«الوطنية للانتخابات» لرؤساء اللجان: لا إعلان لنتائج الفرز.. وإبلاغ المرشحين بالحصر العددي فقط    «الأوقاف» تعرض فيديوهات «صحح مفاهيمك» على شاشات المترو والقطار الكهربائي بالتعاون مع «النقل»    انتخابات مجلس النواب 2025.. «عمليات العدل»: رصدنا بعض المخالفات في اليوم الثاني من التوصيت    «فتحي» يبحث آليات الترويج السياحي المشترك بين مصر وألبانيا    غضب بعد إزالة 100 ألف شجرة من غابات الأمازون لتسهيل حركة ضيوف قمة المناخ    بتوجيهات من السيسي.. وزير الخارجية يلتقي رئيس مجلس السيادة السوداني (تفاصيل)    الهلال السعودي يقترب من تمديد عقدي روبن نيفيز وكوليبالي    بورفؤاد يهزم منتخب السويس.. و«جي» يسقط أمام دياموند بدوري القسم الثاني «ب»    خالد الغندور يدافع عن بيزيرا.. ويرفض مقارنة بما حدث من زيزو    «رجال يد الأهلي» يواصل الاستعداد للسوبر المصري    استقرار الحالة الصحية لمصابي حادث انهيار سقف مصنع المحلة    «الداخلية» تكشف حقيقة فيديو «بلطجة» العاشر من رمضان: «مفبرك وخلافات جيرة وراء الواقعة»    الشرطة تساعد المسنين للإدلاء بصوتهم في الانتخابات البرلمانية ببني سويف.. صور    عمرو دياب يطعن على حكم تغريمه 200 جنيه فى واقعة صفع الشاب سعد أسامة    مصرع نجل مرشح بانتخابات مجلس النواب وابن شقيقته في حادث مروري بمرسى علم    «مبروك صديقتي الغالية».. وزيرة التضامن تُهنئ يسرا بعد حصولها على «جوقة الشرف» من فرنسا    تقنيات جديدة.. المخرج محمد حمدي يكشف تفاصيل ومفاجآت حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي ال46| خاص    «مسائل الفقه التراثي الافتراضية في العصر الحديث» في ندوة بأكاديمية الأزهر    مفوضية الانتخابات العراقية: 24% نسبة المشاركة حتى منتصف النهار    «هيستدرجوك لحد ما يعرفوا سرك».. 4 أبراج فضولية بطبعها    وزير الصحة يبحث مع «مالتي كير فارما» الإيطالية و«هيئة الدواء» و«جيبتو فارما» سبل التعاون في علاج الأمراض النادرة    «هيجهز في يوم».. طريقة سريعة لتخليل اللفت في المنزل بخطوات بسيطة    الأزهر للفتوي: إخفاء عيوب السلع أكلٌ للمال بالباطل.. وللمشتري رد السلعة أو خصم قيمة العيب    "الزراعة" تستعرض أنشطة المركزي لمتبقيات المبيدات خلال أكتوبر    التعليم العالي: تعيين الدكتور أحمد راغب نائبًا لرئيس الاتحاد الرياضي للجامعات والمعاهد العليا    علي ماهر: فخور بانضمام سباعي سيراميكا للمنتخبات الوطنية    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. ندوة علمية حول "خطورة الرشوة" بجامعة أسيوط التكنولوجية    طقس الخميس سيء جدًا.. أمطار وانخفاض الحرارة وصفر درجات ببعض المناطق    بعد الأزمة الصحية لمحمد صبحي.. شقيقه: وزير الصحة تواصل مع أبنائه لمتابعة حالته (خاص)    شاب ينهي حياة والدته بطلق ناري في الوجة بشبرالخيمة    دار الافتاء توضح كيفية حساب الزكاة على المال المستثمر في الأسهم في البورصة    صدام بين ترامب وحليفته الجمهورية "مارجوري تايلور جرين" بعد زيارة الرئيس السوري للبيت الأبيض    بعد قليل.. مؤتمر صحفى لرئيس الوزراء بمقر الحكومة فى العاصمة الإدارية    الرئيس السيسي يوجه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي    الجيش السودانى يتقدم نحو دارفور والدعم السريع يحشد للهجوم على بابنوسة    إصابة 16 شخصًا في انقلاب ميكروباص