قال الكاتب والباحث السياسي العراقي لقاء مكي, إن من أسباب الاهتمام الدولي بمعركة مدينة الموصل, أن هذه المدنية هي النقطة التي بدأ بها تنظيم الدولة "داعش" توسعه في العراق. وأضاف مكي في تصريحات ل"الجزيرة", أن للموصل أيضا أهمية على الصعيد الجغرافي, فمنها يمكن فتح طريق بري بين إيرانوسوريا، وربما تكون هذه المعركة آخر المعارك مع تنظيم الدولة في العراق، وقد تفتح الباب واسعا أمام إنهاء وجوده في سوريا أيضا. وتابع " لذلك, فإن كثيرا من الدول والأطراف تريد أن يكون لها حضور في معركة الموصل، على افتراض أنها ستليها صفقات سياسية لتحديد مستقبل العراق". ومدينة الموصل تقع بمحافظة نينوى شمالي العراق, وتتمتع بموقعها إستراتيجي جعلها محل اهتمام ليس للأطراف العراقية وحسب وإنما للأطراف الإقليمية والدولية كذلك, حيث تعد امتدادا جغرافيا بين سورياوإيران، كما أنها محاذية لإقليم كردستان العراق, وقريبة من تركيا. ويوجد بالموصل أغلبية من العرب مع أقليات كردية وتركمانية، وجميعهم مسلمون سنة، كما يوجد بها أيضا أقليات مسيحية وإيزيدية, والتي يتردد أن تنظيم الدولة قام بطردها في أعقاب سيطرته على المدينة في يونيو 2014 . وحذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية من أن معركة استعادة الموصل من أيدي تنظيم الدولة, قد تخلف حروبا أخرى, في ظل عدم تجانس القوات المشاركة في محاولة تحريرها, وعدم حسم القضايا الشائكة بعد الانتهاء من العمليات القتالية. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 13 أكتوبر, أن الاستعدادات لخوض هذه المعركة تسارعت في الأسابيع الأخيرة بعد أن اتفق المسئولون في بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق على خطة عسكرية مفصلة لاستعادة الموصل التي تعد آخر أكبر معاقل تنظيم الدولة في العراق. وتابعت " خطط التحالف الدولي أيضا ضد تنظيم الدولة بالموصل تعتبر جاهزة، ولكن مزيج القوات غير المتجانس في التحالف قد يؤدي إلى استمرار القتال لفترة طويلة, أو يشعل صراعات أخرى منفصلة". واستطردت الصحيفة " القضايا الشائكة لم تحسم أيضا, ومن بينها دور الميليشيات الشيعية, ومسألة من يسيطر على الموصل بعد استعادتها". وحذرت الصحيفة أيضا من انتهاكات محتملة ضد سكان الموصل السُنة من جانب الميليشيات الشيعية، وقالت إن تنظيم الدولة نجح في السيطرة على الموصل منتصف 2014 , بسبب شعور الأغلبية السنية في المدينة بالتمييز من جانب الحكومة المركزية في بغداد التي يقودها الشيعة, وجراء معاناتهم من سوء المعاملة من القوات الأمنية التابعة لهذه الحكومة". وأنهى الجيش العراقي المدعوم بطيران التحالف الدولي استعداداته لشن معركة واسعة لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة, الذي سيطر عليها منتصف 2014. وفي 16 أكتوبر, ناشد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي شعوب وحكومات العالمين العربي والإسلامي بذل قصارى الجهد لحماية أهل الموصل, محذرا في بيان له من أن يصيب الموصل ما أصاب الفلوجة العراقية وحلب السورية من دمار وخراب. وناشد داغي المسلحين الموجودين بالمدينة الخروجَ منها وتسليمها إلى إدارة مدنية حتى لا تتعرض للدمار، والقتل وهتك الأعراض. كما حذر داغي من كارثة إنسانية وشيكة يمكن أن تلحق "بأكثر من 3 ملايين" من أهل الموصل عند خروجهم منها، لا سيما مع قرب حلول فصل الشتاء. ومن جانبه, أسقط الجيش العراقي عشرات آلاف المنشورات فوق مدينة الموصل في 5 أكتوبر لتنبيه السكان بأن الاستعدادات لاقتحام المدينة دخلت مراحلها الأخيرة. وحملت المنشورات رسائل، من بينها طمأنة السكان على أن وحدات الجيش والضربات الجوية لن تستهدف المدنيين. وبدورها, نقلت "الجزيرة" عن الأممالمتحدة القول في بيان لها إنها تستعد لجهود إنسانية هي الكبرى والأكثر تعقيدا في العالم بسبب معركة الموصل, وتوقعت أن تتسبب المعركة في تشريد ما يصل إلى مليون شخص واستخدام المدنيين كدروع بشرية أو حتى قصفهم بالغاز.