حذرت صحيفة "واشنطن بوست" من أن معركة استعادة مدينة الموصل في شمال العراق من أيدي تنظيم الدولة, قد تخلف حروبا أخرى, في ظل عدم تجانس القوات المشاركة في محاولة تحريرها, وعدم حسم القضايا الشائكة بعد الانتهاء من العمليات القتالية. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 13 أكتوبر, أن الاستعدادات لخوض هذه المعركة تسارعت في الأسابيع الأخيرة بعد أن اتفق المسئولون في بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق على خطة عسكرية مفصلة لاستعادة الموصل التي تعد آخر أكبر معاقل تنظيم الدولة في العراق. وتابعت " خطط التحالف الدولي أيضا ضد تنظيم الدولة بالموصل تعتبر جاهزة، ولكن مزيج القوات غير المتجانس في التحالف قد يؤدي إلى استمرار القتال لفترة طويلة, أو يشعل صراعات أخرى منفصلة". واستطردت الصحيفة " القضايا الشائكة لم تحسم أيضا, ومن بينها دور الميليشيات الشيعية, ومسألة من يسيطر على الموصل بعد استعادتها". وحذرت الصحيفة أيضا من انتهاكات محتملة ضد سكان الموصل السُنة من جانب الميليشيات الشيعية، وقالت إن تنظيم الدولة نجح في السيطرة على الموصل منتصف 2014 , بسبب شعور الأغلبية السنية في المدينة بالتمييز من جانب الحكومة المركزية في بغداد التي يقودها الشيعة, وجراء معاناتهم من سوء المعاملة من القوات الأمنية التابعة لهذه الحكومة". ويستعد الجيش العراقي المدعوم بطيران التحالف الدولي لشن معركة واسعة لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة, الذي سيطر عليها منتصف 2014. وفي 16 أكتوبر, ناشد الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي شعوب وحكومات العالمين العربي والإسلامي بذل قصارى الجهد لحماية أهل الموصل, محذرا في بيان له من أن يصيب الموصل ما أصاب الفلوجة العراقية وحلب السورية من دمار وخراب. وناشد داغي المسلحين الموجودين بالمدينة الخروجَ منها وتسليمها إلى إدارة مدنية حتى لا تتعرض للدمار، والقتل وهتك الأعراض. كما حذر داغي من كارثة إنسانية وشيكة يمكن أن تلحق "بأكثر من 3 ملايين" من أهل الموصل عند خروجهم منها، لا سيما مع قرب حلول فصل الشتاء. ومن جانبه, أسقط الجيش العراقي عشرات آلاف المنشورات فوق مدينة الموصل في 5 أكتوبر لتنبيه السكان بأن الاستعدادات لاقتحام المدينة دخلت مراحلها الأخيرة. وحملت المنشورات رسائل، من بينها طمأنة السكان على أن وحدات الجيش والضربات الجوية لن تستهدف المدنيين. وبدورها, نقلت "الجزيرة" عن الأممالمتحدة القول في بيان لها إنها تستعد لجهود إنسانية هي الكبرى والأكثر تعقيدا في العالم بسبب معركة الموصل, وتوقعت أن تتسبب المعركة في تشريد ما يصل إلى مليون شخص واستخدام المدنيين كدروع بشرية أو حتى قصفهم بالغاز. والموصل هي عاصمة محافظة نينوي العراقية, ويوجد بها أغلبية من العرب مع أقليات كردية وتركمانية، وجميعهم مسلمون سنة، كما يوجد بها أيضا أقليات مسيحية وإيزيدية, والتي يتردد أن تنظيم الدولة قام بطردها في أعقاب سيطرته على المدينة في يونيو 2014 .