بطريق القاهرة–أسيوط الغربي بالقرب من دهشور    إقبال على اختبارات مسابقة الأزهر لحفظ القرآن فى كفر الشيخ    إدارة التعليم بمكة المكرمة تطلق مسابقة القرآن الكريم لعام 1447ه    البورصة المصرية تخسر 2.8 مليار جنيه بختام تعاملات الثلاثاء 11 نوفمبر 2025    أوباميكانو: هذا الثلاثي أسهم في نجاحي    وزارة التعليم تحدد ضوابط زيارة الرحلات المدرسية للمواقع الأثرية    وزير الصحة يؤكد على أهمية نقل تكنولوجيا تصنيع هذه الأدوية إلى مصر    "إنتلسيا" توقّع مذكرة تفاهم مع «إيتيدا» وتتعهد بمضاعفة كوادرها في مصر    ياسر إبراهيم: تمنيت مواجهة بيراميدز لتعويض خسارتنا في الدوري    وفد من جامعة الدول العربية يتفقد لجان انتخابات مجلس النواب بالإسكندرية    «رحل الجسد وبقي الأثر».. 21 عامًا على رحيل ياسر عرفات (بروفايل)    «العمل» تستجيب لاستغاثة فتاة من ذوي همم وتوفر لها وظيفة    محافظ قنا وفريق البنك الدولي يتفقدون الحرف اليدوية وتكتل الفركة بمدينة نقادة    غزة على رأس طاولة قمة الاتحاد الأوروبى وسيلاك.. دعوات لسلام شامل فى القطاع وتأكيد ضرورة تسهيل المساعدات الإنسانية.. إدانة جماعية للتصعيد العسكرى الإسرائيلى فى الضفة الغربية.. والأرجنتين تثير الانقسام    بنسبة استجابة 100%.. الصحة تعلن استقبال 5064 مكالمة خلال أكتوبر عبر الخط الساخن    تأكيد مقتل 18 شخصا في الفلبين جراء الإعصار فونج - وونج    تحديد ملعب مباراة الجيش الملكي والأهلي في دوري أبطال أفريقيا    معلومات الوزراء: تحقيق هدف صافى الانبعاثات الصفرية يتطلب استثمارًا سنويًا 3.5 تريليون دولار    بسبب أحد المرشحين.. إيقاف لجنة فرعية في أبو النمرس لدقائق لتنظيم الناخبين    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    في ثاني أيام انتخابات مجلس نواب 2025.. تعرف على أسعار الذهب اليوم الثلاثاء    أحمد موسى يطالب إدارة المتحف المصري الكبير بإصدار مدونة سلوك: محدش يلمس الآثار ولا يقرب منها    دعاء مؤثر من أسامة قابيل لإسماعيل الليثي وابنه من جوار قبر النبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«ثورة الغلابة» من التحرير إلى «دريم بارك»؟
نشر في المصريون يوم 20 - 11 - 2016

الخوف من الاعتقال واليأس من إنصاف الطبقة الكادحة وعدم معرفة مصدر الدعوة وراء فشلها
مواطنون: "إللى هينزل كان هيتاخد.. مستنيين مشروعات "التليفزيون".. وتذكرة الملاهى كانت ب50 جنيهًا"
قيادى سابق ب"الإنقاذ": الدولة وراء دعوة النزول.. وأستاذ علم اجتماع: الفقراء لا يملكون أدوات التظاهر

شوارع خالية من المارة والسيارات، عدا القليل جدًا مقارنة بصبيحة يوم جمعة عادى، المحال جميعها مغلقة وصمت مقلق يسود الطرق الرئيسية والشوارع الجانبية والحارات، سيارات الأمن المركزى تتمركز فى الميادين، أفراده تقف فى وضع الاستعداد الأقصى والمدرعات الحربية أمام المنشآت والمؤسسات الحكومية لتحميها من تخريب المتظاهرين "المحتملين" ضد النظام.. إلا أن اليوم مرّ هادئًا أكثر من المعتاد، ولم يكن ذلك ما توقعه كثيرون ممن أعلنوا عن خوفهم من هذا اليوم وحذروا منه على شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد، وكذلك المواطنون الذين تلقوا دعوات المشاركة فى "ثورة الغلابة" بشيء من الخوف وكثير من الترقب والتردد فى النزول والهتاف ضد الغلاء وسوء أحوالهم المعيشية .
