اعتبر الدكتور كمال حبيب، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أن استهداف العميد عادل رجائي، قائد الفرقة التاسعة مشاة، أمام منزله بمنطقة العبور فجر أمس يعني أن "هناك شبكة إرهابية تتحرك في مسرح عمليات جديد بعيدًا عن زحام الجيزة وفيصل والهرم، وبالتأكيد بعيد عن زحام العاصمة". وتُعتبر هذه العملية، هي الأولى لاغتيال مسؤول كبير بالقوات المسلحة منذ وصول الرئيس عبدالفتاح السيسي لمنصبه في يونيو 2014، وقد أعلنت عن تبنينها مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم "لواء الثورة". وقال حبيب عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "هذه الشبكة يحدد عملها في الغالب أماكن إقامة الأهداف التي تستهدفها، ومن المرجح أن هذه المجموعة التي أطلقت علي نفسها لواء الثورة قريبة من التي أعلنت مسئوليتها من قبل عن مقتل النائب العام المساعد، والتي أطلقت علي نفسها "حسم" والتي وجهت في بيانها عن إعلان مسئوليتها عن الحادث التحية لمن قام بالهجوم علي كمين العجيزي في المنوفية". وأضاف حبيب: "بيد إن تطور قدرات هذه المجموعة بالشكل الذي تحقق في عملية اغتيال العميد عادل رجائي يشير إلى أن المجموعتين اندمجا معًا، خاصة وأن بيان المجموعة الجديدة التي أطلقت علي نفسها لواء الثورة أعلنت أنها هي المسئولة عن عملية كمين العجيزي، هذه المجموعات هي تطور لتلك المجموعات التي تتحدث عن العمليات النوعية والتي عرفنا منها المقاومة الشعبية والعقاب الثوري وكتائب حلوان". وتساءل حبيب: "كيف استطاعت تلك المجموعة أن تصل إلى عناوين المنزل وأن تنفذ عمليتها بدون الرد أو الحماية أو التعقب لتلك المجموعات، خصوصًا أن هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف الإرهابيون فيها ضباط للجيش، ولكنها المرة الأولي التي يتم استهداف ضابط جيش كبير قائد لفرقة مدرعة أمام منزله وقتله بهذه الطريقة". واستدرك قائلاً: "هناك مشكلة كبيرة في نظام الأمن وإجراءاته، وهناك مشكلة في التعامل مع هذه المجموعات تفتقد للإستراتيجية والتخطيط والتأهيل والتربيط، نحن أمام مشكلة حقيقية لترهل الأجهزة التي اعتادت علي العمل اليومي المقطع وليس العمل الاستراتيجي المتراكم المؤسس علي عقل كبير ونفس طويل وخبرة جديدة للتعامل مع ظواهر الإرهاب الجديدة". وتشهد مصر عمليات تفجير وإطلاق نار تستهدف مسؤولين وأمنيين ومواقع عسكرية وشرطية بين الحين والآخر، وهي العمليات التي تزايدت خلال السنتين الماضيتين في أكثر من محافظة وخاصة في شبه جزيرة سيناء، ما أسفر عن مقتل العشرات من أفراد الجيش والشرطة. وبدأ الجيش المصري منذ أسبوع حملة موسعة، بالتعاون مع الشرطة، لمطاردة مسلحين عقب هجوم على حاجز عسكري، خلف 12 قتيلاً في صفوف العسكريين، في وقت متأخر من مساء الجمعة قبل الماضية. وتنشط في سيناء، عدة تنظيمات مسلحة أبرزها "أنصار بيت المقدس"، الذي أعلن في نوفمبر 2014، مبايعة تنظيم "داعش" الإرهابي، وغيّر اسمه لاحقًا إلى "ولاية سيناء"، وتنظيم "أجناد مصر".