قال تعالى {وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} فما هى الهمزة وما هى اللمزة اللتان جاء ذكرهما فى القرآن الكريم. أوضحت التفاسير وكتب العلماء المفسرة لآيات القرآن الكريم أنّ الهمز هو كل ما يأتى بفعل العين، أمّا اللمز فهو كل ما يأتى بفعل اللسان، وأن ما من شأنه الوقيعة فيما بين الناس أو ذكر لعيوب البعض عن طريق الغمز فهو يعتبر همزًا، وأمّا العيّاب على الناس بكلام فهو يعتبر لمزًا. وقيل أن الهمز أشد؛ لأن الهمز الدفع بشدة. ومنه: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} [المؤمنون: 97]، ومنه قول النبى صلى الله عليه وسلم "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من هَمْزِه، ونفخه، ونفثه" وقالوا: اللمزة: الذى يعيبك فى وجهك. والهمزة: الذى يعيبك فى الغيب. جاء فى كتاب للمبرد أنّ الهمزّ هو قول فيه قبح يكاد لا يسمع أمّا اللمز فهو قول فيه قبح ولكن فى جهارة، وقد قيل أيضًا بأنّ الهمزات من أفعال الشيطان لقوله تعالى (همزات الشياطين)، إذ لم تأتِ (لمزات الشياطين) وهذا يدلّ على أنّ مكائد الشيطان وأفعاله خفية، تكون على شكل همزات وليست لمزات. وجاء على لسان الرّازى حينما أراد التوضيح عن الفرق بين الهمز واللمز، فقال بانّهما يتشابهان فى المعنى وما اللمز إلاّ هى تأكيد للهمز، وأوضح بأنّ الهمز يكون المغتاب وأما اللمزة يكون النمام، وأيضًا قال بأنّ من يعيب فى الوجه فهو هامز، ومن يعيب فى القفا فهو اللامز.