غادر الرئيس عبدالفتاح السيسي الإمارات أمس، دون لقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، بعد تواتر أنباء عن احتمال إجراء قمة ثلاثية مصرية سعودية إماراتية في أبوظبي، هدفها رأب الصدع بين الرياضوالقاهرة بعد التوتر الذي ساد علاقة البلدين على خلفية تصويت الأخيرة لمصلحة المشروع الروسي بشأن سوريا في مجلس الأمن. وجاءت زيارة السيسي إلى الإمارات بعد 3 أسابيع من دعوة "لم الشمل العربي" التي اتفقت مصر والإمارات عليها، أثناء زيارة ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، للقاهرة في 10 نوفمبر الماضي. وكانت وسائل إعلام مصرية تحدثت عن أن هناك ترتيبات لإجراء قمة ثلاثية بين مصر والسعودية والإمارات، لإصلاح العلاقات بين القاهرةوالرياض التي شهدت توتراً خلال الفترة الماضية. وقالت الدكتورة نهى بكر، خبيرة العلاقات الخارجية وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن "التوقعات بأن الرئيس السيسي سيلتقي الملك سلمان بالإمارات، خلال الاحتفال بالعيد الوطني، كانت عبارة عن تكهنات صحفية دون أن يخرج المسئولون في مصر والسعودية لتأكيد أو نفي ذلك". وأضافت: "السيسى غادر الإمارات قبل وصول الملك سلمان، وهذا لا يعنى أن الدولتين لا ترغبان فى التصالح أو الحوار فيما بينهما، لكن التأجيل يرجع لأسباب أخرى يعلمها قادة الدولتين". وتابع: "الجميع يعلم أن هناك اختلافًا فى الرؤى بين الدولتين، وسيتم التوافق عليها قريبًا، لأن الاتجاه الغالب هو أن يكون هناك تصالح بينها، نظرًا لدورهما كحليفين إقليميين". وقال الدكتور مختار غباشى، نائب رئيس "المركز العربى للدراسات الاستراتيجية والسياسية"، إن "هناك احتمالين يؤكدان دور الإمارات فى إجراء المصالحة بين الطرفين، الأول قيامها بإجراء المصالحة لكن كان هناك طرف متعاند قبل جلوسه على طاولة المفاوضات، مما أدى إلى فشلها قبل الإعلان عنها". وأضاف: "الاحتمال الثانى، هو أن المصالحة كانت عبارة عن تكهنات، وأن الإمارات كانت تريد السيسى فى أمور أخرى بعيدة عن المصالحة، التى أثيرت خلال الزيارة للطرفين"، موضحًا أن التصالح مطلوب فى الوقت الحالي، لأن الصراعات بينهما أدت إلى وجود خلل فى قضية السياسية بالعالم العربي. وأشار إلى أن "أن الإمارات ستستمر فى التدخل لحل الخلاف بينهما حتى يستقر الوطن العربي، لأن الدولتين يمثلان محورين رئيسيين بالمنطقة". وقدمت الرياض، الداعم الأكبر لمصر فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساعدات اقتصادية كبيرة للقاهرة منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى فى 2013، إلا أن مواقف البلدين لم تكن منسجمة فى بعض الملفات الإقليمية، مثل الملفين السورى واليمنى. ونشبت أزمة بين مصر والسعودية عقب تصويت القاهرة في مجلس الأمن منتصف أكتوبر الماضي إلى جانب مشروع قرار روسي، لم يتم تمريره متعلق بمدينة حلب السورية، كانت تعارضه دول الخليج والسعودية بشدة.