وبينما اعتبر مؤيدون للنظام أن ذلك بمثابة "فوز" لهم على "الخونة والعملاء" وأصحاب المصالح فى "هدم الدولة" وكذلك تأكيد على "رضا" الشعب عنه وعن قراراته وسياساته، رأى المتحمسون للدعوة والداعين لها أنه دليل على أن "النظام" هو صاحب الدعوة مجهولة المصدر، والتى سعى من خلالها ل"جسّ نبض" الشارع فى حال القيام بمزيد من الإجراءات القاسية وتجميل صورته أمام الخارج بنقل صورة تثبت سيطرته على الأوضاع الأمنية وقدرته على التصدى لأى شغب أو محاولة للخروج عليه، بالإضافة إلى توصيل رسالة للمسئولين فى صندوق النقد الدولى بأنه ماض فى استكمال تنفيذ باقى شروطه للحصول على القرض .. أما "الغلابة" أنفسهم فقد توزعوا بين المقاهى والشرفات وغرف التلفاز لمتابعة الأوضاع من بعيد أو لانتظار خروج جموع غفيرة إلى الميادين فيلحقوا بها، بينما توجه آخرون إلى مدينة الألعاب الترفيهية "دريم بارك" بعد تخفيض سعر التذكرة إلى النصف لأول مرة!.
تنقلت "المصريون"، بين المواطنين فى منطقة وسط البلد وسألتهم عن رأيهم فى الأمر، ورصدنا من خلال الأحاديث المختلفة مع البعض خوفًا شديدًا من مجرد التحدث عن أى مظاهر للمعارضة والتعبير عنها، فقد عبر عدد من الأهالى عن غضبهم وعدم رضاهم عن الأوضاع إلا أنهم رفضوا ذكر أسمائهم خوفًا من الاعتقال أو إلحاق الأذى بهم وبلقمة عيشهم، إلا أن عددًا قليلاً منهم استجاب لنا مبدياً رأيه .
"مشروعات التليفزيون"
قال محمود خليل "منظف أحذية متجول" بشارع التحرير، فى تصريحاته ل"المصريون"، إن المواطنين البسطاء رغم ما يعانوه من ارتفاع الأسعار خلال الفترة الأخيرة، والتى تسببت فى زيادة الحمل والعبء عليهم، إلا أن الخوف منعهم من النزول للمشاركة فى الدعوات لثورة الغلابة، ولكن فى الوقت ذاته، المواطنون ضاق بهم الحال ورضخوا للأمر الواقع .
ويعول "خليل"، وهو فى العقد الأربعين من عمره، على الثمار المتأخرة للمشروعات التى يسمع عنها على شاشات التلفاز، والتى يمكنها أن تتيح فرص عمل للشباب والمواطنين، وأن تعود بالخير على أمثاله من البسطاء الذين يحلمون بعيش آدمى.
بينما يرى سيد الحسينى، والذى يعمل محاسبًا بإحدى الشركات الكائنة بمنطقة وسط البلد، أن السبب فى عدم وجود استجابة من المواطنين لدعوات التظاهر، أن المصريين تفهموا المرحلة الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلد، وغير مقتنعين بهذه الدعوات.
وأكد "الحسينى"، فى حديثه ل"المصريون"، أن نسبة كبيرة من المواطنين يتفهمون جيدًا مرحلة الإصلاح الاقتصادى وما يتضمنه من قرارات صعبة، لافتًا إلى أن عدم الاستجابة للتظاهر جاء بناء على وعى وتفهم للمرحلة وليس خوفًا أو سلبية منهم .
"إللى هينزل هيتاخد"
على بعد أمتار وقف محمد سالم، بائع الخبز، يشعل سيجارته بملامح محبطة من ارتفاع الأسعار، والذى قال عنها إنها زادت الضعف بشكل أصاب أمثاله من أصحاب اليومية بالعجز عن تلبية احتياجات أسرته الأساسية المكونة من 5 أفراد.
