«القومي للطفولة» يجدد التزامه بحماية الأطفال من الاستغلال    نائب محافظ البنك المركزي يشهد فعاليات إسناد إدارة صندوق "إنكلود" ل"دي بي آي" العالمية    لجنة الإسكان بجامعة القاهرة: حصر الوحدات التجارية المباعة ولا مساس بحساب وديعة الصيانة    وزير الخارجية والهجرة يلتقي الرئيس التنفيذى لشركة سكاتك النرويجية    أسعار الفاكهة اليوم الخميس 12-6-2025 فى الإسماعيلية    ارتفع في بنكين.. سعر الدولار اليوم ببداية تعاملات الخميس    أسعار اللحوم البلدية اليوم الخميس 12-6-2025 فى الإسماعيلية    "مصير الملكية".. المالية تكشف تفاصيل صكوك رأس شقير وخفض المديونية    النقل تناشد المواطنين المشاركة فى مواجهة رشق الأطفال للقطارات بالحجارة    إيران: التهديد الحقيقي للسلم والأمن الدوليين لا يكمن في الأنشطة النووية السلمية ببرنامجنا    حرب غزة وتعزيز التعاون الاقتصادي أبرز ملفات زيارة وزير خارجية ألمانيا لمصر    الرئيسان الكوري الجنوبي والفيتنامي يتفقان على تعزيز العلاقات الاقتصادية    برئاسة السيسي وولي العهد.. تعرف على أهداف مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي    نتنياهو ينجو من انتخابات مبكرة.. الكنيست الإسرائيلى يصوت ضد حل نفسه    مواعيد مباريات اليوم في كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة    افتتاح المونديال يقترب.. الأهلي يواصل تدريباته استعدادًا لإنتر ميامي    نجم ريال مدريد يختار البقاء    فيديو.. الأرصاد: طقس اليوم شديد الحرارة نهارا ومعتدل ليلا    بالأسماء.. إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بالغردقة    متاحة إلكترونيا.. تعرف على نتائج امتحانات صفوف النقل في الجيزة    خلاف انتهى بجريمة بشعة.. حبس المتهم بقتل جاره في مشاجرة بالصف    صينية تحاول اقتحام منزل جونجكوك بعد ساعات على تسريحه من الخدمة العسكرية    ورش وأمسيات وعروض فنية في ختام احتفالات الثقافة بالأقصر بعيد الأضحى    نيابة الشرقية تصدر قرارا بشأن والدى عروس الشاب المصاب بمتلازمة داون    سفير أوزبكستان: نلتزم ببناء الجسور مع مصر من خلال الدبلوماسية الثقافية    خطة ال1000 يوم.. الصحة تُطلق مبادرة التنمية السكانية تحت شعار بداية جديدة    بعد واقعة عريس متلازمة داون.. طبيب نفسي يوضح الحالات التي يُمنع فيها الزواج    الغفوة الصباحية بين الراحة الوهمية وتشويش دورة النوم.. ماذا يقول العلم؟    منظمة الصحة العالمية: رصد متحور كورونا جديد بصورة متقطعة في ألمانيا    إصابة شخصين بطلق نارى فى مشاجرة بين أبناء عمومة بالعسيرات سوهاج    لهذا السبب.. مصطفى شعبان يتصدر تريند "جوجل"    كل ما تريد معرفته عن نظام المنافسة فى كأس العالم للأندية 2025    رايندرز يعلق على انضمامه لمانشستر سيتي برسالة حماسية    ترامب: أمريكا ستحصل على المعادن من الصين.. والرسوم الجمركية سترتفع ل55%    مصرع فني تكييف أثناء عمله في قنا    30 دقيقة تأخر في حركة القطارات على خط «القاهرة - الإسكندرية».. الخميس 12 يونيو 2025    مراد مكرم ساخرًا من الأوضاع والنقاشات في الرياضة: بقى شغل عيال    أمين الفتوى يوجه رسالة لمن يفوته صلاة الفجر    تقرير يكشف حقيقة مفاوضات النصر السعودي مع إيمري    الكنيست الإسرائيلي يصوت على حل نفسه.. ونتنياهو يضغط على الحريديم    السيطرة على حريق شب داخل عقار سكني بمصر القديمة    أثار البلبلة بمنشور غامض، أول قرار من الزمالك ضد أحمد حمدي    ترامب: لن نتهاون مع الفوضى وسنُعيد قوة الولايات المتحدة سريعًا    أنغام تدعو بالشفاء لنجل تامر حسني: «ربنا يطمن قلبك وقلب أمه»    العرب في عصر المعرفة.. مصر (3)    فيرمينو يتلقى عرضا من الدوري القطري    مسلم يعلن تعرض زوجته لوعكة صحية ونقلها إلى المستشفى    منطقة المنوفية الأزهرية تعلن أسماء أوائل الشهادة الإعدادية للعام الدراسي 2024/2025    محافظ الدقهلية في زيارة مفاجئة لجمصة: رفع مستوى الخدمات استعدادًا للصيف    نقيب المحامين يدعو مجلس النقابة العامة و النقباء الفرعيين لاجتماع السبت    خاص| الدبيكي: لجنة قطاع العلوم الصحية تبدأ أولى خطواتها لإصلاح تطوير التعليم الصحي في مصر    صور| أسماء أوائل الشهادة الإعدادية الأزهرية في قنا    حكم توزيع لحوم الأضحية بعد انتهاء أيام عيد الأضحى    «الري»: الإجراءات الأحادية لإقامة السدود تُهدد الاستقرار    "هيكون نار".. تركي آل الشيخ يشوق متابعيه لفيلم الفيل الأزرق 3    بعد تعافيه من عملية القلب، صبري عبد المنعم يوجه رسالة لجمهوره    آداب الرجوع من الحج.. دار الإفتاء توضح    الطب البيطري: نجاح عملية ولادة قيصرية لقطة بالغربية -صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الحليم قنديل: السيسي فقد الالتفاف الشعبي
في حواره ل «المصريون»
نشر في المصريون يوم 08 - 12 - 2016

