن بدء يوم السبت، حيث اقترح نتنياهو أن يتم إدراج بند بالقانون يجيز رفع الأذان «مرة واحدة باليوم». يذكر أن مشروع قانون منع الأذان، لقي معارضة واسعة من غالبية الدول العربية والإسلامية، إلا أن إسرائيل كعادتها تحاول فرض ما يستفز مشاعرهم، ضاربة بعرض الحائط جميع الاتفاقات الدولية وأسس احترام الأديان. وغدا الثلاثاء، سيلتقي نتنياهو بوزير جودة البيئة رئيف ألكين، الذي يعتبر من أكبر المناصرين لقانون منع الأذان، وعدم رفع مكبرات الصوت بالمساجد، وسيسعى نتنياهو إلى إقناع الوزير ألكين، بقبول المقترح بالسماح بموجب القانون رفع الأذان مرة واحدة فقط باليوم، وفي حال تحصل على موافقة جميع الأطراف، سيتم الثلاثاء أو الأربعاء من هذا الأسبوع عرض القانون على الكنيست للتصويت عليه. ومشروع القانون، الذي يشمل نظريا كل أماكن العبادة، يستهدف بشكل خاص المساجد، وأثار غضبا لدى المسلمين، فيما اتهم المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وهو منظمة غير حكومية، اليمين الإسرائيلي باستغلال المسألة لغايات سياسية. ويشكل العرب نحو 17.5% من سكان إسرائيل، وغالبيتهم من المسلمين، الذين يتهمون الغالبية اليهودية بالتمييز ضدهم، وسيطبق القانون حال اعتماده أيضا على القدسالشرقية، التي احتلتها إسرائيل وضمتها، وحيث يقيم أكثر من 300 ألف فلسطيني.