في مفاجأة جديدة حول معركة الموصل, استبعد قائد قوات التحالف الدولي, الجنرال الأمريكي ستيفن تاونزند, أن تنتهي هذه المعركة قريبا, ورجح استمرارها شهرين آخرين, محذرا من أن خطر تنظيم الدولة سيبقى حتى وإن هزم في العراق. وأضاف تاونزند في مقابلة مع "رويترز" في 7 ديسمبر, أن النصر في الموصل لن يقضي على تنظيم الدولة, لأن مقاتلي التنظيم سيغيرون تكتيكاتهم, ويبقون تهديدا, حتى بعد استعادة كل الأراضي منهم، وسيتحولون إلى حركة تمرد مع مرور الوقت في العراقوسوريا. وتابع" ما أعرفه هو أنهم أظهروا قدرتهم على العودة مجددا, فالقاعدة في العراق هي من أنجبت داعش (تنظيم الدولة)، وما علينا فعله هو التعامل مع الوضع بشكل مختلف حتى لا يتمخض التنظيم عن جماعة متطرفة جديدة تستولي على العراق". ورجح الجنرال الأمريكي أيضا أن تكون عملية استعادة مدينة الرقة في شمال سوريا, أكثر تعقيدا من الموصل، وأنها ستستغرق وقتا أطول، موضحا أن التحالف هناك يعتمد على قوة محلية من الأكراد والعرب السوريين، وهي أصغر مقارنة مع القوات التي تقاتل التنظيم في الموصل. وحسب "الجزيرة", وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مشارف حي الوحدة جنوب شرقي الموصل لمعاودة الهجوم، بعد أن كانت القوات العراقية قد انسحبت من حيي سومر والوحدة بالمدينة بعد تعرضها فجر الأربعاء 7 ديسمبر لسلسلة هجمات متزامنة شنها تنظيم الدولة, وخلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوفها. كما قال مصدر في قوات مكافحة الإرهاب العراقية لوكالة الصحافة الفرنسية :"إن الفرقة التاسعة طلبت دعمنا، وتوجه أحد أفواج قوات مكافحة الإرهاب لتقديم هذا الدعم". وتابع المصدر ذاته "الفرقة التاسعة محاصرة حاليا في المستشفى الذي يبعد كيلومترين عن النهر.. وسنتجه إلى هناك لفتح الطريق لهم". وبدوره, قال رئيس أركان الفرقة التاسعة بالجيش العراقي العميد شاكر كاظم لوكالة الصحافة الفرنسية أيضا :"إن التقدم حاليا في حي السلام الواقع على بعد حوالي كيلومترين من نهر دجلة الذي يفصل بين جانبي المدينة، لكن الوضع حرج, لأن المعارك عنيفة". وفي المقابل، بثت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة تسجيلا مصورا قالت إنه يظهر بعضا من العربات العسكرية المدمرة والمعطوبة للقوات العراقية في محيط مستشفى السلام بحي الوحدة جنوب شرقي الموصل. كما تحدثت وكالة "أعماق" عن مقتل 62 من القوات العراقية وإصابة عشرات وتدمير 28 عربة مختلفة الأنواع في هجمات شنها مسلحو التنظيم في حي الوحدة جنوب شرقي الموصل قبل أن تضطر تلك القوات إلى الانسحاب. وكانت مصادر عسكرية أكدت انسحاب القوات العراقية من حيي الوحدة وسومر جنوب شرقي الموصل بعد ساعات من دخولها إليهما, بسبب خسائر كبيرة تكبدتها جراء هجمات عنيفة شنها تنظيم الدولة فجر الأربعاء. وحسب "الجزيرة", أفاد ضابط في الجيش العراقي بانسحاب قواتهم "مؤقتا" من مستشفى حكومي داخل مدينة الموصل في الطرف الجنوب الشرقي، بعد يوم من توغلها في تلك المنطقة نتيجة هجمات لتنظيم الدولة. ووفق هذا الضابط, فإن "تعليمات صدرت بالانسحاب بعد قضاء ليلة كاملة من القتال مع تنظيم الدولة الذي كان يحاصر المستشفى من أكثر من محور". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, قالت في وقت سابق إنه بعد ستة أسابيع من بدء القوات العراقية هجومها لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة, فإنه لا تقدم جوهري في المعركة، بينما يتزايد عدد القتلى من المدنيين والعسكريين. