الى متى سنظل نتحدث ليلُ موصولا بنهار ونجري وراء معارك وهمية ونضيع أوقاتنا ونشتت جهودنا من خلال معارك تدار من اشخاص يحاولون إيهام الناس أنهم على علم ببواطن الأمور وهم للأسف على عكس من ذلك وهو ما ينافي ويجافى الحقيقة قولًا واحدًا !!! بالله عليكم أخبروني، أين المنتصر، وأين المهزوم في هذه المعارك؟ وما قيمة النصر والهزيمة فيها إلى غير ذلك من المعارك التي لا أستطيع حصرها. ؟؟ كم من هذه المعارك شاركت فيها؟ وكم استهلكت من جهدك ووقتك؟ !! وهل أنت نادم على المشاركة في بعضها أو كلها؟ !! وهل لو عاد بنا الزمن هل كنا سنشارك في هذه المعارك، بنفس الحماس؟ لماذا يحاول كذابين الزفة أن يجعلونا الاشتغال وبخوض معارك وهمية، لا علاقة لها بالمعارك الحقيقة التي تتمثل في (الفقر والتعليم والصحة والبطالة الخ) والمصيبة أننا تركنا لهؤلاء أن يضعوا لنا أولويات المرحلة معتقدين إذا تم انشغالنا بها حسب زعمهم سيكون هذا في صالح المجتمع؟ إن من الواجب علينا، إذا أردنا أن نتعلم شيئا، من تاريخنا، أن نتنبه لاتجاه البوصلة، نحو المعركة الحقيقية لا المعارك الوهمية. والمتأمل في حالنا الآن، يجد أن هناك معارك جانبية كثيرة، يحاول البعض جرنا إليها بكل قوة وللأسف هذه المعارك تقام على الفضائيات يوميا من خلال برامج للأسف يطلق عليها التوك شو وهي ليس لها علاقة بالاسم إضافة الى الفضاء الأزرق المسمّى الفيس بوك ففيه اليوم نقيم أفراحنا ونقيم فيه حفلات الشطح والرديح الافتراضية، كما فيه نقيم المندبة والبكاء، نلطم الوجوه ونشق الصدور، وفيه نقيم صراعات وحروبا وهمية، نعم إنّه الفيس بوك الذي نقلنا من عالم واقعي بائس إلى عالم افتراضي أشد بؤسا. الذى جعلني اكتب وأقول هذا الكلام وأثيرة من خلال هذه المقالة بعد أن بدئت وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الأجنبية في بث تقرير خطير من أمريكا أصدرته إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية (FDA) بالتعاون مع مركز السيطرة على الأمراض (CDC) تقول فيه وتشير عن( إصابة 89 مواطنا أمريكيا ظهرت عليهم أعراض الإصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي من السلالة (A) من 7 ولايات أمريكية (ولايات مريلاند ونيويورك وشمال كارولينا وفرجينيا وغرب فرجينيا ووسكنسن) بعد تناولهم عصائر تحتوى على الفراولة من مقهى للعصائر الاستوائية، وبتنفيذ تتبع عكسي للفراولة المستخدمة في العصائر وجد أنه تم استيرادها من مصر، في الثامن من أغسطس 2016 أعلن المقهى عن توقفه عن تقديم الفراولة المصرية المجمدة وتحولها لاستيراد نفس الفاكهة من دولة أخرى، وتسعى حالياً إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية إلى التحري عن الأماكن الأخرى أو الصناعات التي استخدمت فيها الفراولة المجمدة الواردة من مصر لاتخاذ الإجراءات اللازمة )وهذا أن دل فيدل على استدعاء للمنتج تمهيداً للتخلص منه لخطره على صحة المستهلكين)، ولابد أن نشير في هذا الصدد ن بعد وسائل الاعلام المصرية سواء مقروءة او متلفزة قد تناولت هذا الموضوع على استحياء والبعض من هذه الوسائل قالت بالفم المليان أن هناك مؤامرة من قبل الأدارة الأمريكية ضد مصر وقام بعض الإعلاميين باستدعاء نظرية المؤامرة وقاموا بتوجيه الاتهامات الى من أصدر هذا التقرير وكأن العالم