جاء محمد صلي الله عليه وسلم بالوحي من الله عز وجل ليربط الأرض بالسماء باعظم رباط واوثق صلة ، كان يضع الخطط ويقود الجيوش ويخوض المعارك ،كأنه مقاتل من طراز فريد ،إذا احمرت الحدق ولمعت السيوف وتخضبت الرقاب وبلغت القلوب الحناجر كان اقرب المؤمنين إلي العدو لا يهاب ولا يخاف وإنما يصيح " أنا النبي لا كذب أنا بن عبد المطلب " جمع الناس من شتات وأحياهم من موات وهداهم من ضلالة وعلمهم من جهالة في فترة لا تساوي من عمر الزمن شيئا فإذا هي امة عظيمة الأركان قوية البنيان ...!! هذا هو الإسلام رسالة السماء لأهل الأرض ...!!
أما الأنظمة المستبدة والحكومات الفاسدة تسير بشعار " فرق تسد" ، فرق تعش ، فرق تحكم ..!!
الإسلام يجمع ولا يفرق ، يوحد ولا يشتت " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " ال عمران لكن الطاغية لابد أن يقتل ويذبح ويخوف ويبث الرعب لكي يقود ويسود " إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبنائهم ويستحيي نسائهم انه كان من المفسدين " القصص
ولله در من قال : تأبي الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت احادا
خرج الأسد يوما يبحث عن طعام ، وتحت شجرة في الغابة كثيفة الأشجار رقد هذا الأسد مراقبا الافق بعينين حادتين عله يعثر علي فريسة يسد بها جوعه ، انتظر الأسد طويلا حتي أطل علي ثلاث ثيران ..!! لكنه رغم شجاعته لم يستطع أن يواجه الثيران الثلاثة في وقت واحد ، فالكثرة تغلب الشجاعة ، فلجأ الي خطة محكمة لكي يصل إلي مبتغاه ، عرض عليهم صداقته ، ظنا منهم انه سيحميهم ويغنيهم ..!! انفرد الأسد بالثورين الأحمر والأسود وقال لهما : أن الثور الأبيض يختلف في لونه عن حيوانات الغابة مما يعرضنا جميعا للخطر خصوصا بالليل وتحمل عنهما مهمة التخلص منه فخليا دونه فافترسه الأسد بكل شراهة ، والأحمقان يحسبانه انه يقدم لهما خدمة جليلة ..!! وبعد أيام انفرد الأسد بالثور الأسود وقال له : أن الثور الأحمر يشكل تهديدا علينا بسبب لونه اللامع ومن الأفضل التخلص منه وبهذا يخلو لك الجو في هذه الغابة تفعل فيها ما تشاء ..!! وهنا ترجي الثور الأسود أن يخلصه من زميله الأحمر وهو ما حصل فعلا وافترس الأسد الثور الأحمر ...!!لأحمر وتمضي الرحلة مع الأسد والثور الاسود، وفي يوم من الأيام قال الأسد للثور الأسود لقدبلغت من الجوع مبلغا بعد هذه الرحلة المنهكة ، وقبل أن يفاتحه الأسد في رغبته احس الثور الأسود بمصيره المحتوم المفضي الي الهلاك وشعر بندم شديد علي عملته وخيانته لأخويه ، وعلم بأن الأسد قد خدعهم جميعا ، فما أراد صداقته ، وإنما كان هدفه الخلاص منهم وقد حققه ، وعرف انه كان يجب عليه التضامن مع أصدقائه والتصدي معهم لجميع المخاطر التي قد يواجهونها، وقبل أن ينقض عليه الأسد ليفترسه صاح صيحته المشهورة التي ذهبت مثلا " أكلت يوم أكل الثور الأبيض " " أكلت يوم أكل الثور الأبيض "
هذا ما يفعله الطغاة مع شعوبهم المسكينة ، لا يطغي الطاغية إلا بتفريق شعبه، ولا يستبد المستبد إلا بتشيع وتشتيت قومه ..!! " وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نسائهم انه كان من المفسدين .." وهذا أيضا ما فعله النظام العالمي الجديد مع الوطن العربي فاخترع الفوضي الخلاقة ، والشرق الأوسط الجديد ، فشتته ومزقه وحقق أهدافه بمساعدة العملاء والخونة في الداخل حتي أصبح الوطن العربي لا حول له ولا قوة ، مزق العراق ، واحرق سوريا وشتت اليمن واستنزف الباقي فضلا عن فلسطين الدرة المغتصبة والجوهرة المنهوبة لا لشئ إلا ليعيش سيدا ، يأمر فيهم وينهي ، والطغاة من العرب كذلك يفعلون مع شعوبهم المطحون لكي تبقي مصالحهم وتستمر مناصبهم ، فيلجاون الي سياسة " فرق تسد " كما فعل الأسد مع الثيران ، هي سياسة من قديم الزمان ، يتمسك بها الطغاة ، الخيانة منهجهم ، والسرقة هدفهم ، والبقاء ولاشى غير البقاء هدفهم ، لا يستطيع أن يواجه الكل ، إنما يفرق بكل الطرق ، ويشتت بكل الوسائل ، لكي يبقي هو والطوفان من بعده ..!! لكن المشكلة جلها في شعبوب استخفها حاكمها فاطاعوه ، وخدعها فسمعوه ، واطمئنان إليه وجوبوه. .. فلم يستفيدوا إلا بعد أن وصل بهم الوضع الي اسوأ حال ، وبعد أن تخلص من كثير ممن دعمه ، وشد علي كثير ممن فوضىه ودارت الدائرة علي غير قليل ممن كانوا معه ، أصبح لسان حالهم يقول " أكلت يوم أكل الثور الأبيض " اللهم أمنا في أوطاننا وفرحنا في دنيانا ونجنا في أخرانا انك علي ما تشاء قدير وبالاجابة جدير ، انك نعم المولي ونعم النصير ...