*الوضع الاقتصادي متخبط ومصر فى انتظار انفجارات اجتماعية ضخمة
* مستشارو الرئيس الاقتصاديون فرز عاشر وينفذون مؤامرة الصندوق بحذافيرها
*الرهان على دور سياسى للمشير طنطاوى مبالغ فيه وصفحته طويت
*حديث منير عن المصالحة بين الإخوان والدولة رقصة ذبيح
*العدالة قبل المصالحة مع الإخوان.. وأدعم عودتهم للساحة عبر حزب سياسي
*ثورة الغلابة مسخ مصطنع لجس نبض النظام وغباء الداخلية وقود للكارثة
الإخوان مثل مبارك لا يعرفون شيئًا عن الغلابة ولا تشغلهم همومهم
*تقاربنا مع واشنطن جعلنا رأسًا برأس مع بوركينافاسو ويجب إنهاء التبعية المريضة لها
ارتباط شفيق بنظام مبارك حوله لكارت محروق
*ترامب لن يقدم شيئًا للسيسي ومن يراهن على حربه ضد الإخوان بائس

ارتبط اسم الدكتور عبد الحليم قنديل بمعارك سياسية وصحفية طوال مسيرته، فلم ينس أحد "كارته الأحمر" في وجه مبارك وتصديه بقوة لحكم الرئيس المعزول محمد مرسى، وهى مواقف أبقت قنديل حاضرًا في المشهد السيسى لاسيما أن اقترابه من السيسى قبل الثالث من يوليو لم يسكت صوته أو يكسر قلمه عن توجيه انتقادات حادة للنظام الحالي في ملفات عديدة.
وأطلق قنديل خلال حواره مع "المصريون" العديد من القنابل في وجه النظام وخصومه السياسيين، فهو لم يتورع عن وصف مستشاري الرئيس السيسى الاقتصاديين بأنهم "فرز عاشر" يتماهون مع مؤامرة صندوق النقد الدولي لتخريب مصر خدمة لمصالحهم الشخصية، ووصف برنامج السيسى للإصلاح الاقتصادي بأنه وصفة للخراب وإشعال الحرائق في جسد مصر المنهك.
وأقر قنديل بتراجع مخيف في شعبية الرئيس السيسى بسبب التخبط الاقتصادي وافتقاد الرؤية، لافتًا إلى أن الرهان على دور اقتصادي للجيش في المشهد الاقتصادية يعيدنا إلى حزمة الأخطاء الكارثية لنظام مبارك مشددًا على أن الحوار الوطني الموسع والعفو الشامل عن السجناء وتزامن الإصلاح السياسى مع الاقتصادي هو السبيل الوحيد لخروج مصر من أزمتها.
ولم يخف قنديل ضيقه من رهان النظام المصري على تطور إيجابي في العلاقات المصرية الأمريكية بعد وصول ترامب لسدة الإدارة الأمريكية، مؤكدًا أن الحديث عن حرب سيشنها على جماعة الإخوان وهم كبير، مشددًا على قبوله عودة الإخوان للمشهد عبر حزب سياسي مع حل الجماعة ومعها جماعات الإسلام.
حوار المصريون مع قنديل تطرق لقضايا عديدة نفصلها خلال السطور القادمة:
**تمتع الرئيس السيسى بشعبية لم يتمتع بها رئيس مصري سابق لكن هذه الشعبية تعرضت لتراجع كبير خلال المرحلة الماضية.. هل تشرح لنا أسباب هذا التراجع؟