يتأمر علينا من كل الجهات وان كنت انا مع الذى يقول أن هناك قوى في الخارج والداخل تعمل على عدم استقرار الوطن في كل النواحي لكن أن نجعل أن كل العالم ضدنا في هذا غير صحيح لأن المؤامرة الحقيقة هي التي ندفن فيها رؤوسنا في الطين والرعب يسيطر علينا يمرض الآلاف ويموت أكثر منهم بسبب امراض الخضار والفاكهة وهناك من لا يرى ولا يستمع ولا يتعقل وبعيدا عن التقرير الأمريكي اسمحوا لي أن أحيلكم الى تقرير صادر من مصر ونشر منذ فترة في جريدة الوطن المصرية ولا يختلف عن التقرير الأمريكي وهو صادر من المعمل المركزي، التابع لمركز البحوث الزراعية، بشأن تحليل «متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة» في الأغذية المتداولة بالأسواق، كشف تقرير الرسمي التالي عن حصر 59 مبيدا في عينات الخضراوات والفاكهة التي جرى تحليلها بمعرفة المعمل للعام الماضي 2011، مقارنة ب 88 مبيدا للعام 2010. وأكدت مصادر رسمية بوزارة الزراعة أن التقرير يكشف عن حقيقة خطيرة وهي أن 72% من الفاكهة والخضر المتداولة في أسواق القاهرةوالمحافظات «ملوثة» بآثار متبقيات المبيدات، وأن 17% من الخضراوات والفاكهة تجاوزت الحدود القصوى من إجمالي العينات التي جرى فحصها ضمن برنامج التقصي في المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات، التابع لمركز البحوث الزراعية. وأوضح التقرير، الذي حصلت «الوطن» على نسخة منه وتنفرد بنشر نتائجه، أن نتائج تحليل عينات برنامج التقصي، الذي ينظمه المعمل، يدل على أن 17% من العدد الكلى للعينات، التي خضعت للتحليل، يتجاوز الحدود القصوى المسموح بوجودها كمتبقيات للمبيدات في الخضراوات والفاكهة، محل التقرير، بإجمالي عدد عينات يصل إلى 1238 عينة. الدكتور حسين منصور، الخبير الدولي في سلامة الغذاء، اعتبر تلك النسبة «كارثة» تهدد صحة المواطن المصري، حينما نكتشف أن خمس الخضراوات والفاكهة المتداولة في الأسواق ملوثة بالحدود القصوى لمتبقيات المبيدات. وأوضح التقرير أن 55% من العينات كانت عبارة عن «متبقيات» ضمن الحدود المعتمدة من «الكودكس» الدولية لمعايير متبقيات المبيدات بالأغذية، بينما أظهرت التحاليل أن 28% من العينات «خالية تماما» من متبقيات المبيدات، رغم تأكيدات مصادر رسمية بوزارة الزراعة أن المعايير المصرية لسلامة الغذاء تقل كثيرا عن المعايير الأوروبية والأمريكية، الأكثر تشددا في التعامل مع ملف الغذاء حفاظا على الصحة العامة. وكشفت المصادر عن أنه من المفارقات أن مصر تُصدر أغذية إلى دول الاتحاد الأوروبي طبقا للمواصفة الأوروبية، الأكثر تشددا، في معايير السلامة، بينما يسود التراخي في هذه المواصفات حال طرح المنتجات فى السوق المحلية، وهو ما فسرته المصادر بأن الحكومة تحافظ على صحة المواطن الأوروبي أكثر من حرصها على صحة نظيره المصري، رغم أن مخاطر التراخي تسبب خسائر بالمليارات يجرى صرفها على دعم العلاج على نفقة الدولة لمواجهة أمراض الفشل الكلوي والكبد والقلب وضغط الدم والسرطان، وجميعها ناتجة عن سوء إنتاج وتداول المحاصيل الغذائية في مصر.