- مشاكلنا لن نجد لها حلا إلا بعد تسليم "العسكرى" السلطة للمدنيين.. والدستور لا تجب كتابته إلا بعد الانتخابات الرئاسية - شباب الثورة يشعر بالإحباط لأنهم لم يمثلوا فى التركيبة السياسية الجديدة.. وسيسعون لاستكمال ثورتهم ليجنوا ثمارها - الإضرابات والاعتصامات ثمن بسيط للحرية وليس معناها أننا شعب غير مؤهل للديمقراطية - النموذج الفرنسى الأفضل لشكل الجمهورية المصرية المختلطة حتى نرى توازنا بين حزبين فى الحكومة - لن نتحالف ولن نتكتل مع أى طرف داخل البرلمان وما حققناه فى الانتخابات إنجاز كبير للحزب أكد المهندس أبو العلا ماضى رئيس حزب الوسط أن النظام السابق افتعل قضية الجمعيات الأهلية والتمويل الأجنبى عندما ترك بابها مفتوحا دون أى مراعاة لقوانين أو لوائح العمل الاهلى لاستخدامها ورقة ضغط فى الوقت المناسب،مطالبا بضرورة إعادة تقييم بإخطار كل المنظمات الشعبية والأهلية ببنود القانون على أن يبدأ تطبيقه من جديد بضوابط محددة لغلق هذا الملف نهائيا. وأوضح أبو ماضى فى حواره ل"المصريون" أن جميع مشاكل مصر مع الانفلات الأمنى والاقتصادى لن نجد لها حل إلا بعد تسليم العسكرى للسلطة للمدنيين، مشيرا إلى أن الدستور يجب ألا يتم كتابتة إلا بعد الانتخابات الرئاسية،التى يرى أنها ستكون الطريقة الوحيدة لضمان دستور يكون توافقيا يمثل كل تكوينات الشعب المصرى. ونصح أبو ماضى الإسلاميين بالاتفاق على مرشح واحد حتى لا يفتتوا أصوات الناخبين، مبينا وجود بعض المحاولات لإقناع الدكتور سليم العوا والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح للتوافق على مرشح واحد، وأن حزب الوسط سيرشح سليم العوا لخوض الانتخابات الرئاسية. وإلى نص الحوار: ** فى البداية.. بعد مرور عام على ثورة 25 يناير.. كيف ترى الوضع الثورى فى مصر؟ يجب أن تعلمى أننا نعيش مرحلة انتقالية، وما يحدث من إضرابات واعتصامات ليس معناه أن شعب مصر غير مهيأ للديمقراطية فى هذه المرحلة الحالية، ولكننا نمر بمرحلة تشبه مرحلة الولادة والمخاض، ومن الطبيعى أن يكون فيها الكثير من المشاكل والقلق، هذه المشاكل سيتم استيعابها بمرور الوقت، وبالتأكيد سيتم تطوير التجربة وهذا ثمن طبيعى للتحول الديمقراطى. ** ألا تعتقد أن ما يحدث الآن من اعتصامات وإضرابات يعود فى المقام الأول إلى أن الشباب صانعى الثورة لم يجنوا منها شيئا حتى الآن؟ ليس هكذا تماما.. صحيح أن هناك شعورا بالإحباط بين الشباب الذين كان لهم دور كبير فى الثورة بأنهم لم يتم تمثيلهم فى التركيبة السياسية الجديدة، لكن أيضا لديهم شعورا بأن أجزاء كثيرة من أهداف الثورة لم تتحقق، لذلك قد يسعون إلى محاولة استكمالها وتحقيقها، ليس لأنهم لم يجنوا ثمارها، ولكنهم أيضا يرون أن الثورة لم تكتمل بعد، كما أن هناك سببا آخر هو أنه تم استفزازهم، فالأحداث الأخيرة التى تم الاعتداء فيها عليهم، أو على رموز منهم مثل ما حدث فى بورسعيد، استفزهم وسبب رد الفعل الذى نراه الآن. ** وماذا عن ملف التمويل الخارجى والجمعيات الأهلية.. هل ترى أن هناك مؤامرة خارجية ضد مصر؟ يجب أن تعلمى أن قضية الجمعيات الأهلية والتمويل الأجنبى قضية مفتعلة من النظام السابق وتريد حلا مركبا، وهذا الحل لابد أن يكون به قواعد قانونية معلنة تطبق على الجميع بلا استثناء، كما أن النظام السابق كان يقوم بسياسة ترك الباب مفتوحا للمخالفات لوقت قد يحتاجها، وفى الوقت المناسب يخرجها ليلعب بها كورقة ضغط، لذلك أرى الآن أن يتم إخطار كل المنظمات الشعبية والأهلية بالقانون ويبدأ تطبيقه من جديد بضوابط محددة وهذا هو الحل لغلق هذا الملف. ** فى رأيك.. كيف نواجه كل هذه المشاكل التى يعانى منها المجتمع المصرى حاليا؟ أرى ضرورة الإسراع بنقل السلطة واختصار المسافة الزمنية، فنقل السلطة هو الحل الأمثل لمواجهة كل المشاكل التى نتعرض لها الآن. ** معنى هذا أنك مع فكرة التبكير بفتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية يوم 10مارس؟ هذا صحيح.. فجميع مشاكل المصريين لن يتم حلها إلا بعد تسليم السلطة إلى المدنيين. ** معنى ذلك أنك ترى أن الانتخابات الرئاسية يجب أن تكون قبل وضع الدستور؟ هذا لا شك فيه.. فأنا أرى أن الدستور يجب أن يكون بعد انتخابات الرئاسة، حتى نستطيع وضع دستور يكون توافقيا يمثل كل تكوينات الشعب المصرى. ** البعض يتحدث عن أشكال كثيرة للشكل الجمهورى، مابين رئاسى أو برلمانى.. كيف ترى الوضع الجمهورى الأنسب لمصر هل هو الرئاسى أم البرلمانى؟ أعتقد أن النظام المختلط هو الأفضل لطبيعة مصر،مثلما فى النظام الفرنسى، حيث يكون هناك رئيس منتخب مباشرة من الشعب بالإضافة إلى حكومة من أغلبية البرلمان وتوزع الأعمال التنظيمية بين الطرفين وهو ما يعنى أنه إذا كان هناك حزب ما حصل على أغلبية فى الحكومة فيمكن أن يكون الرئيس من حزب آخر فيحدث التوازن فى الصلاحيات التنفيذية. ** هل سيدفع حزب الوسط أحدا للترشيح على منصب الرئاسة؟ ما يهمنا فى الفترة القادمة أن المرشحين الثلاثة الإسلاميين يتم التوافق بينهم على مرشح منهم، ويتم اختيار مرشح واحد حتى لا يفتت الصوت الإسلامى، وهذا ما نسعى إليه للتوافق بين المرشحين الثلاثة على أن يتوافقوا على مرشح واحد، ولكننا كحزب قمنا بالتصويت للدكتور سليم العوا، فبعد انتخابات مجلس الشعب توافقنا بيننا وبين الدكتور سليم العوا والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بأن نتفق على مرشح واحد حتى لا تتشتت الأصوات ونتمنى أن ننجح فى ذلك. ** وما برنامجكم الحزبى لو فزتم بالرئاسة للنهوض بمصر؟ خطة الحزب للنهوض بمصر منفصلة تماما، وليس لها أى علاقة بالانتخابات الرئاسية، فالحزب وضع خطة طرحها فى المجلس الانتخابى الخاص بالحزب، وسنحاول طرحها من خلال البرلمان، والحكومة القادمة، وسننتظر لنرى إذا كانت الحكومة سيتم تشكلها أم لا، وإن كنا سنقدم اقتراحا بأن يقوم "الحرية والعدالة" بتشكيل حكومة ائتلافية فيها كل القوى، ونحن ندعم هذه الفكرة فلو تم هذا وشارك الوسط فى هذه الحكومة، فسيشارك أيضا فى المشروعات، وحتى لو لم نشارك فى الحكومة القادمة، سيقدم حزب الوسط هذه المشروعات والأفكار لتنمية مصر للحكومة التى سيتم تشكيلها. ** وكيف سيتم ذلك؟ حزب الوسط يمتلك رؤية تقول إن مصر خلال العقد القادم ستكون من الدول ال20 الأوائل على المستوى الاقتصادى، وبالتالى نحتاج إلى تنمية اقتصادية عالية وتوزيع عادل لهذه التنمية بحيث يشعر بها جميع المواطنين، ويرتفع مستوى الدخل وكذلك الاهتمام بالصناعات والموارد الإنتاجية والزراعة والتصدير وإعادة منظومة التعليم لأنها هى المؤدية للتطور بكل أنواعه، بالإضافة إلى قيام الدولة بدور مهم فى منظومة الرعاية الصحية، بالإضافة غلى مشكلة الإسكان وحلها، ويجب أن تلعب مصر دورا مؤثرا فى قيادة المنطقة وإعادة العلاقات والقوى الناعمة مع دول حوض النيل والتى تأثرت سلبا بانشغال النظام السابق بالتوريث وإهماله لكل شئون الوطن، فالوطن يحتاج الكثير. ** بالنسبة للبرلمان.. كيف ترى برلمان الثورة؟ أعتقد أن البرلمان يحتاج لوقت حتى يتم تقييمه. ** وماذا عن حزب الوسط داخل البرلمان؟ أعتقد أنه بدأ بداية موفقة ولدينا عدد معقول، فنحن لدينا عشرة نواب يرأسهم الأستاذ عصام سلطان نائب رئيس الحزب، ويتعاملون بشكل معقول داخل البرلمان، وأعتقد أن البرلمان يحتاج لوقت حتى يتم تقييمه سواء للوسط، أو من الأحزاب الأخرى. ** هل سيكون لحزب الوسط تحالفات مع القوى الليبرالية والأقباط داخل المجلس لمواجهة قوى تيار الإخوان المسلمين بما أن لهم أغلبية البرلمان؟ مقاطعا.. ليس لنا تحالفات مع أى طرف فنحن موقفنا مستقيم، فما نراه فى مصلحة الوطن نتبناه سواء جاء من طرف إسلامى أو من أى طرف آخر فالمصلحة الوطنية هى التى تحركنا. ** وما الذى يميز حزب الوسط عن باقى الأحزاب الإسلامية الأخري؟ حزب الوسط ذو مرجعية إسلامية ،فالفرق بينه وبين الأحزاب الأخرى، أن كل حزب إسلامى يمثل تيارا إسلاميا معينا يعبر عنه، لكن حزب الوسط هو حزب إسلامى لكل المصريين، وهذا ما يميزه فى رؤيته الوسطية المعتدلة المختلفة عن أى رؤيا أخرى. ** البعض يرى أن حزب الوسط فى نفس المربع الذى توجد فيه الأحزاب الليبرالية مثل أحزاب الكتلة بالرغم من أنكم حزب إسلامى فما تعليقك؟ غير صحيح.. نحن أقدم حزب إسلامى، نحن أكثر من خدم المشروع الإسلامى السياسى نحن من قدمنا أربعة برامج وطورناها طوال خمسة عشرعاما قبل الثورة وبالتالى نحن من أقدم الأحزاب الإسلامية وأكثر الأحزاب التى تحرص على تقديم الرؤية الإسلامية ولن نفرط فيها. ** وماذا عن الإخوان المسلمين؟ يجب أن تعلمى أننا لا ننافس الإخوان المسلمين، إنما ننافس حزب الحرية والعدالة. ** وكيف ترى الإخوان الآن بعد أن تحولوا خلال عام من جماعة محظورة إلى حزب منظم؟ ليس هناك تعليق ** البعض يرى أن عصام سلطان بمواقفه الأخيرة كان سبب فى التقليل من شعبية حزب الوسط؟ غير صحيح .. فعصام سلطان له دور مؤثر وبارز، وهناك عناصر كثيرة فى المجتمع وشبابية معجبة به، وتتخذه قدوة لهم، ومتأثرة به، فعصام سلطان إضافة مهمة فى الحزب. **إذًا لماذا لم تحصلوا إلا على مقعد واحد داخل البرلمان فى المرحلة الثالثة من الانتخابات؟ حزب الوسط حصل على مليون صوت على مستوى الجمهورية،وهذا إنجاز لحزب عمره عشرة شهور،لم يعتمد على جماعة ،ولا على أموال ولا على شعار دينى ،ولا على فلول وبجهده فقط..حصل على مليون صوت ،وعلى عشرة مقاعد .ويعتبر هذا إنجازا كبيرا فى بدايات حزب. لكن البعض اختلط عليه مجهود وتاريخ أبو العلا ماضى مع تكوين ووجود حزب الوسط . فالحزب فى طور التوسع ولم نتمكن فى هذه المدة القصيرة من عمل وحدات حزبية فى جميع القرى والنجوع والأحياء والمدن. ** وكيف ترى انتخابات مجلس الشورى على الرغم من عزوف المواطنين على المشاركة؟ نتمنى أن تكون موفقه.. ونحقق فيها مكانا مميزا، فنحن لدينا 24 قائمة فى الشورى من أصل 30 قائمة بخلاف الفردى. ** كيف يرى المهندس أبو العلا ماضى حزب الوسط فى المستقبل؟ نأمل أن يكون حزب الوسط من أهم الأحزاب فى الفترة القادمة، ولذلك نحن نقوم بإعادة ترتيب البيت من الداخل ونراجع خطط الانتشار فى كل المواقع، كما أننا سنقوم بزيادة التوعية والخدمات، وهذا كله يعطينا مؤشرات بأن حزب الوسط سيكون أهم حزب فى المرحلة القادمة بل سيكون رقما مهما وصعبا.