**السيسى حظي في بدايات ظهوره بشعبية هائلة، ثم كان ما كان عبر ثلاث سنوات من إنجازات وإخفاقات، تراجعت معها شعبية السيسى ثم زادت معدلات التراجع في الشهور الأخيرة بالذات، وهو ما لا يبدو أنه بلغ مسامع الرئيس، ولا أدرك خطره إلى الآن، فهو يقول إنه جاء رئيسًا باستدعاء المصريين، وهذا صحيح، فقد منحه الناس ثقة بلا حدود، ووضعوا أمانيهم وآمالهم الكبرى على عاتقه، وانتظروا الحلم الذي لم يتحقق، ولا بانت إمارات مؤكدة سيرنا في طريقه، وهو ما يفسر ويبرر انتشار الإحساس بخيبة الأمل في قلوب الناس، وضعفت ثقتهم في نداءات الرئيس.. والآن لو طلب الرئيس نزول الشعب لتأييده في الإصلاح الاقتصادي لن يجد سوى العشرات لا عشرات الملايين، حيث فقد التفاف الشعب حوله بسبب التخبط الاقتصادي.

*عقد المصريون آمالاً عريضة على قدرة الرئيس السيسى وحكومته على إحداث نقلة نوعية كبيرة للاقتصاد والأوضاع بشكل عام ولكن ما نراه هو العكس تمامًا تردى في كل القطاعات.. إلى أين تتجه مصر؟
**المصريون صبروا وتحملوا الرئيس السيسى الذي يطالبهم بصبر لا تنفد مواعيده، ويتحدث عن "برنامج إصلاح" هو برنامج خراب بامتياز، وإشعال لحرائق الغلاء، وتكبيل للبلد بالديون الثقيلة، وبيع للشركات والبنوك والأصول الإستراتيجية الكبرى، والعودة إلى مآسي الخصخصة و"المصمصة"، والتراخي في كنس إمبراطورية الفساد التي نهبت موارد وأموال تريليونية لو جرى استعادتها، فهى تكفى لسداد ديون مصر لثلاث مرات على الأقل.

*في ظل هذه السياسات المتخبطة سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وغياب الرؤية والأفق إلى أين تتجه مصر؟
**مصر تتجه إلى ما قبل الثورة بل يزداد الأمر سوءًا وذلك بسبب القرارات المنحازة التي يدفع ثمنها ويتحملها المواطن البسيط، وليس رجال الأعمال والطبقات العليا، حيث تجد عندما فرضت الدولة ضرائب على الأسهم بالبورصة وسرعان ما ألغيت.. كما يظهر ذلك في إعلان خطة الخصخصة المقبلة وقد تضطر الدولة إلى بيع شركات إستراتيجية وبيع ما لم يبعه مبارك.. فالنظام الحالي مثل نظام الإخوان أيضًا يستخدم نفس تعبيرات وأدواته مثل الشعب لم يجد من يحنو عليه واستعطاف رجال الأعمال لتقديم مساعدات للشعب وهذا يعد ابتذالاً لقيمة الإنسان لأن هناك فرقًا بين الحقوق والصدقات.
* اتخذت الحكومة قرارات اقتصادية شديدة الصعوبة والتعقيد بعد تعويم الجنيه ورفع الدعم عن المحروقات.. كيف ترى توقيت هذه القرارات وتأثير تعويم الجنيه على بلد يعيش أكثر من 50% من أبنائه تحت خط الفقر ويستورد 50% من احتياجاته.. هل راعت الحكومة عواقب مثل هذه القرارات؟
**من المؤكد أن هذه القرارات ليست قرارات الحكومة لأننا ليس لدينا حكومة ولكن ما هى إلا تقليد للحكومة لأن الرئيس هو صانع القرارات، والوزراء سكرتارية، ومن الظلم أن ننسب تلك القرارات للحكومة.. هذه القرارات ينطبق عليها المثل الشعبي "نجرب المتجرب والباقي مفهوم"، والرئيس السيسى يتصور أن له شعبية هائلة تكفل أن يتلقى الشعب المصري أي قرارات صادمة دون أن يبدى أي رد فعل.