[Quote_1] وأظهرت نتائج التحاليل، التي أجراها معمل متبقيات المبيدات، أن أعلى نسبة من العينات التي تجاوزت الحدود القصوى للمبيدات كانت في «العنب» بنسبة تصل إلى 1.8%، تليها الشبت الأخضر بنسبة 1.7%، والكزبرة الخضراء بنسبة 1.62%، والبقدونس الأخضر بنسبة 1.53%، ثم الجرجير الأخضر بنسبة 0٫97%، تليها الرمان والشطة بنسبة 0٫89%، ثم الكمون بنسبة 0٫7%، تليها البرتقال والفلفل والخيار بنسبة تزيد على المسموح به 0٫6%، والجوافة 0٫5%، ثم الخوخ والسبانخ والكوسة بنسبة 0٫4%، في حين كشف التقرير عن أن 28% فقط من العينات الخاضعة للفحص كانت خالية من متبقيات المبيدات في الأسواق التي تضمنها التقرير وهو نسبة متواضعة جدا إذا ما قورنت بمستوى التلوث السائد في أسواق يفترض أنها تستقبل فاكهة وخضراوات لترويجها مباشرة للمستهلك بعد انقضاء فتره زوال الآثار المتبقية للمبيدات في حقول الإنتاج وقبل نقلها لأسواق التداول. وشملت العينات الخاضعة للتحليل عينات من 14 سوقا في 10 محافظات هي: العجوزة وبنى سويف وبولاق الكرور والدقي والفيوم والجيزة والإسماعيلية والمنوفية والنوبارية والقليوبية والشرقية والغربية وشبرا وسليمان جوهر. واللافت أن التقرير تضمن أسواقا فرعية صغيرة مثل سوق سليمان جوهر بالدقي بينما تجاهل أسواقا «ضخمة» للجملة الرئيسية مثل سوق العبور، رغم ضرورة التركيز على مثل هذه الأسواق الكبيرة، باعتباره تندرج ضمن أسواق «المنابع» للأسواق الفرعية. وطالبت المصادر نفسها بوضع نظام «باركود» للسلع الزراعية المتداولة في الأسواق الكبرى، سواء من خلال الرقابة على تجارة الجملة للمحاصيل الزراعية، أو من خلال نظام تتبع جيد لتحديد المخالفات في أعمال التداول، بسبب الممارسات الزراعية أو من خلال النقل والشحن أو التأكد من جودة عبوات الإنتاج الزراعي، مع سحب عينات بصفة دورية من هذه الأسواق، ومن المزارع والحقول لتحليلها فى المعامل المركزية المعتمدة بوزارة الزراعة أو وزارة الصحة. هذا ما قاله التقرير المصري ونشر في جريدة الوطن ؟؟ نعود الى التقرير الأمريكي ، فقد ذكر التقرير أن الخضار المجمد المستورد من مصر (الملوخية والبامية) يتم غسلها بمياه قذرة، مما قد يصيب المستهلكين بمرض التهاب الكبد الوبائي لاحتوائها على بقايا الصرف الصحي، وأشار التقرير إلى إجراءات صارمة سوف تتخذها وزارة الزراعة الأمريكية حيال السلع المصرية الواردة إلى أمريكا، منها منع استيراد الفراولة أو أي أنواع فاكهة مصرية أخرى يتم ريها بمياه الصرف الصحي ووضع شروط جديدة صارمة بشأن غسيل الخضار المجهز أو المجمد الذي يصل إلى أمريكا من مصر، ووجوب غسله بمياه نقية مفلترة، ومنع منعاً باتاً استيراد الجبن من مصر، خاصة الرومي والأبيض لإثبات التحليلات احتوائها على مادة «الفور مالين» التي تستخدم في حفظ جثث الموتى، بالإضافة إلى أملاح غير صالحة للاستهلاك الآدمي يتم استخراجها من ملاحات بها بقايا حيوانات نافقة، أيضاً أشار التقرير إلى أنه يتم استخدام الجير الأبيض الذي يستخدم في تركيب البلاط في تبييض الأرز المصري المستورد، مما قد يصيب متناوليه بالتسمم والسرطان، وأخيراً العصائر (المانجو والجوافة)، التي تحتوي على مكسبات ألوان ومكسبات طعم ومكسبات رائحة ومكسبات قوام، محرم استخدامها دولياً لتسببها في الفشل الكلوي وأمراض الكبد وضغط الدم. يتضح لنا * 40% من الخضروات والفاكهة التي يتناولها المصريون مسممة **** تسبب الفشل الكلوي والكبدي الوبائي وسرطان الرئة وتليف الكبد وأمراض القلب وتشوه الأجنة والإجهاض المتكرر للحوامل ... إلخ وللأسف الشديد وزراء الزراعة والري والصحة لا وجود لهم سوى على مقاعد وثيرة بمكاتب مكيفة لا يعنيهم من مرض ومن مات محاصيل المجاري ذات "مذاق أفضل"!! وعلى جميع وسائل الأعلام المصرية أوضح المزارعون أن جفاف الترع وعدم وصول المياه إليها في معظم شهور السنة يضطرهم للري من المصارف والرشا شيح والترع المتفرعة منها والتي يطلق عليها "ترع الدمار الشامل" واللجوء لتركيب ماكينات الري مقابل 20جنيها للساعة نتيجة لأزمات السولار المتتالية. هناك نقطة هامة لابد من ذكرها في هذا الصدد أن الفلاحين يتهمون مديريات الري بالمحافظات بالتراخي وتراجع المسؤولون بها عن تطهير الترع وفتح البوابات لوصول مياه الري للترع. والغريب أنهم يتناولون مزروعا تهم السامة بينهم فطباخ السم لابد أن يتذوقه. كما ان بعضهم يؤكدون ان محاصيل المجاري ومنها الخس والخيار والفلفل والطماطم ذات "مذاق أفضل" من مثيلتها التي تروى بالمياه العذبة!! ولم تعد المياه الجوفية التي كنا يعتمد عليها الفلاح بدلا من مياه المجاري. واصبح الفلاح يبحث عن مهن بديلة في ظل تضاعف تكلفة الزراعة وعدم وجود مياه الري.: فيضطر الى ذلك خوفا من الموت جوعا وبعد أن ماتت المزروعات من العطش الصرف الصناعي بمصانع مدينة العاشر من رمضان أيضا هو كارثة بيئية بكل المقاييس حيث يقوم الأهالي باستخدام مياهها في الزراعة وكذلك تربية الاسماك وسبق ان حذر العديد من المختصين بخطورة استخدامها في الزراعة وتربية الاسماك . ان من اسباب هذه المشكلة عدم دورية تطهير الترع لفترات تزيد على ستة أشهر، رغم تحصيل القيمة المادية عن عمليات التطهير والتي تصل الى "30 جنيها على كل فدان "، كما ان عمليات الصرف التي اتجهت وزارة الزراعة إلى الاعتماد عليها خلال السنوات السابقة، ساعدت كثيرا في عدم وصول حصص المياه بسبب انسداد شبكتها وعدم تطهيرها أو القيام بعمليات احلال وتجديد لهذه المواسير. وهناك كارثة أخرى أشد خطورة تضرب صُلب أنظمة الري والشرب في مصر، ألا وهي صب مصارف رئيسية للصرف الصحي غير المعالج في نهر النيل. أن حصة مياه النيل البالغة 55 مليار متر مكعب سنوياً أصبحت غير كافية لسد احتياجات البلاد، في ظل الزيادة السكنية. هناك اخبار نشرت في الصحف المصرية قبل اندلاع ثورة 25 يناير. عام 2011 قالت (أن لجنة تحقيق تابعة للوكالة الأوروبية لسلامة الغذاء أن شحنة مستوردة من مصر من بذور الحلبة تم استيرادها بين عامي 2009- 2010 مخصصة لأغراض إنتاج حبوب مستنبتة تسببت في انتشار حالات تسمم غذائي، مما أدى إلى إصابة ما يقرب من أربعة آلاف شخص بأعراض التسمم البكتيري والنزلات المعوية، كما أسفرت عن وفاة نحو 50 شخصاً (48 في ألمانيا وحالة وفاة واحدة في كل من فرنسا والسويد)، ورغم نفى القاهرة ودفاعها المستميت بأنها ليست مصدر البكتيريا القاتلة إلا أنه بتنفيذ تتبع عكسي تم الوصول إلى المزرعة التي تمت زراعة الحلبة بها في محافظة الفيوم، حيث استخدم المزارع مياها ملوثة من مصرف زراعي مجاور لأرضه لري محصول الحلبة محل الاتهام، ونقلاً عن شهود عيان ذكروا أن المصرف كان ممتلئا بجثث حيوانات نافقة ومخلفات آدمية وبقايا مبيدات سامة، ولم يجد المسؤولون المصريون المكلفون بهذا الملف حلاً سوى بناء جدار يفصل بين الأرض المزروع بها الحلبة والمصرف حتى لا يرى مسؤولو الوكالة الأوروبية لسلامة الغذاء مياه المصرف الزراعي أثناء معاينتهم للأرض المطلع على ما نشر في التقارير الأمريكية والأوروبية يجعلنا أن نطرح هذه الأسئلة أين مجلس النواب من هذا التقرير؟ أين هي هيئة الرقابة على الغذاء في مصر رغم أن قانون الغذاء الموحد، والذي ينص على إنشاء الهيئة وصلاحياتها وهيكلها، والدور للعديد من الأجهزة الذي يقال إنها تقوم بهذه المهمة؟!! وماهي الحقيقة في الأقاويل التي تقال أن مهمة الجهات المختصة بالمراقبة كل ما يهمها الحصول على مبالغ مالية تفرض غصبا على أصحاب المصانع المخالفة وأين الوزرات المعنية في الرقابة مثل وزارتي الزراعة والري ؟؟!! سؤال اخر كشف من خلال تحقيق صحفي نشر في جريدة الأهرام ويقول إن في مصر هناك هيئة الحجر الزراعي الموجودة حاليا تم إنفاق مليارات من الدولارات لتجهيزها بأحدث المعدات ورغم ذلك تفشل في الكشف عن مسببات مرضية تهدد صحة المستهلكين!!! . ليست الولاياتالمتحدة فقط فالأخبار المتناقلة اليوم تقول ان السعودية سبقتها في منع استيراد كثير من المنتجات الزراعية لنفس الاسباب وكذلك روسيا والكوبت في طريقها الى ذلك. السينما المصرية تكشف الواقع المرير الفاضح !!!! لا يمكن للسينما أن تنفصل عن الواقع الذي نعيشه أو تقدم صورة مغايرة لأحداثه بأي حال، فهي مرآة أو انعكاس لصورة مصغرة من المجتمع الذي تتناوله أحداثها، في عام 1962 قدمت السينما المصرية فيلم كاشف لما يدور حاليا في هذا الموضوع للمخرج الكبير توفيق صالح وهو من أهم الافلام التي تناولت بالتحليل جانب الصحة وانتشار الاوبئة في حياة الفلاح المصري ويكاد يكون هو الفيلم الوحيد في تاريخ السينما الذى تناول هذا الامر بشكل كامل وهو فيلم اسمة صراع الأبطال وتدور أحداثه الفيلم (مع وصول الطبيب شكري سرحان الى القرية للعمل في الوحدة الصحية بها، ويصطدم اول الامر مع مدير الوحدة الصحية الذى يعيش في القاهرة ولا يحضر الى القرية الا ساعتين كل اسبوع، وهذا بالطبع حال كل الوحدات الصحية في مصر حتى الآن، اما الصدام الثاني فكان مع الداية التي تحترف علاج اهل القرية بالدجل والجهل، اما ثالث الصدامات فكان مع الاسرة الارستقراطية التي تمتلك الأراضي الزراعية بالقرية وتدخل في شراكة مع المعسكر الإنجليزي المجاور للقرية، وهذا الثالوث القاتل (الاهمال والجهل والاستغلال) لا يترك مجالا للفلاحين للحياة، ويضع الفيلم القرية كلها في اختبار حياة او موت و ينظر ماذا يكون رد الفعل، فبين يوم وليلة يخرج وباء الكوليرا من معسكرات الانجليز لينتشر في ارجاء القرية يحصد الارواح لا يفرق بين غنى و فقير أو امير و غفير، الكل تحت رحمة الوباء، ويحاول الطبيب السيطرة على الموقف على قدر المستطاع بالإمكانيات الضعيفة المتاحة، ويكون الفيلم رسالة واضحة لكل مسئول في الدولة على الثالوث القاتل في الريف المصري وضعف الامكانيات المتاحة للقضاء عليه!! ملاحظات هامة لابد أن نشير لها عن هذا الفيلم الكاشف والفاضح لهذه الكارثة !!!! أول هذه الملاحظات يتعلق باستمرار العلاج –أو اللاعلاج-الشعبي الذي يعتمد على الجهلاء من الدايات والحلاقين، وأم هلال كما يقدمها الفيلم هي نموذج الطب التقليدي الجاهل الذي يمتلك سطوة ونفوذًا، ويمارس دورًا خطيرًا في الحد من انتشار الطب العصري في بيئة متخلفة. تعي أم هلال أن الطبيب الشاب يهدد قواعدها