بعيدا عن المجادلات السياسية والاختلافات والمهاطرات الصبيانية فإن هناك شعبا في حلب يقتل ويباد،كل شعب سوريا محاصر في أماكن متعددة بين قتيل وجريج ومكلوم ومرعوب ومشرد... وما يؤلم أكثر أن كثيرا من بني جلدتنا يشاركون كل الناس في أفراحهم وأحزانهم إلا سوريا تذكر في الهامش أو في خانة المصادر والمراجع... إن ذكرت!!! أين المنظمات الدولية،وحقوق الإنسان؟! أين جامعة الدول العربية؟! وأين العالم كله؟! وأين المسلمون؟! مما يحدث لحلب وسوريا كلها حتى الأبرياء المدنيين الذين لم يحملوا سلاحا ولا صاروخا ولا ناقة لهم ولا جمل نالهم هذا العدوان الغاشم...فما ذنب الأطفال والنساء المدنيين اللذين يعدمون من جنود جيش النظام السوري والميليشيات الموالية له،فقد ذكر مكتب حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية أنه حصل على معلومات موثقة ومعتمدة تفيد بأن 82 مدنيًا أعدموا بشكل فوري في 4 من أحياء حلب الشرقية. وقال ناطق باسم المكتب إنه يبدو "أن المشاعر الإنسانية انهارت تماما في حلب." وقال روبرت كولفيل الناطق باسم مكتب حقوق الإنسان إن بين الذين أعدموا 11 امرأة و13 طفلا. وأضاف الناطق أن الذين نفذوا الإعدامات خليط من جنود جيش النظام السوري والميليشيات الموالية له. عفوا حلب عفوا سوريا فما يحدث لكم وإن كان إبادة مكتملة الأركان تواطأ في تنفيذها القريب والبعيد،فإن إبادتكم تثبت وتبرهن دون أدنى شك أن العرب في ثبات وغفلة لا نعلم متى سيفيقون منها. وتكشف لنا تلك الإبادة أن الاعتداء الغاشم أكثره يقع على الدول الإسلامية والعربية. وأن من يصنع الإرهاب ويهدد السلم العالمي هم من يروعون ويقتلون وينتهكون الأعراض ويعدمون المدنيين اللذين لا ذنب لهم. وإبادة حلب وشعبها درس للدول العربية كلها بأن الأعداء سائرون في تنفيذ خططهم،والتي على رأسها تفتيت وتفكيك العالم العربي؛لتقسيم الدول العربية إلى دويلات،فالعدو لم يستثن أحدا ولا يرقب في أحد إلا ولا ذمة.