**الأوضاع التي تمر بها مصر حاليًا تشبه أو هى أسوأ من أيام مبارك هل يمكن تكرار سيناريو 25 يناير أو حتى خروج فعاليات غاضبة واضطرابات اجتماعية في ظل التقشف وانهيار القوى الشرائية للجنيه.. فهل تتوقع موجة فوضى؟
**أتوقع خروج انفجارات اجتماعية تلقائية بحدوث شرارة غير متوقعة من نوع التعذيب في أقسام الشرطة المتكررة حيث أصبح ذلك "سيناريو متكرر" بشكل يومي ويعد ذلك غباءً أمنيًا للداخلية، بالإضافة إلى أن سياسة الدولة في التعامل مع الشعب لم تعد تشكل همًا لها فالأولوية ل"البزنس" والمليونيرات.

*غاب الغلابة وكان حضور الأمن لافتًا خلال ما أطلق عليه إعلاميًا ثورة الغلابة كيف تفسر هذا الغياب.. فهل هذه رسالة تأييد للسلطة وهل رفع المصريون الراية البيضاء وعلام يعتمد النظام حاليًا رغم قرارات الكارثية؟
**لا يوجد شىء اسمه ثورة الغلابة وإنما هذا مسخ مصطنع لجس نبض النظام.. لأنه عندما يدعى الإخوان أنها ثورة وأن لهم علاقة بالغلابة فذلك يعد مسخًا لأن الإخوان مثل نظام مبارك لا يعرفون شيئًا عن الغلابة، ولا ينشغلون بهمومهم فهم يحملون أجندة ليبرالية رأسمالية متطرفة بالإضافة إلى انه لا يحق لأي فئة استغلال آلام المواطن البسيط والتلاعب بهمومه.

*ما من دولة طبقت وصفة صندوق النقد إلا ولاحقتها الكوارث وكانت الأرجنتين هى آخر مثال.. لماذا لم يختر النظام إلا هذه الوصفة وضرب بعرض الحائط جميع النصائح والتحذيرات؟
لم يدخل صندوق النقد الدولي بلدًا إلا وخربه، وهو ما جعله يحمل بجدارة صفة صندوق "النكد"، ولم تكن العودة إلى صندوق "النكد" الدولي مفاجأة، فقد بدا كل شيء غامضًا في الاقتصاد مع تولى السيسى للرئاسة، وبدت الإشارات الأولى إيجابية إلى حد ملحوظ، فقد جرت تفعيل لدور الدولة في الاستثمارات، وتوافرت موارد هائلة من خارج الموازنة الحكومية.
*بدون مقاطعة هل ترى أن هذا الرهان قد نجح في تحقيق ثماره وأزال آثار الخراب الذي خلفته ثلاثة عقود من فساد واستبداد مبارك ؟
** الوضع غني عن الحديث فالأمور الاقتصادية تتأزم أكثر فأكثر والجيش تدخل بقوة في ميدان الاقتصاد لإنقاذ الوضع في جميع المجالات "صناعية وتجارية وزراعية"، وهذا التطور مؤشرًا على تقدم قوة مبادرة جديدة، تبنى نوعًا مستجدًا من رأسمالية الدولة.. ونحن اتبعنا وصفة في آخر الثمانينيات إلى الآن لو كانت هذه الوصفات تؤدى إلى الإصلاح لكانت أصلحت ما مضى عندنا أو عند غيرنا.. والنظام اختار هذه الوصفة لأن جميع المستشارين الاقتصاديين الذين يلجأ إليهم الرئيس السيسى كلهم من مدرسة الصندوق الدولى وفى رأيى أنهم مستشارون من الفرز العاشر.