الاقتصادية الراسخة، بخلاف الطبيب مازن الذي يندمج في مجتمع الفلاحين ولا يتحمس لخدمتهم؛ لذلك فهي تشن حربًا دعائية شعواء ضد شكري، بل إنها لا تتورع عن التهديد السافر الذي ينم عن إحساسها بالقوة: وحق مين رماك في سكتي يا دكتور الغبرا.. لأوحل السكك تحت رجليك. في القرية التي يعمل فيها يسود الإقطاع ويتحكم في مواجهة جماهير الفلاحين الكادحين الذين يعانون من الفقر والجهل والمرض. ومن المنطقي أن تنحاز مؤسسات السلطة جميعًا إلى الطبقة الإقطاعية المهيمنة، والطبيب العجوز مفتش الصحة -مازن-خادم مطيع منفذ لرغبات ساكني القصر، ومن هنا اصطدامه بالطبيب الثوري المتحمس. وفي المواجهة أيضًا داية القرية (أم هلال) التي تمثل الطب الشعبي المتسم بالجهل والشعوذة والاستغلال الجشع. يعتمد فلاحو القرية في غذائهم على فضلات وبقايا المعسكر الإنجليزي الذي يقع قريبًا من القرية، ومن هذا الطعام يتولد وباء الكوليرا الذي يحذر منه شكري ويسفهه الجميع؛ حتى تثبت التحاليل التي تمت في العاصمة صدق الطبيب المخلص وتعلَن القرية منطقة وباء، ليبدأ الصراع الإنساني ضد المرض، الصراع الذي لا يحول دون رغبة الإقطاع في امتصاص ما تبقى من دماء الفلاحين المحاصَرين بالموت. وثمة ملاحظات نسوقها حول درجة نجاح الفيلم في التعبير عن علاقة الفلاح المصري بالمؤسسة الطبية في مرحلة الأربعينيات. “,”صراع الأبطال“,” يقدم إقطاعًا شرهًا لا يستحق السخرية والإدانة الرومانسية الأخلاقية بقدر ما يستدعي المقاومة الواعية؛ ذلك أن أمراض الفلاحين تمثل مكسبًا ماديًّا لا يعبأ بحياة البشر، ويستهين بعللهم؛ فالسر في الوباء يكمن في “,”الرابش“,” الذي تجلبه المالكة الإقطاعية من معسكرات الإنجليز ويمثل بديلاً لأجر يومين في الأسبوع، فهي لا تمنح الفلاحين العاملين في أراضيها إلا أجر خمسة أيام، وتعتبر الطعام الملوث الذي تحصل عليه مجانًا أجرًا ليومي عمل! هؤلاء الإقطاعيون الشرسون لا تروعهم الكوليرا ولا يفزعهم الموت، فجيهان هانم لا تنشغل إلا بالمحصول الذي يحتاج إلى الفلاحين، وفي سبيل قوة العمل هذه لا تبالي بالعاملين أنفسهم، ولا تتورع عن التشكيك في جدوى وفائدة التطعيم ضد الوباء: هتموتوا من الإبر اللي تأخذوها.. عايزين يدفنوكوا بالحيا.. المصلحة الاقتصادية هي الأهم، وفي سبيلها تداس أرواح الفلاحين ولا توضع في الاعتبار. الملاحظة الأخيرة تتعلق بجماهير الفلاحين أنفسهم.. يدرك توفيق صالح أن الانحياز الموضوعي لفلاحين لا يعني الرومانسية الساذجة التي تعلي من شأن الرؤية العاطفية؛ لذلك فإن الفيلم ينطلق من فكرة التسليم بسيادة الجهل والمرض والفقر، والفلاح هو الذي يدفع ثمن سيطرة هذا التلوث على حياته. فمن المبرر إذن أن يكون الفلاحون قليلي الوعي وضعيفي الاستجابة للفكر الجديد وأكثر تأثرًا بكل ما يردده الأعداء الطبقيون أصحاب المصلحة في إبقاء الأوضاع دون تغيير. والدكتور شكري في تعاطفه وانتمائه لا يغفل واقع من يتعاطف معهم وينتمي إليهم: أنا منهم.. اتعلمت بدالهم عشان كده قلبي عليهم. قدم صالح هذا الفيلم في قالب ميلودرامي، وبرر ذلك لاحقا بأنه حاول استثمار القالب الفني السائد آنذاك في الأفلام المصرية وتحميله مضامين جديدة وقد واجه هذا الفيلم مشكلات أكبر من مع الرقابة، حركتها مشكلة شخصية مع وزير الداخلية حينها شعراوي جمعة الذي طلب من صالح فيلما دعائيا عن الشرطة مقابل إطلاق الفيلم فرفضه صالح، مما دفع الوزير إلى اختلاق مشكلات له وعرض الفيلم على لجان متعددة في الرقابة والداخلية والاتحاد الاشتراكي، وقد طالبت الرقابة حينها بحذف أكثر من 16 مشهدا من الفيلم.