وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، حادث تفجير الكنيسة البطرسية الأخير والذي أودى بحياة أكثر من 25 مسيحي، بأنه يجسد قسوة مصر تجاه المسيحيين، معددةً معالمها، ما بين جماعات إسلامية متطرفة تستهدفهم، وسلطات تتعهد بحمايتهم شفهيًا فقط، وعامة لا تبالي. وتابعت الكاتبة "منى الطحاوي" في مقالها بالصحيفة، أنه على الرغم من أن السلطات المصرية سارعت بإعلان المفجرين، ومن ضمنهم أعضاء بجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن تنظيم "داعش" بدوره أعلن مسئوليته عن الحادث، مشيرةً إلى أن ضخامة الحادثة تكمن في استهداف مدنيين خلال أداء شعائرهم الدينية، وهو ما يعد سابقة بالنسبة للهجمات الإرهابية التي تستهدف ضباط الجيش في شمال سيناء عادةً، مضيفةً أنه تم استهداف كنائس من قبل ولكن ليس بهذا الشكل. واستعادت الكاتبة أحداث ماسبيرو عام 2011، والتي أسفرت عن مقتل 28 مسيحي، خارج مبنى ماسبيرو بعد تظاهرات احتجاجية على هدم الكنيسة، مشيرةً إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الاستخبارات العسكرية حينها، صُور بأنه المنقذ من حكم جماعة الإخوان المسلمين على رأسها الرئيس المعزول محمد مرسي، علاوة عن عملياته لمكافحة الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، متابعةً أنه بحلول عام 2013 أصبح "السيسي" أول رئيس مصري يحضر قداس عيد الميلاد، كما أنه حضر مراسم تأبين ضحايا تفجير كنيسة البطرسية، مشيرةً إلى أنه على الرغم من تلك الجهود ما زال المسيحيين مستضعفين سواء من قبل النظام أو من قبل أعدائه من الجماعات الإسلامية المتطرفة. وأضافت "الطحاوي" بعد عزل "مرسي" عام 2013، وتولي عبد الفتاح السيسي الرئاسة، لجأ المسيحيون له للحماية من الهجمات المتعددة التي تعرضت لها الكنائس على يد أنصار الإخوان المسلمين، متهمين إياهم بأن انحيازهم للجيش سبب الإطاحة ب"مرسي، مشيرةً أنه حتى الآن ما زال المسيحيون تحت رحمة النظام لحمايتهم إلا أن خيبة أملهم تستمر، حتى بعد أن دعتهم الكنيسة نفسها للتحلي بالصبر والأمل لعبور الأزمة. ورأت "الطحاوي"، أنه على الرغم من أن المسيحيين والمسلمين ليسوا أحرارًا على حد سواء، إلا أن هذا ليس مبررًا لحالة التضييق والتمييز تجاه المسيحيين، فنحن لم نرى يومًا رئيسًا مسيحيًا، ومرت عقود منذ رأينا رئيس وزراء مسيحي، مؤكدةً أن إنكار تعرض المسيحيين للاضطهاد والإصرار على المصالحة هو لُب المشكلة.