أرجعت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية السبب وراء ترحيب النظام المصري بانتخاب الرئيس الأمريكي ترامب إلى انتقاده السابق لإدارة أوباما، في تعاملها مع الشأن المصري وتركيزها مع حقوق الإنسان في الوقت الذي تحارب فيه القاهرة جماعات الإرهاب في سيناء. وقالت المجلة في تقرير لها، إن المصريين وخاصة أصحاب التوجهات الموالية للحكومة، من بين أسعد الناس في العالم بفوز «ترامب» مشيرة إلى أن هذا قد يبدو غريبا بالنسبة إلى بلد يتمتع بأغلبية إسلامية، فبالنظر إلى أن «ترامب» طرح فكرة حظر هجرة المسلمين إلى الولاياتالمتحدة وإنشاء نظام لتسجيل المسلمين المتواجدين بالفعل في البلاد. من أجل فهم هذا القبول الذي يحظى به «ترامب» لدى المصريين، من المهم أن ننظر إلى المرشح الخاسر. وأضاف التقرير أن هيلاري كلينتون لا تحظى بشعبية كبيرة في مصر، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى الفترة التي شغلت فيها منصب وزير الخارجية الأمريكي في عهد «أوباما» خلال الثورة المصرية عام 2011، والتي أطاحت بالرئيس الأسبق «حسني مبارك». وأوضح التقرير أنه منذ اليوم العاشر للثورة، طالب «أوباما» نظيره المصري، وحليف الولاياتالمتحدة لثلاثة عقود، بالاستجابة لمطالب المتظاهرين بالتنحي عن السلطة.لافتة إلى أنه بالنسبة لأولئك المصريين الذين كانوا يميلون بشكل إيجابي تجاه النظام الذي يقوده الجيش، وحتى لمعظم شريحة الوسط السياسي التي تعنى بالاستقرار في المقام الأول، كانت هذه الخطوة بمثابة خيانة. واعتبر تقرير المجلة الأمريكية أن هذه الخطوة قد مهدت الطريق لصعود الإخوان المسلمين إلى السلطة لاحقا ثم الإطاحة بهم يوليو 2013. كما أن علاقة «كلينتون» الوثيقة مع مساعدتها «هوما عابدين»، التي يدعي بعض النقاد أن عائلتها متعاطفة الإخوان المسلمين، أسهمت في تدهور شعبيتها في مصر. وأكد أن السبب الرئيسي لجاذبية «ترامب» هو أنه ببساطة ليس «هيلاري كلينتون» ولكن هذا ليس هو السبب الوحيد. فالنظر إلى حساب «ترامب» على تويتر يمكن أن يكشف لماذا لدى الرئيس المنتخب الكثير من المعجبين في القاهرة. وتابع : منذ عام 2011، قام «ترامب» التغريد 10 مرات على الأقل منتقدا تخلي «أوباما» عن «مبارك»، كما قام عشرات المرات بانتقاد الأريحية المزعومة لسلفه تجاه جماعة الإخوان المسلمين. منذ انتخاب قائد الجيش السابق «عبد الفتاح السيسي» في ربيع عام 2014، فإنه قام بالتغريد عن مصر مرة واحدة وذلك لتأنيب الإدارة لتركيزها على حقوق الإنسان في الوقت الذي تحارب فيه القاهرة الجهاديين المتحالفين مع تنظيم الدولة الإسلامية في سيناء. وغرد «ترامب» آنذاك قائلا: «هل تصدق أن جون كيري ذهب إلى مصر لإجراء مباحثات حول مشاكل حقوق الإنسان؟ هل يعتقد أن هذا هو كل ما يجري حوله؟». ووصف كل هذه المواقف بأنها تعد بمثابة موسيقى في آذان القاهرة. تأتي إدارة «ترامب» على الأرجح دون أي اهتمامات بقضايا حقوق الإنسان ومن غير المرجح أن تقوم بتعليق المساعدات بسبب انتهاكات هذه الحقوق كما فعلت إدارة «أوباما». واستطرد التقرير:عندما تدفق 140 من القادة الأجانب إلى نيويورك في سبتمبر من أجل حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة فقد خصص «ترامب» وقتا للقاء واحد منهم فقط هو «السيسي». (اجتمعت كلينتون معه أيضا وقامت بالتخفيف من لجهة انتقادها للانتهاكات حقوق الإنسان، كما اجتمعت مع 2 آخرين من قادة الدول). وبعد اللقاء، أشاد «ترامب» بالسيسي ووصفه بأنه «رجل رائع نجح في السيطرة على مصر وطرد الإرهابيين منها»، على الرغم من أن مقاتلي تنظيم الدولة في سيناء لا يزالون يشنون هجماتهم بشكل منتظم. وأوضح أنه قبل ذلك بيوم واحد كان «السيسي» قد أكد في حوار صحفي أن تصريح «ترامب» بحظر المسلمين من دخول أمريكا كان مجرد تصريح خطابي، وأنه لا يشك في أن رجل الأعمال سوف يكون رئيسا رائعا. وأشار الى أنه عندما تسربت أنباء فوز «ترامب»، كان «السيسي» هو أول زعيم أجنبي يقوم بتهنئته قبل سائر حلفاء الولاياتالمتحدة مثل المملكة المتحدة وألمانيا. وفي الأسبوع الماضي، أثنى الرئيس المصري على «فهم ترامب العميق لما يجري في المنطقة وفي مصر على وجه الخصوص» معربا عن ثقته في مساعي الإدارة الجديدة نحو «تعزيز العلاقات الثنائية».