بعد الارتفاع الجنونى للأسعار، على مدار الأيام الماضية أصبح الفقير بلا عيش على أرض وطنه، حيث لا يجد شيئًا يسد رمقه وأولاده الذين يبيتون فى بعض الأحيان دون عشاء. "المصريون"، التقت أسر فى غاية الفقر مع شدة عفة النفس بيوتهم خاوية من الأطعمة إلا ما يسد رمق طعامهم اليومى "جبنة وطعمية وفول وإذا تحسنت الأحوال من ولاد الحلال بقت شوية رز وخضار، بالإضافة إلى بعض هياكل الدجاج أو عظام اللحوم". فى البداية، تقول الحاجة "نبوية .ع. ل " من أبو كبير 57 سنة أرملة، "أولادى تركونى ويوم ما حبوا يردوا الجميل ودونى دار المسنين بس أنا ما ارتحتش فيها واستأجرت حجرة فى البدروم وعايشه فيها وهما ما يعرفوش عنى حاجة ولا بيسألوا على من أكثر من 5 شهور وأنا باكل فول وجبنة وأولاد الحلال بيعطفوا على وطبق الفول يكفينى فى الثلاث طقات وبيكون معاه حته جبنة وكل يوم واحد ابن حلال بيجبلى طبق الفول الصبح وقرصين طعمية ورغيفين عيش وادينا عايشين والحمد لله". أما الحاجة" هويدا.ا" من مركز فاقوس قالت: "إن زوجى عامل بالأجرة ولما مرض جلس فى المنزل وضاق الحال أكثر بنا وكل أكلنا فول قرديحى يعنى من غير ما يكون فيه أكل جنبه، لافتة إلى أنها تعتمد على أهل الخير والجمعيات الخيرية لتوفير الأكل والشرب وأنها لا تستطيع شراء اللحمة أو الفراخ نظراً لارتفاع سعرها بشكل كبير وببقى أنا وزوجى نفسنا فيها بس العين بصيرة والأيد قصيرة ومعندناش أولاد نعتمد عليهم وأنها اضطرت مرة لشراء هياكل فراخ حتى تشعر أنها أكلت لحمة". فيما أضافت الحاجة "سناء السيد "من الحسينية 65 سنة: "مفيش أحلى من أكل المش هو الطعام الرئيسى للفقراء وأنا عايشة لوحدى بعد وفاة زوجى وربنا ما رزقنيش بأولاد وانا كل اكلى المش والجبنة البيضة ولو تكرم على حد من الجيران بيجبلى شوية أرز وشوية خضار وحتة لحمة وغالبًا بتكون فى المواسم". وفى إحدى قرى مركز ههيا، أكدت الحاجة " فتحية .م" 70 سنة، أن الفقير أصبح مش لاقى ياكل ولا يشرب يابنى إحنا كنا بنشترى اللحمة بالرطل وكانت كل حاجة رخيصة وفيها بركة الواحد كان بياخد الشلن ويشترى حجات كثير النهارده معدش الفلوس لها قيمة واحنا بناكل من الرزق اللى ربنا بيبعته من ولاد الحلال أنا عايشة لوحدى بعد زوجى ما مات وبنتى أتزوجت من واحد غلبان وبتجيلى كل شهر مرة بس والله الأكل والشرب مش كل حاجة أنا بصوم غالب أيامى ويوم ما باحس بالجوع باسخن شوية مية وافت فيهم لقمة عيش على معلقة سكر". بينما أوضحت "ليلى .م.م" من إحدى الأحياء الشعبية بمدينة الزقازيق، 55 سنة "أنا أرملة ومعى ولد واحد معرفش عنه حاجة من يوم ما أبوه مات سابنى ومشى وأنا قاعدة فى الأوضة دى باكل من الأكل اللى بالاقية فى الزبالة انا باقوم اصلى الفجر واروح فى الحتت الراقية عند اكوام الزبالة عشان ما يشفنيش حد واللى ربه بيقسمه لى باجيبه وارجع البيت" .