الا أن الفيلم بيد أن الفيلم عرض لاحقا بشكل كامل وبدون حذف بأمر شخصي من الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي شاهد الفيلم وأعجب به هناك لابد القول إن صناع الفيلم عندما قدموا القصة الى الرقابة في عام 62 رفضته وطالبت أن تكون الأحداث في الأربعينيات وليس في فترة الرئيس عبد الناصر ووافق صناع الفيلم بذلك وضع قصة هذا العمل ثلاثة من العاملين بالسينما وهم عز الدين ذو الفقار، وعبد الحي أديب، ومحمد أبو يوسف، بمعنى أن كل واحد منهم وضع رؤيته الفنية في جزء من القصة بحيث تتكامل القصة في النهاية وفى هذا إيجابية كبيرة حيث تتعدد الرؤى الفنية وتتفرع التفصيلات على أسس نظرية صحيحة وبطريقة تكاملية، كما أن كل واحد يبدع فى وجه من أوجه القصة يكتب في ذلك الوجه من الإبداع ملحوظة هامة كان من المفترض أن يخرج هذا الفيلم المخرج عز الدين ذوالفقار لكن مرضة منعة من ذلك رغم ذلك هو الذي احتار الابطال الفيلم شكري سرحان وسمسرة احمد وليلى طاهر إضافة الى الطفلة حياة قنديل التي أصبحت ممثلة كبيرة واعتزلت الفن في نهاية السبعينيات خلاصة الكلام هناك توجس وتخوف يحل بالمواطن المصري بأن يصبح رهينة لحالة عامة في ظل حاضر يصفه المتخصصون ب«الغامض» ومستقبل اعتبروه «مجهولا».. تعددت الأسباب والنتيجة واحدة، وكل سيناريو يفيض بسوءاته قبل أن نقترب منه، وكل توقع ينذر بواقع يخشاه الجميع ويحسبون له ألف حساب، المخاوف تتزايد بتكهنات العقلاء نحو المستقبل، منهم من يحذر من انتشار الفوضى، ومنهم من يؤكد أن الغموض سيد الموقف، فى ظل حاضر ضاعت ملامحه، ولم يعد أحد يمتلك القدرة على فهم ما يدور وسط قرارات وقوانين وسياسات مبهمة، حسب وصف أساتذة علم النفس، فهو الطريق المظلم الذي يعيشه المصريون دون شك، يخشى الجميع النظر للمستقبل لأنهم لا يملكون واقعا ولم يعد بإمكانهم القدرة على «الحلم». «أمر طبيعي»، فالمجتمع يمر بمرحلة غير مستقرة، والمواطن وحده هو فريسة هذا المناخ الذي تغيب عنه الحقائق وتتزايد الشائعات، أن المحصلة النهائية التي قد تصيب المواطنين في ظل الحيرة التي يعيشونها هي الإصابة بالانهيار العصبي. الأمراض النفسية التي قد تصيب الكثيرين ممن يعيشون حالة الخوف والقلق المتزايد، «الجميع معرض للإصابة بتلك الأمراض فى حالة استمرار الحال كما هو دون تحسن للأوضاع أو محاولة البعض الخروج من تلك أن غياب الحقائق التخويف، بصورة جعلت الكثيرين يشعرون بالخوف الشديد الذى ينتج عنه حالة من الإحباط أو العنف غير المبرر، بالإضافة إلى انعدام الفاعلية وانعدام الإنجاز والتوقف عن العطاء والعمل، والشعور بالاكتئاب، وقد يزداد الأمر تنامى شعور آخر في الرغبة في الهروب هل من صدى للكلام ؟؟؟؟ اشك لان الأذن صمت و العيون أغمضت وفى قلوبهم وقر. .. فيقوا يرحمكم الله غدا ستسألون عن كل نقطة ماء ملوثة شربناها... وكل لقمة خبز مسرطنة طعمناها واللي مش مصدق يسأل أم هلال في صراع الأبطال صاحبة الجملة الشهيرة وحق مين رماك في سكتي يا دكتور الغبرا.. لأوحل السكك تحت رجليك.