*لكن هل اختلفت طريقة تعاطى السيسى مع الأزمة عن أسلوب نظام مبارك أم ترى أن الأمر مجرد سيناريو كربونى؟
** وفى أيام مبارك نتحدث عن حكومة رجل الأعمال والآن نتحدث عن حكومة خدم رجال الأعمال لأن أغلب الوزراء في الحكومة الحالية كانوا يعملون في شركات القطاع الخاص المملوكة لرجال أعمال.. نحن ندور في حلقة مفرغة من الوصفات التى تتصور أن أزمة الاقتصاد المصرى أزمة مؤشرات مالية أو أزمة نقدية والتى مصيرها الحتمى الديون مما يترتب عليه خصخصة القطاع العام وبيع الشركات الإستراتيجية.

* أثار ظهور المشير طنطاوى فى ميدان التحرير جدلا لاسيما بعد حديثه عن رفضه إعدام قادة الإخوان وهو ما ترجم بعد أيام بحسب مراقبين لإلغاء حكم الإعدام فى قضية التخابر فضلاً عما تردد عن زيارته للنوبة ما برأيك الرسائل التى أراد طنطاوى أرسلها من الميدان؟
**لا توجد رسائل وراء نزول المشير طنطاوي إلى ميدان التحرير وليس لها أي مغزى وذلك لسبب بسيط أن بيت عائلته فى عابدين وكان يمر من ميدان التحرير بالصدفة.. والمشير طنطاوى ليس له أى دور فى المشهد سوى كونه رجلا طيبا وبركة.. والحديث عن زيارته للنوبة مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة.
* في هذه الأجواء طرح إبراهيم منير نائب مرشد الإخوان مبادرة للمصالحة مع الدولة ثم تراجع وألغت محكمة النقض حكمين بإعدام مرسى والشاطر برأيك ماذا يجرى فى الكواليس وهل هناك مصالحة؟
**قيادة الإخوان الحالية بائسة ولديها تصلب فى الشرايين.. لأن لو لديها عقل وفكر كانت قبلت بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وكانت تتلاشى كل ما جرى وكل هذا الدم الذى أحرق قلوب الناس فأى مصالحة يتحدثون عنها الآن.. أنا مع العدالة وليست المصالحة والعدالة تتحقق فى إتاحة الفرصة لهم للعب دور سياسى من خلال حزب سياسى وحل الجماعة، وأيضا إلغاء جميع الجماعات المتلفحة بعباءة الدين مثل الجماعة الإسلامية والدعوة السلفية وغيرها واقتصار عمل الدعوة على الأزهر وفى هذه الحالة يفصل كل هذه الجماعات عن الإرهاب ويصبح عملها سياسيا فقط وبذلك يكون الإرهابي هو من يحمل السلاح فى وجه الدولة.

*هناك من يرى أن المشير السيسى سيكون مرشحًا لجماعة الإخوان خلال الانتخابات المقبلة وأن سيناريو مراجعات الجماعة الإسلامية سيتكرر مع الإخوان هل تدعم هذا الطرح؟
**استبعد تمامًا طرح أي مراجعات "فمن سيراجع لمن".. الجماعة تخلصت من صوت العقل الوحيد في سنة 1996ولا أرجح معه أي استماع لصوت الحكمة داخلها بل إن مواقف الجماعة خلال المرحلة المقبلة ستزيد تطرفًا وجنونًا لغياب صوت العقل وسيطرة تيار على مفاصلها لا يضع في اعتباره إلا مصلحة الجماعة.

*بعد إلغاء حكم الإعدام بحق قادة الإخوان ومبادرة منير فوجئ الرأي العام برفع اسم الفريق شفيق من قوائم الترقب فكيف قرأت هذا الأمر وهل شفيق سيلعب دورًا سياسيًا خلال المرحلة المقبلة؟
**الفريق شفيق ليس له أي دور الآن لأنه من بقايا نظام مبارك وصعب تقبله في المشهد السياسى حيث تحول لكارت محروق.
* وهل ينطبق الأمر على الدكتور محمد البرادعي رغم الآمال التي بنيت عليه فى السابق وحاليًا؟
**رأيي في البرادعي قديم فهو راجل خواجة يعرف عن مصر ولا يعرف مصر.. ولذلك عند عودته لمصر رفضت استقباله في المطار.. وقد منح فرصة كبيرة ليكون سعد زغلول الثاني ولكنه لا يصلح لأنه لم يعكر صفو عينه بمعاناة المصريين.