ويقول"سالم": "الناس خايفة من الحكومة.. إللى هينزل هيتاخد لازم الحكومة ومجلس الشعب يشوفوا حل لينا".
وتابع سالم، أن الجشع بين الناس وبعضها سبب رئيسى بجانب قرارات الحكومة التى دفعت كبار التجار إلى ممارسة الجشع والاستغلال للغلابة، ولم يستبعد تولد حالة انفجار الفترة المقبلة فى حال عدم وجود حلول للبسطاء والفقراء تساعدهم على مواصلة الحياة والحصول على أدنى حقوقهم.
وخلال انتظاره ليستقل "الميكروباص" المتجه إلى مكان عمله بحى "الدقى"، يعلق عمرو أمين، الشاب الثلاثينى، على عزوف المواطنين عن النزول فى مظاهرات 11 نوفمبر، قائلاً:"الناس صحيح اتضايقت فترة وبعدها الحياة مشيت عادي، البلد مش محتاجة مظاهرات ولا وقفات غير وقفة مع النفس .. لو كل شخص غير من نفسه بالطبع الفساد الأكبر هينتهى وهنقدر نواجهه لكن طول ما فيه ناس عادية بتسرق وتجامل وتنهب يبقى مش من حقها تخرج أصلاً.. غيروا أنفسكوا قبل أن تطالبوا بالتغيير".
وعاد "عمرو"، لينتقد المصريين، حيث يرى أن الشعب المصرى "سلبى ومكبر دماغه"، بالإضافة إلى أن هناك تجارًا استغلوا الأزمات ورفعوا الأسعار على الناس. ودلل على سلبية غالبية المواطنين، بإقبال المئات منهم على الذهاب لدريم بارك، واصفًا إياه بالتناقض.
ويرجع أمين، فى ختامه حديثه ل"المصريون" السبب فى العزوف عن التظاهر من بعد 30 يونيو هو تفرق التيارات السياسية بعكس الحال قبل اندلاع ثورة يناير، حيث إن هناك حالة من التشتت والفرقة بين الأصوات السياسية فلكل منهم مصالح ومطالب تخصه فقط دون الآخر.
تذكرة "دريم بارك"
أما رانيا حسين خريجة كلية الترجمة واللغات بجامعة الأزهر، فقد كانت من الآلاف الذين اتجهوا إلى "دريم بارك" فى اليوم نفسه، وترى أن الشعب أصابه حالة من الملل واليأس من حدوث أى تغيير نظرًا لما شهدته البلاد على مدار الخمس سنوات الماضية من ثورتين وما تبعهما من مظاهرات واحتجاجات على كل المستويات، والنتيجة لم تكن على مستوى أحلامهم وطموحاتهم بالعيش فى حياة كريمة .
وتصف لنا رانيا، شعورها بعد أن قضت يومها مع شقيقتها وأصدقائهم أن اليوم كان سعيدًا بالنسبة لهم خاصة وأن هناك تخفيضًا من قبل المدينة على التذاكر على غير العادة فى باقى أيام عملها.
وترد "رانيا" بضحكة ساخرة:" ثورة ؟ هى فين الثورة إحنا لقينا مظاهرات ومتظاهرناش، إحنا لقينا التذكرة ب 50 جنيهًا قلنا نروح ونقضى وقت كويس، لكن الناس خافت تتظاهر من الأمن".
كما فسرت لنا إقبال المئات من المواطنين على مدينة الملاهى "دريم بارك" فى هذا اليوم، قائلة: "إحنا شعب متناقض يعنى ممكن تبقى واحدة مزنوقة ومع ذلك لازم تعمل عيد ميلاد لابنها زى ابن خالته، إحنا شعب بيحب الفشخرة، والتذكرة كانت ب 50 فرصة لأن التذكرة أصلاً ب 100 فالإيام العادية ومتهيألى إللى راحوا هما نفسهم إللى بيروحوا كل مرة مش عشان الثورة.. لأ عشان العرض".
