الحكومة وراء الأزمات.. والمتضرر المواطن الفقير المصالحة مع الإخوان لن تجدي ولو وجدنا منها خيرًا لسعينا وراءها البرادعي يفتقد الحس الوطني
"الحكومة السبب في الأزمات".. قالها النائب البرلماني فؤاد بدراوي خلال حوارنا المطول معه عن الأزمات التي تمر بها البلاد، معللاً أن السبب وراء تلك الأزمات الحكومة الحالية بقيادة المهندس شريف إسماعيل، لعدم فرض سيطرتها على الإرهاب وجشع التجار الذين لم يجدوا ضابطًا أو رابط. وأشار بدراوي في حواره ل"المصريون" إلى أن مجلس النواب شهد جلسة نقاشية ساخنة بين مجموعة من النواب ورئيس الوزراء شريف إسماعيل، لوضع حد لما يحدث من أزمات وعلى رأسها أزمة الدولار التي باتت تهدد الحالة الاقتصادية. وأضاف الأزمات جعلت الحكومة في مأزق يحتاج إلي حيل للخروج منها ,مشيرا إلي أن مثل هذه الأفعال جعلت الأقاويل تترد حول تعثر الرئيس عبد الفتاح السيسي في إدارة تلك الأزمات وهذه الأقاويل خاطئة والرئيس لم يتعثر ويسير علي خطي ثابتة نحو الإصلاح الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي والدليل علي ذلك مؤتمر الشباب الذي يعد تاريخيا. القطب الوفدي والسكرتير العام للحزب سابقا فؤاد بدراوي احد المشاركين في ثورة 25 يناير ضد نظام حسني مبارك وعنصر اساسي في جبهة الانقاذ بعد نجاح الثورة , وظل حديث الشارع السياسي لفترات بعد الحرب التي اندلعت في حزب الوفد بينه وبين رئيس الحزب الدكتور السيد البدوي الذي قرر في النهاية فصل بدراوي وانهاء عضويته الحزبية. في البداية بتقديركم مصر رايحة على فين؟ مصر بخير وآمنة ودائمًا محروسة وهذا ما قاله الله تبارك وتعالى في كتابة الحكيم, ومن الطبيعي في ظل الأوضاع الحالية وعدم الصبر على بعض المشاكل والتراكمات في فترة زمنية مضت لأكثر من 50 عامًا, من حالة سياسية واجتماعية واقتصادية كل هذا الخلل علاجه لا يأتي لسنة أو سنتين, المهم بداية الطريق تبقي صحيحة وعلينا الصبر للخروج بمصر إلى بر الأمان لأن التداعيات التي يعاني منها المواطن الفقير والأوضاع لم تعد تتحمل أي هزة بل يجب أن يكون هناك استقرار. الجيش والداخلية والقضاء والإعلام تساند الرئيس عبد الفتاح السيسى فما سبب تعثره؟ الرئيس لم يتعثر وهذا مخالف للواقع والحقيقة أنه يمشي على خطى ثابتة في إصلاح اجتماعي وسياسي واقتصادي, لكن جشع التجار واستغلال البعض للازمات لإثارة الاضطراب داخل الوطن, لافتًا إلى أن مجلس النواب شهد جلسة ساخنة مع رئيس الوزراء وبعض ممثلي الحكومة للوقوف حول إنهاء الأزمات التي تضر بالمواطن الفقير على رأسها غلاء الأسعار وارتفاع الدولار. ماذا عن دولة مبارك وهل ترى أن لها دورًا في الأزمات الراهنة؟ دولة مبارك ليس لها أي تدخل في الأزمات الحالية، لأن ليس لدى دليل لأسوقه على ذلك، ولا أعتقد أن المستفيدين من نظام مبارك هم السبب لأن من الممكن أن يكون وراء استغلال هذا الأمر جماعة الإخوان لإحداث فتنة وبلبلة واضطراب ولكن الشعب المصري أذكي من محاولات تسعى لهدم الدولة والوطن, فأنا لا اتهم أي نظام بعينه حول حدوث الأزمات لأن ليس لدى دليل ضد أحد. المصالحة مع الإخوان تم طرحها من جهات عدة فهل ترى أنها باتت ضرورية في ظل الأوضاع الراهنة؟ أتحدث عن نفسي أنا ضد إجراء أي مصالحة مع هذه الجماعة التي تحاول إغراق الوطن, ولكن هذا ليس قرارًا فرديًا, كما أن المصالحة معهم لن تجدي وإن كانت في صالح الوطن لسعينا وراءها حتى إنهاء الأمر والنهوض بالوطن , قائلا جماعة الإخوان لم يتركوا مكانا للصلح ولم يفعلوا أي صالح من اجل الوطن نتذكرهم به. رغم دوره البارز في إسقاط جماعة الإخوان إلا أنه غاب عن المشهد فأين حزب الوفد وما سبب غيابه؟ سبب غياب الوفد تضارب السياسات وعدم الثبات على المواقف من جانب رئيس الحزب ورفض الكثير من الأعضاء لهذه السياسات, لأن الوفد ليس ملكًا للسيد البدوي لكنه ملكًا للأمة, ويكفي ما حدث في انتخابات مجلس النواب الأخيرة حصول أحزاب أقلية على أصوات أعلى من حزب الوفد بعراقته وتاريخه, فالانتماء مبدأ وعقيدة لا يمكن اقتلاع جذورها، وأنا ليس ما يربطني بالحزب كارنيه العضوية إنما انتمائي وعقيدتي هم الأساس, وأنا لم أنظر إلى ترشحي لرئاسة الوفد في المرحلة المقبلة إنما هدفي أن يعود الوفد للوفديين, وأن يعود الوفديون للوفد. ماذا عن دعوات 11 نوفمبر "ثورة الغلابة" وهل تتفق على أنها صناعة أمنية؟ لن يحدث أي شيء في 11 نوفمبر وكل هذا إثارة لمحاولات فاشلة تحاول إجهاض الوطن وتفكيك المشروعات القومية التي تم إنشاؤها، وأؤكد أن الشعب المصري أذكي من أي دعوات هدامة وأي دعوة سوف تؤثر بالسلب على حياة المواطن البسيط. البعض يقول: "مفيش بديل للسيسى" ما تعليقك؟ قناعتي في ظل المشهد السياسي لا يصلح إلا الرئيس عبد الفتاح السيسى, ولكن نحن نسير على دستور تم وضعه من قبل لجنة على أعلى مستوى وينص القانون على أن رئيس الجمهورية له مدتان فمن حق السيسى أن يمد المدة الأولي ويترشح للثانية والصندوق سيد القرار, لكن ما حاول البعض تسليط الضوء حوله بتجديد فترة رئاسية ثانية للرئيس عن طريق جمع توقيعات شىء مخالف للدستور والقانون. ألا ترون أن مصر بحاجة إلى جبهة إنقاذ ثانية؟ مصر بحاجة إلى تكاتف أبنائها للنهوض بها والدفع نحو مستقبل أفضل، وأن يكون الهدف مصلحة الشعب المصري لإحباط المحاولات التي تحاك من الداخل والخارج لهدم مصر, ولا تحتاج إلى جبهة إنقاذ ثانية بل إنقاذها بيد أبنائها. ماذا عن البرادعي وعودته للمشهد السياسي من خلال البيان الذي قام بنشرة؟ من هو البرادعي الذي تتحدث عنه؟ عمومًا أنا شخصيًا وقت جبهة الإنقاذ قلت إنه غير صادق وغير آمن ورجل في تقديري يتصف بعدم الوضوح، ويفتقد الحس الوطني وأكده بما صدر عنه من إرهاصات, الغرض من كل ما يفعله البرادعي محاولات لتصدر المشهد السياسي وان يعيش دور البطولة التي ظل لفترات أن ينالها ولكن دون وجه حق وأنا لا أريد إطالة الحديث عن هذه الشخصية, لكن كل ما أقوله عنه انظروا إلي موقفة في 25 يناير و30 يونيو وهروبه من الواجب الوطني. كيف ترى مؤتمر الشباب وهل نجح في إذابة الجليد بين النظام والشباب؟ لا شك أن مؤتمر الشباب كان لقاء تاريخيًا وما دار فيه من مناقشات كان جيدًا وبداية من الدولة لجذب الشباب والاهتمام بهم لأنهم صناع الحاضر والمستقبل وكل ما أتمناه وأرجوه أن توصيات المؤتمر تكون موضع تنفيذ على أرض الواقع حتى يشعر الشباب أن مؤتمرهم أتي بالثمار وحقق طموحاتهم وآمالهم التي جاهدوا من اجلها وقاموا بثورتين ضد أنظمة حاولت السيطرة علي طموحاتهم. هناك اتهامات للنخبة الليبرالية بالتخلي عن الديمقراطية من أجل مكاسب شخصية واستنكار للتيار الإسلامي ما ردكم؟ هذا أمر واضح وذلك بسبب محاولة التيار الإسلامي ركوب الموجة والانفراد بالسلطة والسيطرة والهيمنة, وهذا ما تفعله الأنظمة الديكتاتورية التي لا تؤمن بحرية الرأي كما شاهدناه في الكثير من الأنظمة السياسية وإلا ما كانت ثورة 30 يونيو.