قالت مصادر مطلعة إن ملف المصالحة بين جماعة الإخوان والدولة يسيطر على اجتماع مجلس شوري جماعة الإخوان المسلمين المنعقد منذ ثلاثة أيام في مدينة إسطنبول التركية، وفرضت عليه الجماعة أقصي درجات السرية لأهمية الملفات التي ستقرض علي الاجتماع الذي يرأسه إبراهيم منير القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان. وأفادت المصادر أن اجتماع مجلس شوري الجماعة يسير في إطار الطريق المرسوم الذي طرحته مجموعة الأمين العام للجماعة الدكتور محمود حسين الداعم للمصالحة بين الدولة والجماعة والبحث عن تسوية في مجمل الخلافات الدائرة حاليًا بين الطرفين في ظل تعقد أوضاع الجماعة وعدم تحقيق المواجهة مع النظام. ولفت المصادر إلى أن هناك إجماعًا داخل الاجتماع علي ضرورة المصالحة مع مؤسسات الدولة المصرية على أن يكون الرئيس السيسى خارج هذه التفاهمات باعتبار أن أي دور لهم سيعرقل أي مصالحة بين الجماعة والدولة في ظل تبنيه حرب التصفية ضد الجماعة خلال السنوات الماضية حيث تقبل الجماعة استمراره حتي نهاية ولايته الحالية وعدم ترشحه خلال الانتخابات المقبلة. وتجري -بحسب مصادر- تفاهمات بين جبهة إبراهيم ومحمود حسين وبين الدولة المصرية وبعض القادة العسكريين رفيعي المستوي بوساطة قوي إقليمية ودولية تسعي لحلحلة الأزمة الشديدة في مصر بعد إخفاق حكومة السيسي في الخروج بمصر من النفق المظلم التي تعاني منه منذ الثالث من يوليو وربطت المصادر بين التصريحات التي أدلي بها ياسين اقطاي القيادي في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا وبين انعقاد مؤتمر مجلس الشوري بإسطنبول بشكل يؤكد أن أشواطا عديد ة قطعت في هذا السياق لصالح ملف المصالحة بين الإخوان والنظام باعتباره يحظي بقبول قوي مؤيدة لجماعة الإخوان وفي مقدمتها قطروتركيا والمملكة العربية السعودية . ولفتت المصادر إلي أن انعقاد هذا المؤتمر وبهذا الكم الكبير من أعضاء مجلس شوري جماعة الإخوان يؤكد أن الصراع قد حسم لصالح جبهة إبراهيم منير ومحمود حسين وأنها استطاعت إقصاء جبهة المكتب الإداري للإخوان بالخارج برئاسة الدكتور أحمد عبد الرحمن المعارضة لأي مصالحة مع الدولة والمطالبة بعودة الدكتور مرسي ومحاكمة المتورطين في فض رابعة والنهضة. من جهته أكد سامح عيد القيادي الإخوان المنشق والباحث في شئون الحركة الإسلامية أن التيار الغالب داخل جماعة الإخوان المسلمين بقيادة إبراهيم منير يميل للمصالحة مع الدولة المصرية في إطار السعي للحفاظ علي كيان الجماعة التي تعرضت خلال السنوات الثلاث الماضية لأقصي ضربات في تاريخها . ونبه إلي أن تيار منير وحسين هو الغالب داخل الإخوان وهو يتعرض منذ فترة لضغوط من القوي الداعمة وفي مقدمتها قطروتركيا للمصالحة مع النظام خصوصًا أن مجمل الأوضاع في المنطقة لم تعد تتحمل انفجار دول كبيرة بحجم مصر مرجحًا أن تأخذ المصالحة بين الدولة والإخوان فترات طويلة لتعقد الملفات التي تحكم الأزمة بينهما.