لم يعد يليق أن تصدّر مصر الغاز للكِيان الصهيونى ولا تقوم بتوصيله إلى قطاع غزة، هذه الكلمات جاءت على لسان الدكتور محمد السعيد إدريس رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب أمس خلال الاجتماع الذى عقدته اللجنة لبحث أزمة الوقود والكهرباء فى قطاع غزة، وأعلن عمرو مصطفى كامل نائب رئيس هيئة البترول ان قطاع البترول جاهز فورًا لإمداد القطاع ب400 ألف لتر سولار يوميًّا وأنه ينتظر موافقة الجانب الفِلسطينى، وأشار كامل إلى أن هذه الكمية من الوقود التى ستدخلها مصر إلى غزة عبر معبر "كرم أبو سالم" ستؤدى إلى توفير 88 ميجاوات كهرباء من جملة ما يحتاجه قطاع غزة من الكهرباء والذى يبلغ 300 ميجاوات يوميًّا. من جانبهم أبدى عدد من أعضاء اللجنة عن استيائهم من دخول الوقود والإمدادات عبْر معبر كرم أبو سالم وليس عبر معبر رفح، وردّ أسامة سليمان من جهاز المخابرات على هذه النقطة بقوله "إن "إسرائيل" مسئولة مسئولية كاملة عن قطاع غزة باعتباره قطاعًا واقعًا تحت الاحتلال الإسرائيلى، ولو أدخلنا الوقود وكل الإمدادات عبر معبر رفح ستقوم الآلة الإعلامية الإسرائيلية بإقناع العالم أن قطاع غزة مسئول من مصر وتوقف ال120 ميجا التى تمد القطاع بهم من شبكة الكهرباء الإسرائيلية، وليس من "إسرائيل"، وأضاف "وهذا ما تسعى إليه إسرائيل" ولفت مسئول المخابرات إلى أن "الهدوء الإسرائيلى فى التعامل مع أزمة الوقود فى قطاع غزة والموافقة على طلب مصر بإدخال السولار إلى القطاع هدوء مريب ويثير علامات استفهام"، وأشار مسئول المخابرات إلى أن معبر رفح غير مجهز بشون أو تنكات لتخزين الوقود وأنه مخصص للأفراد فقط "، موضحًا أن المعبر يعمل من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الخامسة مساءً وأنه يعبره يوميًّا ألف فلسطينى ذَهابًا وإيابًا، وأكد مسئول جهاز المخابرات أن الجهاز والإدارة المصرية ليس لديهم أى مانع للربط الكهربائى مع قطاع غزة، مشيرًا إلى وجود مشكلة فنية تعوق هذا الأمر وهى أن شبكة كهرباء القطاع مربوطة بشبكة الكهرباء الإسرائيلية، ولا بد أن تنفصل عنها أولاً حتى تقوم مصر بالربط. واستنكر نائب "الحرية والعدالة" خالد حنفى وكيل لجنة الشئون العربية قيام الشركات المصرية ببيع الكهرباء لغزة بتسعين قرشًا للوحدة، فى حين أن "إسرائيل" تقدمها للقطاع بستة قروش، وطلب حنفى من مسئولى المخابرات والخارجية إدانة هذا الأمر، وأضاف "المعروف أن مصر كان لها موقف من القطاع وأنا نائب من الإخوان وأقول أنا ضد الإنفاق وضد التهريب ومع الحفاظ على سيادة مصر ولكن بشرط أن نفتح فوق الأرض "المعابر"؛ حتى لا نجبرهم على اللجوء تحت الأرض"، وتابع "ونحن مستعدون أن نقنع حماس بوقف الإنفاق فورًا"، وتساءل "لماذا لا نستفيد من إقامة منطقة تجارية حرة بين القطاع ومصر، خصوصًا أن أهالى القطاع دخلهم أكبر من دخل الفرد فى مصر ونستطيع أن نستفيد من التبادل التجارى معهم" وتدخل السعيد إدريس موجهًا حديثَه لضابط المخابرات قائلاً: "إحنا عاوزين نروح غزة وأيدينا مليانة مش عاوزين ندخل عليهم وأيدينا فاضية"، وتطرق إدريس إلى الدور الذى لعبه الرئيس المخلوع مبارك ضد الفلسطينيين ولصالح الإسرائيليين" وقال لضابط المخابرات: "آن الأوان أن تكشفوا لنا كيف أصبح المخلوع كَنزًا استراتيجيًّا لإسرائيل على حد قول قادة الكيان الصهيونى". وقررت اللجنة القيام بزيارة تستمر يومين لقطاع غزة فى نهاية الأسبوع المقبل، من جانبه طالب النائب عاطف مغاورى بزيارة رام اللهوالقدس وعدم الاكتفاء بغزة فاعترض النواب وقالوا لا يجوز أن ندخل القدس بتأشيرات إسرائيلية، فرد قائلاً: "المقدسيون هم مَن يطلبون منا ذلك، وأهل مكة أدرَى بشِعابها وفتوى القرضاوى فى هذا الأمر خطأ ويجب أن ندخل القدس ولو بتأشيرات إسرائيلية".