قال موشي نسيم -وزير العدل الإسرائيلي الأسبق وأحد مؤسسي حزب الليكود اليمني - إن فكرة "الحكم الذاتي للفلسطينيين هي جزء من اتفاقيات كامب ديفيد مع مصر". وكشف نسيم في مقابلة مع القناة السابعة العبرية عن تفاصيل ما قبل إبرام اتفاقية السلام مع مصر، موضحًا أنه "قبل انتخابات عام 1977 بإسرائيل -وهو عام زيارة الرئيس السادات للقدس- صاغ مناحيم بيجن رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك المسار السياسي لليكود بخط يده وأعطى تلميحات بأن الليكود ينوي مع توليه الحكم، التوصل لاتفاق سلام مع مصر". وأضاف: "بالتأكيد لم يكتب بيجن هذا الأمر بكلمات صريحة لكن كل من يمكنه القراءة وتفسير الأحداث يستطيع أن يفهم أنه كان ينوي السلام مع مصر، وأنه لن يوافق على استمرار الوضع على ما هو عليه ويريد التحرك في اتجاه مسار سياسي مع القاهرة". وعن تسلسل الأحداث قبل المفاوضات مع مصر، أشار إلى أنه "كما هو معروف لا يمكن التوصل لاتفاقية سلام مع دول عربية دون التعامل مع ما يعرف بالمشكلة الفلسطينية، فلابد بطبيعة الحالة أن يتم مناقشة وحل هذه المشكلة، ولهذا تبنى بيجن الحل الأكثر نجاحا ألا وهو الحكم الذاتي". وتابع: "الحكم الذاتي له ميزه وهو عدم إلزام إسرائيل برسم للحدود، في وقت لم يرغب بيجن في التنازل عن الضفة الغربية، ومن ثم اقترح الرجل فكرة الحكم الذاتي والتي لا تشترط الاهتمام برسم الحدود، أو أسئلة تتعلق بانسحاب تل أبيب من الضفة الغربية، أو هل سيوافق الفلسطينيون بسيادة على الأخيرة؟". واستدرك: "بموجب فكرة الحكم الذاتي؛ أصبح لتل أبيب الحق في إبقاء جيشها بالضفة الغربية والاتفاق نص على تحديد أماكن عسكرية إسرائيلية هناك، والإبقاء على كل المستوطنات التي لنا هناك". وأوضح أن "القاهرة وافقت على الفكرة وأصبحت تتحدث عنها أمام الفلسطينيين، وهو الأمر الذي أيده الرئيس الأمريكي الذي كان مشاركًا في هذا التحرك". وأردف: "كنت عضوًا مع موشي ديان وقيادات إسرائيلية أخرى مثل يوسف بوريج وعيزر فيتسمان، في لجنة المباحثات الخاصة بالحكم الذاتي الفلسطيني، عقدنا جلساتنا في كل من القاهرة والإسكندرية وهرتسليا وغيرها كان هناك خلافات رأي متوقعة، لكن المفاوضات أجريت في جو طيب، وتم إدارتها مع المصريين وبمشاركة وتواجد الولاياتالمتحدة، وفي كل جلسة تفاوضية كان هناك تواجد أمريكي غير مشارك فعليًا في مسار الأمر". وقال: "واصلنا الأمر حتى قرر الرئيس المصري حسني مبارك في يوم ما إيقاف المباحثات، كأنه كان يريد القول إن القاهرة لن تستمر في دفع مصالح الفلسطينيين، لقد شعر باليأس أو ربما لأنه رأى أن الفلسطينيين غير متحمسين أو ربما لأسباب أخرى". ورجح أن "مبارك وإزاء الرفض الفلسطيني فضل ألا يرهق نفسه ويستنزف وقته من أجل مصالح الفلسطينيين واهتم بمصالح وطنه في المقام الأول". وأضاف: "مبارك هو الذي أوقف هذه المفاوضات الخاصة بالحكم الذاتي للفلسطينيين، في كل مرة كنا نذهب فيها للإسكندرية كنا نتحدث وكان الطاقم المشاركة من أعلى مستوى، من بينه بطرس غالي، لكن على مايبدو شعر المصريون باليأس من أنهم سيتمكنون من تحقيق هذا الأمر".