*يكتفى حمدين صباحى فى الظهور فى الأزمات حيث انتقد موقف الحكومة من أزمة رأس غارب ورفض تغول القوات المسلحة كما أنه طرح مبادرة للخروج من الأزمة الاقتصادية فكيف ترى ظهوره المفاجئ بعد اختفاء طويل؟
**لا يحق لأحد انتقاد القوات المسلحة فى مشاركتها فى إنقاذ مصر من الأزمات الشعبية لأنه من المتعارف دوليًا نزول الجيش فى الأزمات والكوارث، وحمدين صباحى راجل سياسى عاقل وهو راجل ابن المدرسة الناصرية وليس من الممكن أن يتحدث عن حكم العسكر، وكنت لا أريده أن يترشح فى انتخابات الرئاسة الماضية، وأرى أن حمدين صباحى "كارير" كان يستحق وضع سياسى أكبر من ذلك.

*شهدت مصر تجربة جبهة الإنقاذ في أوضاع لم تكن مثل التي تعيشها حاليًا فهل ترى تجربة جبهة الإنقاذ قابلة للتكرار؟
**السياسة ليس لها حاكم أو معايير ومن الممكن تكرار تجارب جبهة الإنقاذ والجمعية الوطنية للتغيير.. ولكن الجيش المصرى أصبح ضمن الشارع السياسى ولن يتخلى عن الشعب المصرى إذا أبدى غضبه من أى رئيس، ونحن نختلف فى مصر ولا نختلف على مصر.
*من الصعيد الداخلى ننتقل للصعيد الإقليمى ترددت تقارير عن العلاقات بين القاهرة والرياض وصلت لطريق مسدود بل إن البعض زعم أن الرياض تبحث عن خليفة للسيسى وأنها تحاول إقناع أبو ظبى برفع حمايتها ووقف دعمها المادى عن السيسى فهل وصل الأمر لهذا المنحى الخطير؟
**الأمر ليس خطيرًا فالعلاقات الدولية بين جميع دول العالم يوجد بها تقارب وتباعد، وعلاقة مصر بالدول العربية علاقة وحدة عربية واصطفاف حول أمن وأمان الوطن العربي.

*تشهد مصر عدة أزمات مع الجانب السعودي بداية من قضية جزيرتى تيران وصنافير إلى رفض مصر التدخل البرى للسعودية فى سوريا، وصولاً لوقف شركة أرامكو النفطية تصدير المشتقات النفطية فى محاولة لتركيع لمصر؟ إلى أين تصل تلك الخلافات؟
**في الحقيقة لا يستطيع أحد تركيع مصر مهما كانت قوته لأننا فى ترابط وجموع الشعب المصرى وراء تقوية بنيان الدولة، والخلافات بين مصر والسعودية خلافات بسيطة فى رؤى دولية فالمملكة السعودية بلد عربى شقيق ولابد أن نقف جميعا وراء مصلحة الوطن العربى والشعب العربي.

*هللت أبواق النظام لوصول ترامب لسدة البيت الأبيض ومع هذا حذر مختصون فى الشأن الأمريكى من أن شهر العسل بين ترامب والسياسى سيكون قصيرًا جدًا فكيف ترى مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية؟
**نحن لا ناقة لنا ولا جمل فى الانتخابات الأمريكية والفرق بين أى رئيس أمريكى وآخر مثل الفرق بين البيبسى والكوكاكولا كلاهما واحد.. وعمر العلاقة بين مصر وأمريكا هو نفس عمر انحطاط مصر اقتصاديًا وسياسيًا وعلى جميع المستويات والمثال على ذلك سنة 1979 عندما وقعت مصر معاهدة السلام ولحقتها المعونة الأمريكية وفرض وصايتها وصلنا إلى تجريف البلد وانحطاط لم تصل إليه مصر من قبل وأصبحنا رأسًا برأس مع بوركينا فاسو فى مؤشر الفساد.

