يوم الأربعاء الماضى كتبت مقالاً بعنوان "سؤال للرئيس والأجهزة السيادية : قيادات ماسبيرو اعترفت بالفساد .. فماذا أنتم فاعلون ؟!! ", والذى كشفت فيه عن الحقائق والمفاجآت المثيرة التى فجرتها نهلة عبدالعزيز رئيسة القناة الثانية فى حضور مجدى لاشين رئيس قطاع التليفزيون , خلال إجتماع لجنة الإشراف والذى حضره نواب رئيس القطاع وعدد من رؤساء الإدارات المركزية ورؤساء القنوات . حيث فوجىء الحاضرون بنهلة تصرخ بأعلى صوتها قائلة " الميزانيات فيها سرقة , أنا مش هاسكت على المهازل دى , د.هويدا فتحى رئيس القناة السابقة كان عندها حق فى كل اللى بتقوله وكشفته من بلاوى وسرقات , فيه أكتر من 200 ألف جنيه كل يوم بتتسرق من ميزانيات البرامج , ناس كتير فى القناة قالو لى إن فيه سبابيب بتتعمل وناس كبار كانوا بيقسموا معاهم , والموضوع ده يجب عدم السكوت عليه ,القناة فيها ناس اخوان وانتم ساكتين عليهم ليه ؟ الموضوعات دى كلها لازم تتفتح عشان نشتغل على نضافة " . وفى اليوم التالى مباشرة لنشر المقال فوجىء الكثيرون بحضور علاء حافظ رئيس الإدارة المركزية للشئون القانونية لمبنى ماسبيرو – على غير العادة حيث أن يوم الخميس إجازة دائمة لعلاء – وعقد إجتماعاً مع نهلة عبدالعزيز وقام بمحاولات مستميتة لإقناعها بالتوقيع على ميزانيات عدد من البرامج منها ( مصر الأهم , ومصر جميلة , بصبح عليك ) إلا أن نهلة ظلت ثابتة على موقفها وأعلنت أنها لن توقع على تلك الميزانيات التى تثار حولها الشبهات والتى يتم التحقيق فيها حالياً داخل بعض الجهات السيادية والقضائية . وبعد انتهاء اجتماعه مع نهلة , قام علاء بإبلاغ مجدى لاشين رئيس قطاع التليفزيون برفض رئيسة القناة الثانية التوقيع على الميزانيات . وهو الأمر الذى أثار غضب لاشين وعدد من أفرد شلته المقربين فى القناة , وتم الإتفاق على وضع خطة ل " تسخين " عدد كبير من العاملين بالقناة للتصعيد ضد نهلة وإظهارها فى صورة سيئة وأن قرراتها ستؤدى للإضرار بهم مادياً . وهو الأمر الذى حدث بالفعل حيث قامت أعداد كبيرة من العاملين بالقناة بالتظاهر – الأحد - فى الدور الثامن ورددوا هتافات معادية لرئيسة القناة . الطريف أن مجدى لاشين حاول إظهار أنه لا يعلم عن هذا الأمر شيئاً ( رغم أننى شخصياً وأقسم بالله على ذلك على علم به منذ مساء السبت ) , وقام بالخروج للمتظاهرين واجتمع بهم فى قاعة الإجتماعات وأصدر قراراً خلال الإجتماع يقضى بإسناد مسئولية متابعة الهواء بالقناة لعصام إمام ووفاء حمدى ومصطفى ألهم , وكان الهدف من القرار الضغط على نهلة ودفعها لتقديم إعتذار عن الإستمرار فى منصبها , إلا أن بعض المقربين منها نصحوها بعدم تحقيق رغبة وحلم رئيس القطاع و " شلتة " فى الرحيل عن القناة بعد أقل من شهرين على توليها هذا المنصب وبالفعل استجابت نهلة لذلك ولم تتطرق لموضوع التظاهر ضدها خلال إجتماع لجنة البرامج أمس الأثنين والذى تم عقده لمناقشة استعدادات وخطة البرامج للتعامل مع دعوات النزول للشوارع يوم الجمعة القادم تحت شعار " ثورة الغلابة " . وفى هذا السياق نتساءل : متى تنتهى التحقيقات الخاصة بوقائع الفساد فى قطاع التليفزيون ببرامجه وقنواته , والتى أعلم أن هناك جهات عليا تحقق فيها حالياً وتم منذ قرابة الأسبوعين الإستماع لشهادة إثنين من كبار قيادات القطاع على مدى عدة ساعات حول هذه الوقائع ( لدينا تفاصيل ما دار فى التحقيقات وسوف نقوم بنشرها قريباً ونؤكد من الآن أنها تحمل العديد من المفاجآت ) . وبهذه المناسبة أسأل مجدى لاشين : ما سبب تواجدك فى الواحدة والنصف من ظهر أول أمس داخل مقر النيابة الإدارية بالدور الثامن فى ماسبيرو .. مبنى ص ؟!!! . وإلى متى تواصل مجاملة أصدقائك المقربين على حساب المال العام , وكان آخر هذه المجاملات أن إحدى المعدات الشهيرات بالتليفزيون حصلت على مستحقاتها المالية كاملة خلال الشهر الماضى رغم أنها أمضت ثلاثة أسابيع كاملة فى الولاياتالمتحدة وكانت تدير البرنامج اليومى الذى تقوم بإعداه عن طريق ( الواتس آب ) , وأتحداك يارئيس التليفزيون أن تكذبنى فى هذه الواقعة ؟!! . ويبقى السؤال الأهم : متى يقدم الفاسدون فى التليفزيون المصرى لمحاكمات عاجلة وعادلة لمحاسبتهم على الجرائم العمدية التى ارتكبوها فى حق المال العام ؟!!! .