دعوة بلا رأس
ويرى "نور خليل" شقيق الناشط السياسى إسلام خليل، الذى تعرض للاعتقال والاختفاء القسرى أكثر من مرة، أن ما وصفه ب"القبضة القمعية" فى البلاد هى التى حالت دون نزول أى مواطن للتظاهر فى الشارع مع أنه حق مكفول للجميع فى الدستور والقانون الذى مازال ينظر فى دستوريته أو تعديله بمجلس النواب، وكذلك كم الانتهاكات الكبيرة التى تحدث خارج إطار القانون، وعمليات تلفيق القضايا والقضايا الوهمية، أو حالات القتل التى تحدث لمن يتظاهر أو تعرضه للاعتقال، الأمر الذى وضع حاجز خوف كبير بين المواطن وبين النزول للتعبير عن غضبهم.
ويقول "خليل"، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، إن محاولة الترويج إلى أن عزوف الناس عن النزول فى يوم الجمعة الماضي، على أنها دليل لرضا الناس عن السياسيات الحالية، ما هى إلا استهلاك إعلامى يضر بالنظام أكثر مما يفيده، وأن التعبير عن حالة الرضا يتم من خلال الاستفتاء أو التقارير التى تخرج بإحصائيات عن نسبة الشباب العاطل عن العمل والأسر التى تقع تحت معدل الفقر، والأسر المهمشة، وعن حالات المحبوسين والمختفين قسريًا.
وأكد، أن القائمين على الحكم يعلمون جيدًا أن المواطنين غير راضيين عن الأداء الحالى والنظام نفسه يعلم ذلك، مشددًا على أن هذا سيولد انفجار خلال الفترة القادمة ولكن لا يستطيع أحد التكهن بالوقت تحديدًا، متسائلاً:"هل المسئولون والقائمون على زمام الأمور بالبلاد مصابون بحالة من العند مع الشعب؟".
وقال نور خليل كواحد من النشطاء، إن سبب عزوفه عن النزول أو المشاركة الجمعة الماضية، أن دعوة 11 نوفمبر، غير معروف من هم أصحابها وما هى أهدافها ومشروعها السياسى وشعاراتها التى سيتم رفعها، وأماكن التجمع ومدى الخطورة التى ستقع عليه من النزول والتظاهر، مرجعًا سبب فشلها إلى عدم وجود صاحب لهذه الدعوة.
وأكد أن رفض التيارات السياسية النزول لهذه المظاهرات، جاء بسبب تخوفهم من إلقاء الجماهير الغلابة بوجه السلطة التى تمتلك كل الأدوات القمعية.
"الشعب شبع تظاهر"
يقول الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية: إن آخر مليونية شهدتها مصر كانت بتاريخ 26 يوليه 2013، ومن بعدها لم تنظم مليونية جديدة وكانت المظاهرات التى تخرج مظاهرات صغيرة ويقوم بها جماعة الإخوان المسلمين فقط .
وأضاف، صادق، أن الشعب المصرى مل من التظاهرات والخروج فى مليونيات وحدث عنده تشبع من التظاهرات فبعد أحداث ثورة يناير خرجت الجماهير فى عدة مليونيات لتحقيق عدد من الطلبات وصلت إلى حد التشبع من نزول ثورات جديدة .
وأشار أستاذ علم الاجتماع السياسى، إلى أن الشعب وجد أن الثورات كأداة تغيير غير صحيحة، فبالنظر إلى الوضع الاقتصادى فى 2010 والوضع الاقتصادى الحالى، فإن كفة ما قبل يناير أفضل من الوقت الحالى كما أن الانجازات السياسية للثورات لم تحقق ما طالب به المتظاهرون .
وتابع صادق، أن الدعوة للتظاهر فى ثورة الغلابة خرجت من جماعة الإخوان المسلمين من اسطنبول وقطر، مما افقدها الشرعية، فالثورتين السابقتين كانتا من القاهرة كما أن المتظاهرين بدأوا يشعرون بالقلق جراء ما يحدث فى سوريا والعراق.
ثورة بدون توقعات
وقالت سلمى أشرف مسئولة ملف الشرق الأوسط بمنظمة هيومان رايتس مونيتور، إنه من الطبيعى أن الشعب لم يخرج فى ذلك اليوم وذلك لأن إعلام النظام هو الداعى الحقيقى لتلك المظاهرات، كما أن انتشار المدرعات والقوات فى كل الأماكن جعلت المواطنين يشعرون بالخوف والقلق وأثر ذلك على عدم نزولهم إلى الشارع مع تشكيكهم بتلك الدعوات التى لم يظهر لها جهة منظمة.