ولكن فى المقابل هل هناك تجربة نجح فيها نهج المقاومة فى إفشال مخططات أمريكية؟
** واجهت إيران العقوبات الأمريكية بقوة وشجاعة فمن الذى فاز فى النهاية.. العقوبات تفوز لأنها استنفرت الحس الوطنى والبحث عن بديل.. والحديث عن علاقة ترامب بالرئيس السيسى وأن ترامب سيقدم لمصر شيئا فهذا كلام بائس قيل مثله فى عهد أوباما.. ولابد من التخلص من التبعية المرضية لأمريكا على أنها المخلصة من المشاكل والأزمات.

يسعى الحزب الجمهورى لتمرير قانون بالكونجرس باعتبار جماعة الإخوان المسلمين إرهابية بعد تنصيب ترامب، كما أنه توعد خلال حملته الانتخابية بنهج موقف متشدد مع الإسلاميين، برأيك ما المصير الذى ينتظر الجماعة والإسلام السياسى إذا نفذ ترامب برنامجه الرئاسي؟
**وضع جماعة الإخوان المسلمين داخل مصر يختلف عن وضعها فى أمريكا .. فماذا يجدى حظر أمريكا للإخوان أو عدم حظرهم فالإخوان فى أمريكا لا يفعلون ما يفعلونه الإخوان فى مصر، والذى يعتقد أن ترامب سيخلصنا من الإخوان ففكره بائس.

*السفير الإسرائيلى شكر الجانب المصرى على مشاركته فى إطفاء الحرائق التى أصابت مساحات شاسعة.. كيف ترى تدخل مصر فى إطفاء حرائق الاحتلال الإسرائيلي؟
**مصر والأردن نفيا ذلك الخبر وأنا أؤيد ذلك لأن مصر والأردن لا يمتلكان الإمكانيات لإطفاء حرائقهما ومن غير المعقول أن يشاركا فى إطفاء حرائق بالحجم الضخم هذا وهما لا يمتلكان أى إمكانيات لذلك.. ما تردد عن فرحة الشعب المصرى بالحرائق التى أصابت إسرائيل فيعد هذا حقًا أصيلاً له ولكن الأهم أن يحترق الحلم الإسرائيلى الصهيونى ودعم القضية الفلسطينية.

* عن الوضع فى سوريا وكيف يرى الحل للخروج من الأزمة بعد أن تحولت إلى ساحة للحرب بالوكالة بين القوى الكبرى والإقليمية وهل يرى أى إمكانية لعودة سوريا دولة موحدة قوية وكيفية الخروج من الأزمة؟
اعتقد أن الأوان قد فات لأن سوريا أصبحت مقسمة، حيث اختفت معالم الثورة هناك وأصبح الصراع مسلح ولا مكان لوجود الديمقراطية، حيث احتلت جماعات مسلحة المناطق السورية بحجة الإسلام والحرب من أجل الإسلام والإسلام منهم برئ.

*في ظل الأجواء المعقدة التي تمر بها الدولة المصرية والإقليم والعالم.. ما هى الخيارات التي تراها للخروج بمصر من أزمتها أو ما يسميه البعض روشتة العلاج؟
تحتاج مصر الآن إلى تصرف عاقل ورشيد، وإلى حوار وطني شامل، يضم خبراء البلد واتجاهاته كلها، ويضع النقاط فوق الحروف بصراحة ووضوح، قبل أن تقع الفأس فى الرأس، ويندفع الوضع كله إلى انفجار اجتماعى لا تحمد عواقبه، وذلك عن طريق الإصلاح الاقتصادى ولن يتم الإصلاح الاقتصادى إلا بالإصلاح السياسي، فلا يصلح أن تستمر البلد وهناك آلاف العشرات وراء القضبان؟

*ما الخطوات العملية المطلوبة لإنجاز خروج سريع من الأزمة؟
** أطالب بقانون عفو شامل وإخلاء سبيل جميع المحتجزين غير المتهمين فى قضايا عنف وإرهاب غير مباشر أى خروج المتظاهرين والاتهامات غير المستندة لأدلة مثل الانضمام لفصيل سياسى أو غير ما لم يرتكب جُرما واضحا، وذلك بالتوازى مع الإصلاح فى الجانب الاقتصادى عن طريق فرض ضرائب تصاعدية حيث إنها مفروضة فى الدنيا الرأسمالية كلها، بالإضافة إلى إقرار الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.