يؤسفني أن يكون الهدف من مقال أمس ، أن ألفت انتباه "أقباط المهجر" إلى الفارق بين معاملة الحكومة الأمريكية لمواطنيها من "الأقلية المسلمة" و بين معاملة الاغلبية المسلمة في مصر لشركائهم في الوطن "الأقباط" . و هو شئ مؤسف حقا أن نحاول أن نعقد صراحة أو ضمنا مثل هذه المقارنة .. كما اني أشدد هنا على أني لا أقصد بالمرة أن أتحدث عن النصارى باعتبارهم أقلية أو أني "أعايرهم" بما يفعله الأمريكييون المسيحييون في المسلمين الأمريكين ، و كأن لسان حالي يقول لهم احمدوا ربنا و قبلوا أيديكم قبلا و دبرا ، على ما انتم فيه من نعمة .. فهذا لا أقصده و أتبرأ ممن يحاول ان ينحو منحاه ، فأقباط مصر مواطنون مثلهم مثل شركائهم المسلمين ، بل إنهم لهم فوق حق المواطنة الكاملة حق المودة و العدل و الانصاف و الحماية و الزود عنهم إذا ما همّ متطرفون بإيذائهم . ما نريد قوله إن الاستقواء بأمريكا فضلا عن أنه خيانة للوطن فهو حماقة تعكس صبيانية العقل الذي يلتف حوله أقباط المهجر و يأتمرون بأمره و يثقون في "حماقاته" . فالولاياتالمتحدة لا يهمها إلا مصالحها .. و هي تستغل "ورقة الاقباط" لابتزاز النظام المصري و اضعافة .. و من العيب بل ومن الدناءة و قلة المروءة أن يتحول بعض أقباط المهجر إلى جماعات تُستأجر من قبل قوى معادية لبلادها و القيام بدرو الضغط و الابتزاز بالوكالة عن ال سي أي ايه .. و هو عار لا نقبله و الله لأي مصري مسلما كان أو مسيحيا أو يهوديا أو كان بلا دين من أصله فإذا كانت الولاياتالمتحدة تضهد مواطنيها من الاقلية المسلمة فكيف يثق عاقل في انها صادقة لحماية الاقليات الدينية في البلاد الأخرى ؟! الاسلامييون في مصر "أقلية دينية " مضطهدة ، تنكل بهم الحكومة المصرية بأبشع أنواع التنكيل .. بل أعتقل منهم عشرات الالاف بعضهم حوكم أمام محاكم عسكرية استثنائية .. و أُعدم منهم من أعدم .. و غيرعم عشرات الالاف في معتقلات النظام من ربع قرن بلا جريرة أو تهمة و حصلوا على عشرات الاحكام للإفراج عنهم و مع ذلك أودعوا أقبية المعتقلات يفترسهم المرض و نساهم النظام تماما و نسيتهم الولاياتالمتحدة لأن لها مصالح كثيرة مع النظام المصري .. و لا تريد اغضابه أو استفزازه من أجل عيون الاسلاميين ! و الحال كذلك بالنسبة للأقباط .. لم يعد الأمريكييون يهمهم الآن الملف الطائفي في مصر بقدر اهتمامهم بملف الاصلاح السياسي ، و النظام المصري لم يعد يحرج الأمريكيين في مسألة الأقباط و إنما يحرجهم الآن في ملف الاصلاح .. الحكومة الأمريكية مثلا لم تستفسر من الحكومة المصرية عن قضية "اختفاء المسيحيات" التي حاول متطرفوا الاقباط أن يثيروها و ينفخوا فيها بشكل لا يخلو من رغبة في استفزاز الادارة الامريكية و حملها حملا على التدخل و الضغط على الحكومة المصرية ... و مع ذلك لم تلتفت واشنطن لهم .. فيما أصدرت البيانات التي وبخت فيها الحكومة المصرية .. بسبب الحكم على أيمن نور ب 5 سنوات .. لأن الحكم أحرج الادارة الامريكية و جعلها تصدر بيانا لتخفيف الضغوط عليها التي تتهمها بمجاملة النظام المصري على حساب أجندتها للاصلاح في العالم الاسلامي. لم تسأل واشنطن عن حكاية " ماريان و كريستين" و لا عن دموع أمهما .. سألت فقط عن أيمن نور .. و من قبله عن سعد الدين إبراهيم .. فهل فهم الحمقى من أقباط المهجر مغزى و دلالة هذه .. و تلك .. نأمل أن يفهموا قبل أن يصبحوا أضحوكة و موضوعا للتهكم و اطلاق النكات [email protected]