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 29 نوفمبر, أن تقدم القوات العراقية أصبح بطيئا بسبب وجود المدنيين واستخدام تنظيم الدولة التفجيرات الانتحارية وتفجير مئات السيارات المفخخة ووضعه مئات القناصين فوق أسطح المنازل لاستهداف هذه القوات. وتابعت " القوات العراقية لا تستطيع أيضا استخدام أسلحة ثقيلة وصواريخ ضد تنظيم الدولة, بسبب الكثافة السكانية العالية في المدينة ". وخلصت الصحيفة إلى التحذير من أن تنظيم الدولة سيقاتل بشراسة في الموصل, مستغلا كثافتها السكانية العالية, وهو ما من شأنه أن يطيل أمد المعركة. وكانت صحيفة "الأوبزيرفر" البريطانية, قالت أيضا إن سكان مدينة الموصل شمالي العراق أعربوا عن عدم رغبتهم في مغادرتها, رغم كل شيء, وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام القوات الحكومية وحلفائها, في محاولتهم استعادة المدينة من أيدي تنظيم الدولة "داعش". ونقلت الصحيفة في تقرير لها في 27 نوفمبر, عن بعض سكان الموصل, قولهم :"إنه من الأفضل لهم الموت بالموصل من العيش في المخيمات القذرة، التي لا يوجد فيها كهرباء أو ماء". وتابعت " النزوح الكبير من المدينة الذي كان يتوقعه الجميع, لم يحدث, وحتى الآن نسبة ضئيلة من مجموع اللاجئين البالغ عددهم 73 ألفا ينتمون إلى مدينة الموصل نفسها، إذ أن أغلب اللاجئين جاءوا من القرى والبلدات القريبة منها المنتشرة بسهل نينوى". وحذرت الصحيفة من أنه في ظل تمسك سكان الموصل بالبقاء في المدينة, فإن المعركة ضد تنظيم الدولة ستطول, لأن الكثافة البشرية تساعد عناصر التنظيم على الاختباء والمناورة, وتعرقل في الوقت ذاته العمليات العسكرية, التي تنفذها القوات العراقية وحلفائها. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية, كشفت أيضا عن مفاجأة مفادها أن القوات المهاجمة لمدينة الموصل, لم تستطع تحقيق تقدم جوهري بعد مرور أكثر من شهر على بدء عملياتها العسكرية لطرد تنظيم الدولة "داعش" من المدينة. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 25 نوفمبر, أنه بعد أسابيع من انطلاق المعركة في أطراف ثاني أكبر مدينة عراقية، فإن القوات المهاجِمة تجد نفسها حاليا أمام كثافة سكانية كبيرة, ما يعرقل تقدمها, ويجعل الحملة العسكرية برمتها محفوفة بالمخاطر. وتابعت " ما زاد من تعقيد الحملة العسكرية, أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سبق أن أطلق تصريحات قبيل انطلاق المعركة طلب فيها من أهالي الموصل البقاء في منازلهم، لكن القادة العسكريين العراقيين يضغطون على العبادي حاليا من أجل تغيير تكتيكات القتال". واستطردت الصحيفة "القادة العسكريون يريدون من حكومة العبادي تشجيع أهالي الموصل على الفرار إلى بعض المناطق التي تمت استعادة السيطرة عليها بأطراف المدينة، كي يتسنى تكثيف القصف الجوي والمدفعي على تنظيم الدولة من جهة, وتجنب إيقاع خسائر في صفوف سكان المدينة الذين يزيدون على مليون نسمة, من جهة أخرى". وخلصت "وول ستريت جورنال" إلى القول :" إن الكثافة السكانية العالية في الموصل أعاقت تقدم القوات المهاجمة, ومنحت في الوقت ذاته ميزة لتنظيم الدولة". وبدأ التحالف الدولي -الذي تقوده الولاياتالمتحدة وتشارك فيه قوات من عدد من البلدان الغربية والعربية- ضرب أهداف لتنظيم الدولة في سورياوالعراق منذ 2014، وهو يقدم حاليا دعما جويا وبعض المساندة البرية للهجوم على الموصل، ويعمل مع مقاتلين أكراد وعرب ضد تنظيم الدولة في سوريا.