وأضافت أشرف، أن من أسباب عدم النزول أيضًا إلى الشارع بالتزامن مع ثورة الغلابة، هو أن اليوم التالى ل11 نوفمبر كانت المدارس فى حالة امتحانات مما كان سيؤثر على الطلبة ورفض أولياء الأمور خروج الطلبة فى هذا اليوم، موضحة أن الشعب المصرى لن يتنازل عن ثورته وأن الثورة قادمة ولكن بدون توقعات.
الدولة وراء "ثورة الغلابة"
من جانبه قال مجدى حمدان القيادى السابق بجبهة الإنقاذ المصرية، إنه فى البداية لابد من البحث عن الداعى إلى هذه التظاهرة، حيث إنها دعوة مجهولة والواضح أن إعلام النظام قام بتضخيم ذلك اليوم والعمل على إيصال صورة بأن جماعة الإخوان تسعى لقلب نظام الحكم، فى حين أن كل أجهزة الدولة كانت تعمل على إيجاد وسيلة تستطيع بها استعادة شعبية النظام المتآكلة ومحاولة تجميل الوجه القبيح للنظام بعد موجة الغلاء وارتفاع الأسعار، فأتت إليها الفرصة مقدمة على طبق من ذهب بدعوة مجهولة لأحد الأفراد المجهولين المقيم خارج الوطن.
وأضاف حمدان، فى تصريحات ل"المصريون"، بأن هذا اليوم لم يتبناه أحد ولا تيار ولا أحزاب ولا حركات سياسية ولا نشطاء ولكن من تبنى ذلك اليوم هو أجهزة الدولة فقط.
وأشار القيادى السابق بجبهة الإنقاذ، إلى أن الشعب المصرى مازالت عروقه ودمائه تنبض بالثورة وهناك حالة تسمى"اللاعودة" وخروج الشعب كله للشارع أمر متوقع وقد يحدث فى أوقات غير متوقعة.
الفقراء يثقون فى السيسى
فيما استبعد الدكتور صلاح هاشم، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الفيوم، طرح القيادى السابق بجبهة الإنقاذ قائلاً: إنه من المؤكد أن نستبعد أن تكون الحكومة هى الداعية والتى تقف خلف تلك التظاهرة لأنه لا يوجد نظام عاقل يسوق لفشله ويحث الشعب على الخروج عليه، خاصة أن النظام يعيش أضعف حالاته الاقتصادية فى الوقت الحالي.
وأضاف هاشم، ان هناك جملة من المتآمرين والمنتفعين وأبناء الطبقة الوسطى، الذين لديهم حساسية من الفقراء هم أصحاب الدعوة للخروج فى تظاهرات الغلابة فهناك دعوة بالوكالة من الطبقة الوسطى على لسان الفقراء للخروج وإنقاذ شريحتهم من الغرق، خاصة بعد الارتفاع الكبير فى الأسعار وخفض قيمة الجنيه بقيمة 48% وهذا القرار لن يراعى 28 % من المصريين وهم تحت خط الفقر.
وأشار أستاذ علم الاجتماع، إلى أن الفقراء لا يخرجون إلى تظاهرات أبدًا لأنهم لا يملكون أدوات التظاهر وأنهم فى حالة عمل متواصل من أجل "لقمة العيش" ويرون أن الإصلاح هو أفضل نتيجة للخروج من الكبوة الاقتصادية الحالية، وذلك لأن الفقراء تعلموا الدرس جيدًا من الثورتين الماضيتين، وأن الثورات ليست كفيلة للتغير وأن المشكلة الحقيقة لا تكمن فى تغيير الأنظمة ولكن المشكلة الحقيقة هى الأوضاع الاقتصادية المتردية والتى ورثتها الأنظمة الحالية، وأن الثورات ربما تنقل الفقراء إلى الأسوأ، فضلاً عن ثقة قطاع كبير من الغلابة فى الرئيس عبد الفتاح السيسى حتى وإن كان هناك عدم ثقة فى الحكومة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.